ما أشبه «الجندى» بـ«خالد سعيد».. شهيد يفجر ثورة
تطابقت كافة بيانات هوية كل منهما الشخصية، فالاسم هو ذاته «شهيد».. والسن 28 عاماً.. والمهنة «مفجر ثورة».. حتى الوالدة، هى نفس «الأم المصرية المكلومة» التى تنعى ولدها بعد أن سقط قتيلاً جرّاء التعذيب.
«خالد سعيد» و«محمد الجندى»، شابان فقدا حياتهما إثر عمليات تعذيب، ذهبت معظم الآراء إلى أنها تمت على أيدى أفراد الشرطة، لكن التقارير الرسمية تضاربت واستبعدت شبهة التعذيب، فكما كانت «لفافة البانجو» التى وُجدت فى حلق «خالد سعيد»، سبباً فى وفاته، فإن سبب استشهاد «محمد الجندى» هو حادث طريق، وفقاً للروايات الرسمية وليس عمليات تعذيب أدت إلى كسر ثلاثة ضلوع أمامية بصدره، وترحيل أربعة ضلوع بظهره، وكسر فى الجمجمة، وضرب بآلة حادة.
«محمد كان طالب مثالى.. بارّ بأمه.. كان يطلّعنى العمرة كل سنة فى عيد الأم وبيدينى فلوس رغم إننا أسرة ميسورة الحال.. أنا مستودعاه عند اللى ما بتضيعش ودائعه»، كلمات تفوهت بها السيدة سامية، أثرت فى كل من سمعها، بعد أن اختلطت فيها روح الفخر بالابن ورثائه، وهو نفس الإحساس الذى شعر به ملايين المصريين وهم يسمعون السيدة ليلى، والدة الشهيد خالد سعيد، وهى تتمتم بكلمات حنونة عن ابنها: «خالد معايا وبيطبطب علىّ وبيبوس إيديا.. أنا باغسل له لبسه وباكويه وباعلقة زى ما كان بيحب».[Quote_1]
«نحن على موعد مع موجة ثالثة للثورة فجرها محمد الجندى»، هكذا توقع وحيد عبدالمجيد، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، ألا يمر حادث استشهاد «محمد الجندى» مرور الكرام، موضحاً أن طريقة وفاته، يمكن أن تُغذى الموجة الثالثة الجديدة للثورة، وتعطيها دماءً جديدة، مثلما أدى استشهاد «خالد سعيد» إلى تفجير الموجة الأولى للثورة، الفرق بين الحالتين أن «خالد سعيد» خلق موجة من العدم، لكن ما يحدث الآن هو موجة جديدة من أحداث ثورة لا تزال مستمرة.
محاولات نفى شبهة التعذيب الذى تعرض له «محمد الجندى»، فى رأى عبدالمجيد، يؤكد أن النظام لم يتغير، فهى نفس المحاولات التى اتُّبعت مع «خالد سعيد»، بينما حدث التغيير فقط فى الأشخاص، بدليل أن نفس السياسات تُتبع، وعقلية النظام ومنهاجيته فى التعامل مع الشعب، هى نفسها.