خبير عسكرى سورى: القواعد الأمريكية تمنع إنشاء «قوة عربية مشتركة»
الخبير العسكرى السورى العميد على مقصود
اعتبر الخبير العسكرى السورى، العميد على مقصود، أن القواعد الأمريكية فى المنطقة ما هى إلا لحماية المصالح الأمريكية، وأنها سبب الصراعات التى تعيشها منطقة «الشرق الأوسط». وأكد العميد السابق بالجيش السورى، فى حواره لـ«الوطن»، أن وجود تلك القواعد هو لحماية الأمن القومى للكيان الصهيونى، وستحول، دوماً، دون قيام قوة عربية مشتركة، موضحاً أن الولايات المتحدة تتدخل فى اليمن لأنها تريد إقامة قاعدة عسكرية عند مضيق «باب المندب»، للسيطرة العسكرية عليه.. وإلى نص الحوار:
«مقصود» لـ«الوطن»: الوجود العسكرى الغربى يحمى مصالح الصهاينة
■ بداية، ما وضع القواعد العسكرية الغربية، التى تستخدم فى الاستراتيجيات العسكرية؟
- لو تحدثنا، مثلاً، عن الولايات المتحدة الأمريكية والقواعد العسكرية المنتشرة لها، فإن «واشنطن» لديها استراتيجية بوضع قواعد عسكرية فى العالم، وفى كل أنحاء القارات الثلاث، وهذه القواعد تنتشر وفق ما يخدم المصالح الأمريكية، أى إنه أينما وُجدت مصلحة للولايات المتحدة فإنها تريد وضع قاعدة عسكرية لها لخدمة مصالحها، وبسط سيطرتها على تلك المناطق.
■ وما موقع «الشرق الأوسط» من هذه الاستراتيجية؟
- الشرق الأوسط يحتل أهمية كبرى لدى الولايات المتحدة، نظراً لكمية الثروات الكبيرة فى المنطقة، وعلى رأسها النفط وغيره من مصادر الطاقة، وهى تنشر قواعدها فى الخليج لحماية تلك المصالح، و«واشنطن» لديها رغبة فى أن يكون لها مزيد من القواعد، لولا أن هناك دولاً عربية مثل مصر وتونس ترفضان ذلك التوجه الأمريكى.
مصر وتونس ترفضان التوجه الأمريكى لإقامة مزيد من القواعد فى دول «الشرق الأوسط»
■ وفى رأيك، ما تأثير تلك القواعد على الأمن القومى لدول المنطقة؟
- هذه القواعد، كما قلت، لخدمة المصالح الأمريكية وحلفائها، وعلى رأس ذلك أن تلك القواعد العسكرية لحماية الأمن القومى للكيان الصهيونى (إسرائيل)، وهذه القواعد وُضعت لتدمير الدول العربية التى كان من الممكن أن تشكل خطراً على إسرائيل، وأبرز مثال لذلك ضرب العراق، وكيف أنها تستغل الاضطرابات الموجودة هناك لتدشين 5 قواعد فى شمال العراق، لتمزيق هذا البلد. القواعد العسكرية الأمريكية التى ضربت العراق هى التى أدخلته فى دوامة الصراع الطائفى، وقضت على جيش العراق الذى كان يمكن أن يواجه دولة الكيان الصهيونى، والأوضاع فى العراق حالياً هى خير دليل على ما تهدف إليه الولايات المتحدة من نشر تلك القواعد.
■ هل «واشنطن» تخطط لإقامة قواعد أخرى فى المنطقة؟
- هذه استراتيجية أمريكية لا تتوقف، وأغلب الصراعات التى تدور فى المنطقة هدفها أن تكون هناك ذريعة لإقامة قواعد عسكرية جديدة، ومن ذلك الولايات المتحدة تتدخل فى اليمن لأنها تريد إقامة قاعدة عسكرية عند «باب المندب»، تريد السيطرة العسكرية على هذا المضيق وعلى منطقة البحر الأحمر، و«واشنطن» تحاول الاستفادة من الصراع القائم حالياً فى اليمن لهذا الغرض، لكن أعتقد أن مصر لن تقبل أن يكون للولايات المتحدة سيطرة عسكرية على البحر الأحمر.
«واشنطن» تروج للصراع المذهبى .. وتستغل اضطرابات العراق لتدشين 5 قواعد هناك
■ بعض التحليلات تقول إن تلك القواعد تحمى دولاً عربية من النفوذ الإيرانى؟
- هذا غير حقيقى، هذه القواعد لا تحمى إلا المصالح الأمريكية، ولكن قد يكون من بين ما اتفق عليه لإنشاء تلك القواعد فى تلك الدول هو حماية أنظمتها من أى تهديد، حماية الأنظمة الحاكمة فقط، والحديث عن نفوذ إيرانى يأتى فى إطار سياسات أمريكا لترويج الصراع المذهبى والطائفى بين الدول الإسلامية.
■ هل تقبل المنطقة بوجود قواعد عسكرية جديدة؟
- لا أعتقد، الآن المنطقة باتت شعوبها هى التى توجهها، وفى قناعتى أن الشعوب العربية باتت ترفض أى تدخل، وتنظر إلى هذه القواعد باعتبارها احتلالاً لن تقبل به.