محمد حسان: «حذرت الإخوان وقلت لهم إن من يظن أن جماعة تستطيع أن تهزم دولة فهو أحمق»
الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامي
الداعية الإسلامي: طلبت من الإخوان ألا يصدّروا الشباب ليحطموا الجدران الصلدة برؤوسهم
قال الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامي، إن أول حلول الأزمة الدائرة الآن بين الدولة والمجتمع من جهة وبين الإخوان من جهة أخرى هو دفع «الدية» عن كل من سالت دماؤه وراح ضحية هذا الصراع، من أجل إطفاء النار المتأججة بينهما.وأضاف «حسان» في حواره مع «الوطن»، أنه بعد عزل «مرسى» تبنى مبادرة للمصالحة بين الإخوان والدولة، وذهب إلى الإخوان وقيادات تحالفهم، فأخبروه بتمسكهم بعودة «مرسي» وبمراجعتهم طلبوا عدم فض اعتصام رابعة بالقوة، وهو ما وافق عليه المشير السيسي وقتها بشروط، إلا أنهم رفضوا الصلح.وتابع: «لم أقل أن يخرج القتلة من السجون ولا يصح أن أقول ذلك، وما أقوله هو أن القاتل المتعمد على الدولة أن تستوفي الجزاء منه، وأردد عليك مرة ثانية بأن دفع الدية هو وسيلة تطييب لخواطر وجوانح أهالي القتلى ويعمل على تنقية الأجواء حتى تندمل الجراح».وعن كيف سيتم دفع كل هذه الديات، قال: «هناك أهل فضل وخير في الخليج والعالم الإسلامي على استعداد لدفع كل هذه الديات، والأمر سهل وليس صعباً بشرط أن يقبل الجميع بحل قبول الدية كبداية للحل وتطييب خواطر أولياء الدم».واستطرد: التقيت قيادات الإخوان عقب عزل محمد مرسي وقبل فض اعتصام رابعة المسلح أكثر من مرة، وقلت لهم آنذاك وحذرتهم: أحمق من يظن أن «جماعة» مهما كانت تستطيع أن تهزم دولة، فهذا أمر مستحيل على مر التاريخ كله، وكنت أقول لقياداتهم ورؤوس التنظيم، قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة، إنه ليس من البطولة أن نُصدّر شبابنا ليحطموا الجدران الصلدة برؤوسهم، لأن رؤوس أولادنا ستتحطم وتبقى الجدران الصلدة كما هي، وقلت لهم: أنتم تعاكسون سنن الله الإلهية الثابتة في الكون، وسعيت للتواصل والتوافق بين الطرفين فالتقيت الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقيادات الإخوان، فاتُهمت بالخيانة وأنني بعت الدين، فيما عاد الإخوان وتحالفهم الآن ليقولوا «يا ليتنا كنا وافقنا على ما قدمته لنا في وقت سابق».وعن بداية تدخل «حسان» في محاولة لإيجاد وسيلة للتوافق وحل الأزمة آنذاك، قال: البداية جاءت مني، فذهبت إلى قيادات الإخوان وقيادات تحالفهم أجمع، في مكان خارج منطقة «رابعة»، وقلت لهم «الصلح خير، وأظن أنكم لستم في حاجة إلى رسالة أوضح من عزل الرئيس محمد مرسي، لتستوعبوا الظرف الراهن الذي وصلتم إليه، أنا لست رجل سياسة، لكن ألف باء فهم لسنن الله الكونية، تقول لكم تراجعوا حفاظاً على الدعوة وعلى الدماء وعلى البلد، فمن جاء بكم إلى الحكم هو الله -سبحانه وتعالى-، ثم الدعوة، فاتركوا الحكم لأننا لسنا متعبدين للحكم وارجعوا إلى الدعوة لأننا متعبدين بدعوة الخلق إلى الحق بحق، ارجعوا خطوة للخلف»، وسألت أحدهم: هل الكرسي غاية عندنا أم وسيلة؟، فأجاب «وسيلة»، فقلت: إذا كانت هذه الوسيلة الملعونة ستؤثر على الغاية التي من أجلها وُلدنا، أيصح أن نتمسك بها أم نتخلى عنها ونبحث عن وسيلة أخرى؟، فوسيلتنا الأولى هي الدعوة وتعبيد الخلق إلى الحق بحق، وسألته مجدداً: هل تنازل رسول الله في صلح الحديبية عن صفة الرسالة يعتبر خيانة لدينه؟، وقد كان الصحابة قالوا له لو أمرتنا أن نميل على أهل مكة بسيوفنا ميلة رجل واحد لفعلنا، إلا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أبى ذلك فهل خان دينه؟»، وقلت لهم: الحكمة يا جماعة مش دين؟ الحكمة فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، وأركانها العلم والحلم والأناة، وآفتها الجهل، والطيش، والعجلة، وأنتم إذا لم تأخذوا بالحكمة في هذا الموقف فمتى تكون حكيماً؟، وهنا اتهموني بالجبن والخيانة، فيما أرى الخيانة هي أن تصطدم بسنن الله الكونية.