«الطيب x جمعة».. من يربح المعركة؟
صورة أرشيفية
كشف قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتعميم خطبة الجمعة المكتوبة، على الأئمة والخطباء، لاستعادة الخطاب الإرشادى المستنير، فى محاولة لتجديد الخطاب الدينى، عن خلاف وصراع محتدم بين الأزهر والأوقاف، نبتت بذرته منذ فترة، واشتد عوده مؤخراً.
انقسم العلماء والمسئولون، حول القرار دون مبرر، ففيما أكد المؤيدون له أن الخطبة المكتوبة، تستعيد المنابر من المتطرفين، وتعيد للمساجد الروحانيات والطمأنينة، بعيداً عن أية توجهات أو صراعات سياسية، رأى الرافضون، ومنهم أعضاء بهيئة كبار العلماء، أن «المكتوبة» جهلٌ، وأن الأزهريين أكبر من يُكتَب لهم، وسيهجرون المنابر حال تطبيق القرار. وكان للخبراء رأى آخر، هو أن هذا الصراع بين المؤسستين الدينيتين، لا يصب إلا فى مصلحة المتطرفين، ويفقد الدولة سلاحها الفكرى الأساسى فى مواجهة التكفير والتشدد، ويؤثر على تجديد الخطاب الدينى، ونشر وسطية الإسلام.
أرجع البعض الخلاف بين المؤسستين إلى أن الأزهريين يرون أن مؤسستهم يجب أن تبسط سيطرتها على كافة المؤسسات الدينية، بعد مشاركة شيخ الأزهر فى ثورة 30 يونيو، ولقاء 3 يوليو الذى أسقط الإخوان، فيما حاول وزير الأوقاف أن يستقل فى تحركاته ويركز على مواجهة التكفير واستعادة المنابر من المتطرفين، وهو ما نجح فيه، الأمر الذى أخرج الصراع إلى السطح، وأدى إلى إبعاد الوزير عن المكتب الفنى للإمام الأكبر، وكان آخر لقاء جمع بين «الشيخ» والوزير، خلال احتفال ليلة القدر، فيما غابت عنه هيئة كبار العلماء لرفضها مقابلة «جمعة».
المراقبون للمشهد يرون أن الصراع الحالى تفجر للعلن واشتد بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تطوير الخطاب الدينى، الذى فشل الأزهر فى ترجمته إلى واقع.. صراع العمائم البيضاء ملف تفتحه «الوطن» لكشف أبعاده فى السطور التالية: