مشروع "خليجي- سوداني" لزراعة 1.5 مليون فدان على ضفاف نهري عطبرة وستيت
الزراعة فى السودان
كشفت مصادر مسؤولة عن تنفيذ كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، استراتيجية تنمية زراعية يطلق عليها "الزراعة خارج الحدود"، في الولاية الشمالية بالسودان، في مناطق وادي حلفا ودلتا نهري عطبرة وستيت، مؤكدين أنّ المساحة المستهدفة تصل إلى مليون ونصف المليون فدان، ستخصم ما يقرب من 5 مليارات متر مكعب من حصة مصر المائية التي تحددها اتفاقية 1959، لافتة إلى أنَّها تأتي عقب تمويل المملكة العربية السعودية لمشاريع بناء سدود الشريك ودال وكجبار بمليار وربع المليار دولار ضمن اتفاقية بين البلدين تمَّ توقيعها العام الماضي تشمل زراعة المملكة لمليون فدان.
وأكدت المصادر أنَّه تمَّ اختيار ضفاف نهري عطبرة وستيت لزراعة الأرض بنظام الشراكة بين الحكومتين بنسبة 60% للجانب السعودي والباقي للسوداني، مع فترة سماح لمدة عشرة أعوام، تبدأ نهاية العام، وبتمويل يصل إلى 10 مليارات دولار.
وأوضحت المصادر أن ذلك يأتي في الوقت الذي تخلت فيه مصر عن وعودها السابقة لزراعة مليون فدان في منطقة الدمازين في جنوب السودان والتي تمَّ توقيعها ضمن بروتوكول شركة التكامل المصرية السودانية والذي يقضي بالبدء في زراعة 100 ألف فدان كمرحلة أولى خلال العام الماضي، لافتًا إلى أن المساحة التي تمَّت زراعتها بلغت 3 آلاف فدان فقط بمحصول عباد الشمس.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الدكتور عصام فايد وزير الزراعة، رفض طلبًا سودانيًا بزيارة الخرطوم لاستئناف مفاوضات البروتوكول الموقع والذي يشمل إنشاء مزرعة للإنتاج الحيواني في ولاية سنار، ومجزر آلي في المنطقة الحدودية "قسطل أشكيت"، فضلًا عن زراعة 100 ألف فدان في الدمازين والتي تملكها شركة التكامل المصرية السودانية لصالح البلدين، مؤكدًا تجميد العمل بالبروتوكول تمامًا منذ توقيعه في أبريل 2015 بين البلدين.
من جانبه قال الدكتور مغاوري شحاتة الخبير الدولي في قضايا المياه، إنَّ الذي يحكم تقارب الدول مصالحها، والسودان رأى أن مصالحه مع دول الخليج، وأن المؤسسات التنفيذية في مصر تتحرك مع مصالحها، وبالتالي نفَّذ اتفاقية مع المملكة لبناء ثلاثة سدود كانت مصر قد وافقت عليها في وقت سابق، مقابل أن تزرع المملكة مليون فدان، وهو ما سيشكل خطورة كبيرة على مصر التي تعتمد بشكل أساسي على مياه النيل.
وأقر البرلمان السوداني أمس الأول قانونًا يسمح للسعودية بزراعة وتعمير مليون فدان في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد وذلك في إطار المشروعات العملية السعودية المنضوية في رؤية 2030، حيث ستضخ السعودية نحو 10 مليارات دولار في المرحلة الأولى للبنية التحتية التي تستغرق عشر سنوات ثم تشرع في استصلاح الأراضي الزراعية وريها من مشروع سد أعالي نهري عطبرة وستيت، ثاني أكبر سد في السودان.