خطيبى البخيل.. وأنا
خطيبى البخيل.. وأنا
«اليد المضمومة لا تستطيع أن تصافح أحداً».. جملة خشيت «م. أ» أن تقع فى فخها، فبعد العديد من عروض الزواج قبلت بخطبة «ر. ح» الذى شعرت تجاهه بقبول وراحة لم يدوما طويلاً، حيث بدأت الشكوك تراودها بشدة حول بُخله المادى، الذى من الممكن أن يؤثر على عاطفته أيضاً، ومن ثم فشل علاقتهما وحياتها فيما بعد إذا لم تتمكن من تغيير تلك الصفة.
الشكوك التى راودت «م. أ» نتجت بسبب تفضيله الذهاب إلى الأماكن البسيطة والرخيصة نوعاً ما فهو مثلاً لا يفضل زيارة مطاعم وكافيهات غالية أو لها «منيمم تشارج»، فضلاً عن أنه لا يجلب الهدايا لهم عند زيارته للمنزل دائماً، حيث يتجاهل ذلك تارة، وتارة أخرى يصطحب معه «تورتة» من محل حلويات بسيط.
لم تتمكن الفتاة العشرينية من مواجهته بشكوكها، وإنما اكتفت بالمراقبة لدرجة أنها كذبت نفسها فى الكثير من الأحيان، ولكنها لم تستطع كتمان ذلك فصارحت والدتها بشكوكها وظنونها إلا أنها أخبرتها أن ذلك «حرص» منه نظراً للمسئوليات العديدة التى تقع على عاتقه ومتطلبات الزواج وحياته اليومية العادية، وعليها أن تساعده لهذا الأمر وأن تتجاهل تلك الشكوك، إلا أن «م. أ» لم تقتنع بذلك الرد وما زالت غير قادرة على التفرقة بين البخل والحرص.
وردت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة عين شمس وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى، على ذلك الأمر، أنه على «م. أ» أن تكون أكثر ملاحظة ومراقبة لتصرفات خطيبها وسلوكياته فى التعامل مع من حوله، بقولها «يعنى مثلاً لو خارجين تشوفه لو بيدى تيبس ولا بيدى مبلغ قليل أوى ولا بيطنش أصلاً، والأوردر اللى بيطلبه، وهل بيفرض عليها حاجات بمبلغ معين»، مشيرة إلى أن المصارحة فى هذه الحالة لن تكون مفيدة أو مؤثرة.
وتابعت «العيسوى» أن الشخص الحريص يكون حرصه فى المال فقط، وإنما البخيل لا يقتصر الأمر لديه على النقود وإنما يشمل الحب والاهتمام وكل شىء لكون البخل يعدّ سمة أساسية من صفاته الشخصية وغير قابلة للتعديل إلا فى حالات نادرة، فيشعر طوال الوقت أن وجوده كافٍ ويغنى عن أى شىء كالهدايا والطعام وغيره.
وأضافت أن البخل درجات، أسوأها الاستغناء عن الكماليات فى العلاقة وهو ما يتطلب سرعة إنهائها، ونصحت دكتورة الطب النفسى «م. أ» أنه قبل اتخاذها ذلك القرار عليها أن تراجع شخصيتها هى أيضاً أولاً وأن تكون صريحة مع ذاتها، ففى حالة كانت هى أيضاً شخصية حريصة فستتمكن من التوافق معه على ذلك الحال، ولكن إذا كانت عادية أو كريمة فلن تتمكن من الوصول بالعلاقة إلى بر الأمان.