علماء الأزهر: جمعة «معاً ضد العنف».. تحريض على القتل
رفض علماء الأزهر نهج بعض المنتسبين للتيارات الدينية فى تظاهرات الجماعة الإسلامية أمس الأول بمحيط جامعة القاهرة، تحت شعار «معاً لنبذ العنف»، حيث رفع بعض المتظاهرين لافتة تضم صور الشخصيات المستهدفة فى قائمة اغتيالات خلية مدينة نصر وتم تذييل اللافتة بقول الله تعالى: «إن الله لا يصلح عمل المفسدين». وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء: «ربنا يهدى هؤلاء المتشددين»، مؤكداً أنهم يحاولون الاستخفاف بعقول الناس ويتاجرون بالدين، رغم أن الإسلام يرفض العنف وإراقة الدماء.
وأشار إلى أنه لا يجوز استخدام الآيات القرانية فى غير موضعها التى نزلت من أجله وتطويعها لأغراض ومآرب دنيوية.
وأوضح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن ما حدث من رفع صور لبعض الشخصيات المستهدفة بالاغتيال وكتابة آيات قرآنية عليها هو بمثابة «تحريف الكلم عن مواضعه»، لافتاً إلى أن مليونية «لا للعنف» دعت إليها جماعة كانت تقوم بالقتل والتدمير وترويع الآمنين فى الثمانينات والتسعينات واستهدفت المنشآت العامة والرموز السياسية وقتل السائحين والمسيحيين، وبالتالى ليس غريباً تبنّى البعض لأفكار مغلوطة، مؤكداً: «هذا زمن العجائب، فالقتلة أصبحوا قيادات للوطن». وشدد على أنه لا يجوز تسمية الخلايا المسلحة بـ«الإسلامية» بأى حال من الأحوال، فهؤلاء أساسهم السلفية الوهابية ولا يجيدون سوى لغة العنف، مؤكداً أن الإخوان سيتخلصون من تلك الفصائل بعد الانتخابات البرلمانية.[Quote_1]
فيما أكد الدكتور محمد قاسم المنسى، أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم وخطيب مسجد مصطفى محمود، أن الاستشهاد بهذه الآية -وهى آية تطبيق حد الحرابة- أمر يتعارض تماماً مع تعاليم الإسلام ويتعارض مع شعار «نبذ العنف» الذى رفعه المتظاهرون.
وأضاف المنسى أن الاستشهاد بهذه الآية تحريض ودعوة صريحة للقتل، ويكشف التناقض الشديد بين ما يدعو إليه الشعار من نبذ للعنف وتنفير منه، والتحريض على القتل. وأشار المنسى إلى أن القاعدة الشرعية لا تجيز على الإطلاق للأفراد أن يقيموا الحدود إذا وقعت، بل أوكلت ذلك إلى الحكام والقضاة الذين بدورهم بعد البت فيها يحيلونها إلى أجهزة الدولة التنفيذية ممثلة فى جهاز الشرطة وجهة تنفيذ الأحكام طبقاً للقانون. ولفت إلى أنه لو ترك الأمر للأفراد أن يحكموا على الآخرين سواء بإفسادهم أو خروجهم من الدين لتحولت البلاد إلى فوضى كبيرة لا نجنى من ورائها إلا الخراب والدمار.
واعتبر الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الدعوة إلى نبذ العنف بالقتل تخالف القاعدة الشرعية التى ورد نصها فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم فى يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا». وأكد أن إراقة دم أى إنسان لا تكون إلا بحكم قضائى نهائى على تهمة وجريمة واضحة لا تقبل الشك فى ارتكابه لهذه الجريمة وينفذها الحاكم أو من ينوب عنه كالقاضى.