خبراء: غياب «السياحة» تسبب بشكل مباشر فى اشتعال «الدولار»
نورا على
قال الدكتور مصطفى خليل، عضو مجلس الأعمال المصرى الروسى، إن تراجع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر حالياً أحد أسباب أزمة الدولار التى تمر بها البلاد، موضحاً أن القطاع السياحى يحقق خسارة يومية قدرها 20 مليون دولار، ولو كانت موجودة حالياً لقلّلت آثار الأزمة التى يعانيها البنك المركزى أسبوعياً فى ضخ عملات أجنبية فى السوق المحلية.
وأضاف «خليل» لـ«الوطن» أن تراجع الإيرادات السياحية المحققة خلال العام الحالى لأكثر من 60% عن الإيرادات التى تحققت فى عام 2010، والتى بلغت 12.5 مليار دولار، تسبب فى أزمة السيولة الموجودة حالياً، التى أدت إلى ارتفاع هو الأكبر عبر التاريخ لوصول سعر صرف الدولار إلى 12.5 جنيه.
«خليل»: 20 مليون دولار خسائر يومية.. و«نورا»: متفائلة بعودة الحركة السياحية قريباً و«إبراهيم»: شركات الحج فى أزمة لارتفاع الأسعار.. والريال السعودى يسجل 330 قرشاً
وأشار عضو مجلس الأعمال المصرى الروسى إلى أن استعادة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية كفيلة بضخ أموال إضافية تدعم حركة البيع والشراء داخل السوق وتعمل على حل الأزمات التى تولدت نتيجة عدم كفاية المعروض من الدولار فى مواجهة الطلب المتزايد عليه، موضحاً أن الأزمة ظهرت بقوة نتيجة تزامن تراجع السياحة مع قلة إيرادات قناة السويس وضعف التحويلات النقدية للمصريين العاملين فى الخارج فى آن واحد، ولفت «خليل» إلى أن الإيرادات السياحية شهدت سلسلة من التراجعات خلال السنوات التى تلت ثورة يناير 2011 بالمقارنة بما قبلها، ففى الوقت الذى وصلت فيه الحصيلة الدولارية للسياحة فى عام 2010 إلى 12.5 مليار دولار، شهد عام الثورة التالى انخفاض نسبة الإيرادات السياحية إلى ما يقرب من 8.8 مليار دولار بتراجع قدره أكثر من 3 مليارات دولار، بينما بلغت الإيرادات السياحية خلال عام 2012 نحو 10 مليارات دولار بزيادة أكثر من مليار دولار عن العام الذى سبقه، فيما شهد عام 2013 أكبر نسبة انخفاضات خلال الـ5 سنوات الماضية، حيث بلغت الإيرادات نحو 5.9 مليار دولار بتراجع أكثر من 41% عن العام الذى سبقه، فيما بلغت الإيرادات المحققة فى عام 2014 نحو 7.5 مليار دولار بزيادة نحو 20% عن العام الذى قبله، لافتاً إلى أن إيرادات القطاع السياحى وصلت إلى 6.1 مليار دولار العام الماضى وهو ما تسعى لتحقيقه هذا العام.
ونوه عضو مجلس الأعمال المصرى الروسى إلى أن نهاية العام الحالى وبداية العام المقبل ستشهد انفراجة فى أزمة الدولار وذلك بفضل المؤشرات التى تؤكد أن الحركة السياحية فى طريقها لاستعادة معدلاتها الطبيعية.
وقالت نورا على، رئيس اتحاد الغرف السياحية، إن صناعة السياحة تمثل إحـدى ركائز الاقتصاد المصرى، حيث تسهـم بـ11.3% من إجمالى الدخل وتوفر نسبة 19.3% من إجمالى العملة الصعبة، كما توفر فرص عمل ضخمة وتبلغ نسبة العاملين فى قطاع السياحة 12.6% من إجمالى قوة العمل بمصر وفقاً للإحصاءات الرسمية، وأشارت «نورا» إلى أن تراجع السياحة ساهم بقوة فى أزمة الدولار الموجودة حالياً وذلك لقلة العملة الصعبة داخل السوق، التى كانت توفرها السياحة حينما كانت فى عنفوانها، على حد قولها.
ولفتت رئيس اتحاد الغرف السياحية إلى أن أزمة الدولار أظهرت أهمية صناعة السياحة فى توفير العملة الأجنبية، منوهة بأن إنشاء المجلس الأعلى للسياحة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى دليل على اهتمام الدولة بتلك الصناعة، مشيرة إلى أنها متفائلة جداً بعودة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية قريباً، وأن عودتها ستسهم فى انتعاشة كبيرة للاقتصاد. وقال أحمد إبراهيم، عضو اللجنة العليا للحج السياحى، إن تراجع السياحة تسبب فى ارتفاع سعر العملات الأجنبية ومنها الريال السعودى الذى وصل سعره إلى نحو 3 جنيهات و30 قرشاً وهو أعلى معدل لسعر الريال فى التاريخ، منوهاً بأن سعر الخدمات فى السعودية زادت بنسبة كبيرة ما أدى إلى وقوع شركات السياحة المنفذة لبرامج الحج فى أزمة كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الخدمات بالمملكة.