فى تراك سباق السيارات.. وسع لـ«جنيات الأسفلت»
آلاء سالم بطلة مصر فى سباق سرعة السيارات
«تقبض بكلتا يديها على عجلة القيادة، تنظر إلى المرايا المحيطة بها يميناً ويساراً فى حركة لا إرادية وكأنها تبحث داخلهما عن منقذ، تنتفض إذا رأت شاحنة كبيرة تمر بجوارها وتقف بسرعة ودون مقدمات حتى تمر من أمامها بسلام، وإذا قررت أن تتوقف بسيارتها لركنها فأمامها ما لا يقل عن نصف ساعة يتعطل خلالها الشارع الذى قررت التوقف فى أحد أركانه ومعه شوارع أخرى جانبية» هذه هى الصورة التى يأخذها الكثيرون عن طريقة قيادة الفتيات للسيارات، حتى إن الكثير من النكات والأمثلة الشعبية تم تأليفها خصيصاً للتهكم عليهن وربط هذا الأمر بفكرة أن الفتاة «قلبها رهيف وماتستحملش».
«ياسمين»: بيعيّبوا على سواقة البنات.. ولو سواق ميكروباص رخم على اللى جنبه محدش بيكلمه
الرد على تلك المزاعم يأتى من خلال فتيات كرسن حياتهن داخل حلبات سباق السيارات، وتفوقن على أقرانهن من الرجال ووصلن إلى المراكز الأولى وحصدن الكثير من الميداليات وشهادات التقدير اعترافاً بقدرتهن على القيادة ومهارتهن فى سباق السرعات.
«معنديش مشكلة إن شعرى يتشبك فى الخوذة، وأنزل الحرفيين علشان أصلح العربية وأشوف قطع الغيار» هكذا قالت آلاء سالم، بطلة مصر فى سباق السرعة للسيارات، وأشارت الفتاة العشرينية إلى قصة بدايتها مع سباق السيارات «من زمان وأنا بحب سواقة السيارات وابتديت وأنا عندى 18 سنة وعرفت كل صغيرة وكبيرة فى العربية لدرجة إنى كنت بحب صوت المواتير، وفى عام 2009 أول ما عرفت إن فيه سباق ماقدرتش أمسك نفسى وقررت أدخل بعربيتى الخاصة ماكانش عندى عربية سباق لقيت عالم تانى خالص، وقررت إنى أخوض التجربة تانى فى بطولة مصر لسباق السيارات 2010»، وأضافت أن سنها الصغيرة كانت إحدى المشاكل التى واجهتها، بالإضافة لعدم امتلاكها سيارة للسباق «اختفيت أربع سنين ورجعت تانى 2014 ودخلت بطولة مصر لسباق السرعة وأخدت مركز أول فئة سيدات، وساعتها شافنى كابتن فريق أويل ليبيا واختارنى علشان أنضم لفريقه»، وأضافت «قمت بشراء إحدى السيارات وتجهيزها للسباق، عدّلت كل حاجة فيها من الموتور والشكمان والسرعة.. بقت عربية السباق اللى كنت بحلم بيها»، وأشارت إلى أنها شاركت فى عدة مسابقات مختلفة وكان آخرها بطولة محمد بن زايد فى شرم الشيخ وحصلت على مركز أول فئة سرعة الـ1600 سى سى، وأضافت: حتى أستطيع المنافسة فى المسابقات يجب أن أتمرن جيداً ومن أجل ذلك أذهب إلى التراك على الأقل مرة كل 3 أسابيع».
فتيات ينافسن فى مسابقات السرعة ويحصدن المراكز الأولى
ورفضت «آلاء» ما يقال عن أن المرأة لا تستطيع القيادة بشكل جيد، وقالت «الفرق بين الولاد والبنات فى السواقة أو حتى فى سباق السيارات يعود إلى طبيعة تعامل الولاد بشكل أكبر من الميكانيكية وده اللى بيدى الفرصة للتعرف على العربية، لكن لو البنت فى نفس ظروف الولد مش هيبقى فيه فرق، لأننا بنى آدمين بنفس الإمكانيات، والبنات دلوقتى أثبتوا نفسهم فى كل المجالات»، وأضافت أن رياضة سباق السيارات آمنة «التراك بيكون من الكاوتش، وبيكون فيه إخصائيين فنيين بالإضافة لسيارات المطافى والإسعاف»، ورأت أن المشكلة التى تواجه هذه الرياضة هى عدم توافر الدعم المادى «احنا بنحتاج فلوس كتير علشان تجهيز سيارة السباق، وقطع الغيار بتكون نادرة وغالية جداً لو لقيناها، علشان كده بنحتاج لراعى رسمى حتى لو هيدفع جزء، لكن رياضة السباق مش مشهورة زى الكورة علشان كمان الإعلام مش بيتكلم عنها كتير».
إيرين يوسف تعتبر أول فتاة احترفت مجال سباق السيارات منذ 2004 «بحب مجال سباق السيارات، وأول مسابقة شاركت فيها كانت الأوتوكروس وساعتها كانت مشاركة السيدات منعدمة»، هكذا قالت «إيرين»، وأضافت أنها شاركت فى مسابقات عديدة لسباق السرعة منذ 2010، تقول إيرين «بنزل أروح التراك وأسابق، بالإضافة لنصائح الكابتن وأصدقائى كلنا بنساعد بعض وشايفة إن كتير من البنات تميل لقيادة السيارات ولكن سباق السيارات يختلف لأنه يحتاج إلى التجربة والخبرة، وأشارت إلى أن بعض الأهالى يعترضون على سباق السيارات للبنات «فيه أهالى بتبقى خايفة على بنتها لكن السباق بيكون آمن وفيه معايير الأمان موجودة، ودلوقتى بقى فيه بنات كتير بتشارك وعندهم المنافسة القوية»، وأضافت أن رياضة سباق السيارات تعتبر من أغلى الرياضات بداية من تجهيز السيارات «ممكن تبقى فيه قطعة غيار نحتاج نستوردها من بره.. وفيه قطع ممكن تتباع بالدولار ولو لقيناها كمان».
«من زمان وأنا بلعب رياضات مختلفة زى السباحة، وكنت بحب سواقة العربيات قوى لغاية لما قررت أدخل بطولات، أهلى وقفوا جنبى لأنهم شافوا السباقات بتكون منظمة وأمان» هكذا بدأت إيمان مرزوق، إحدى المشاركات فى رياضة سباق السيارات حديثها، قائلة «قررت خوض مسابقات سرعة السيارات منذ 2014 فى بطولة مصر لسباقات السرعة وحصلت على المركز الأول فى سباق السيدات، وسباق محمد بن زايد فى شرم الشيخ كان آخر سباق شاركت فيه، تتابع إيمان «لا فرق بين ولد وبنت فى رياضة سباق السيارات، التميز يرجع إلى حب الرياضة والاقتناع بها والجدية فى ممارستها ودلوقتى فيه بنات بتجيب سرعات أعلى من الولاد والمنافسة بتبقى قوية»، وأضافت أنها قبل الدخول فى المسابقات تقوم بتجهيز سيارة السباق الخاصة بها «بنزل منطقة الحرفيين، وبشوف كل حاجة بنفسى وبتأكد من الفرامل والعفشة وضبط زوايا العربية». «Bang Bang»
هو الفريق الذى انضمت إليه بعد حصولها على المركز الأول فى إحدى بطولات السباقات «ماترددتش لحظة لما كابتن الفريق اختارنى لأنى بحب الرياضة دى جداً وعاوزة أستمر فيها لكن كمان نفسى الرياضة دى تاخد حقها فى الإعلام».
كانت البداية لدى ياسمين سامى، إحدى متسابقات سباق السيارات عندما كانت ذاهبة لمشاهدة إحدى مسابقات السيارات، بعدها قررت أن تشارك بسيارتها وأن تدخل فى هذا المجال ومنذ ذلك الوقت وهى تتمرن لتصل إلى أعلى المراكز»، تتابع «ياسمين»: «سواق الميكروباص أو حتى ملاكى بيكسر أو يرمى على واحد فى الطريق ومحدش بيكلمه إنما لو بنت اللى عملت كده بيحصل عليها هجوم فظيع، وباستغرب قوى ليه لما تشوف بنت سايقة فى الشارع ترخم عليها وتضايقها لمجرد إنها بنت»، ورأت أنه لا يوجد فرق بين قيادة البنات والولاد، قائلة «السواقة قرار، ملهاش دعوة ببنت أو ولد».