إسلاميون: التيارات «الدينية» استغلت «أخطاء الدولة» فى منح التراخيص
برهامى
كشف قياديون سابقون فى الجماعات الإسلامية عن أسباب حرص تلك الجماعات على السيطرة على الزوايا والمساجد غير المرخصة على مستوى المحافظات منذ فترات طويلة، بعيداً عن وزارة الأوقاف، وأكدوا أنه كانت هناك صراعات بينها لإحكام السيطرة، وأن تلك الجماعات استغلت انتشار البطالة وسوء الأحوال الاقتصادية لتأجيج مشاعر الشباب وتجنيدهم ونشر فكرها.
«نعيم»: يتصارعون على المساجد بقانون «المزاحمة والإزاحة».. و«الدواليبى»: يملأون «فراغ الأوقاف».. و«أبوطبنجة»: يركزون فى الأرياف
الشيخ نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق، أوضح أن تزاحم التيارات الدينية على المساجد منتشر منذ عام 1970، تحت قانون المزاحمة والإزاحة، مضيفاً لـ«الوطن» أن هذا القانون مطبق منذ بداية الصراع الإسلامى بالجامعة فى عهد أنور السادات، حيث يبدأ الشيخ فى دخول المسجد لمزاحمة الأهالى وشيخ الأوقاف، ثم يصطنع أى مشاكل لإزاحة الإمام بالقوة تارة وبالشجار تارة أخرى، حتى سيطرت التيارات السلفية خلال الفترة الماضية على الآلاف من المساجد والزوايا المرخصة وغير المرخصة، وحتى بعد ثورة 30 يونيو ما زال هناك سيطرة من كافة التيارات على المساجد، ومنهم جماعة الإخوان والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية.
وأضاف: «أشهر المساجد التى يسيطر عليها الجماعات الإسلامية: النفيس بالزاوية الحمراء، والعنابر بشبرا، والتوحيد بالعصارفة والتوحيد برمسيس، والأنوار المحمدية بالظاهر وعائشة أم المؤمنين بالظاهر، والفتح والإمام الشافعى وفاطمة الزهراء وعمرو بن عبدالعزيز بشبرا، وباقوس بالإسكندرية، وتظل تلك الجماعات فى صراع بينها لاحتلال المساجد ونشر فكرها التكفيرى والإرهابى بين الشباب». وأشار إلى أن أبرز مشايخ السلفية الذين سيطروا على المساجد، الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، وعبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة، ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ومصطفى العدوى وأحمد النقيب، بالإضافة لمشايخ أهل السنة والجماعة والجمعية الشرعية وشباب التيارات السلفية.
وقال الشيخ فؤاد الدواليبى، القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية، لـ«الوطن»، إن عجز الأوقاف السبب الرئيسى وراء سيطرة الجماعات الإسلامية على المساجد، بسبب الفراغ الذى تخلفه الوزارة وتملأه تلك الجماعات، بالإضافة إلى النصير الشعبى الذى يتمثل فى حب الناس لخطبهم، لكن بعد ثورة 30 يونيو، أحكمت الأوقاف سيطرتها على معظم الزوايا، مطالباً إياها بتنشيط دعاة جدد على مستوى الجمهورية، يكونون قادرين على إحكام السيطرة على المساجد ونشر الفكر الوسطى بين الناس.
وقال الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، إن كثرة عدد الزوايا أسفل العمارات وضعف وزارة الأوقاف وتواضع مستوى الأئمة أعطى لكثير من تلك الجماعات الفرصة للسيطرة على الزوايا لجذب الشباب الصغير من قبل رموز التيارات التكفيرية، حيث وقع الشباب غنيمة لنشر فكر الإسلام السياسى وجماعات الجهاد والتكفير.
أما شريف أبوطبنجة، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، فأشار إلى أن الجماعات الإسلامية ركزت طول الفترة الماضية على المراكز بالأرياف والقرى والنجوع، وعرضوا أفكارهم بطريقة مبسطة عن طريق الدروس والدعوة إلى الله، وكانوا يعتمدون على المناخ السيئ للدولة وغياب أئمة الأزهر والأوقاف، وعدم مواجهتهم من البداية، وأوضح أن تلك الجماعات استغلت أخطاء الدولة فى الفترة السابقة وانتشار البطالة وعدم وجود رؤية واضحة للمستقبل، فأججت مشاعر الشباب وإحساسهم بالظلم من الدولة، وحرضتهم على ضرورة تغييرها من أجل حل المشاكل وإبعاد المفسدين. وتابع: «بعد 30 يونيو أصبح هناك كماشة شعبية أكثر من السيطرة الرسمية، فالشعب رفض أفكارهم وسياساتهم، وهو ما أثر على أدائهم وتسبب فى تراجع قواهم، أكثر من الحصار الأمنى».