فى بيتنا «زوجة أب».. «نحن لا نزرع الشوك»
زوجات أب يرفضن اتهامهن بالقسوة
جرائم بشعة تدمع لها القلوب قبل العيون تلك التى نقرأها بين الحين والآخر بطلتها زوجات أب تجردن من مشاعرهن واقترفن جرائم تجاه أبناء أزواجهن، مثل تلك الأخبار رسخت فى أذهاننا صورة سلبية عن تلك المرأة، التى كثيراً ما أظهرتها المسلسلات والأفلام والروايات فى دور المرأة المتوحشة معدومة الضمير، ورغم أن تلك الجرائم حدثت بالفعل وأن الأدوار التى جسدتها الأفلام والمسلسلات ما هى إلا تجسيد للواقع، فإن هذا لا يعنى أنه يجب التعميم أو أنه لا يوجد فى تلك الحياة نماذج لزوجات أب كن كأمهات حقيقيات لهؤلاء الأبناء.
«ربنا مارزقنيش بولاد وهما أصلاً ولادى» هكذا بدأت ثريا فهمى، صاحبة الخمسة والستين عاماً حديثها عن رحلتها التى تزيد على أربعين عاماً مع أولاد زوجها، حيث تزوجت وهى فى الثلاثين من عمرها، فأصبحت أماً لولدين وأربع فتيات، وهذا بعد أن توفيت والدتهم لتتركهم أطفالاً صغاراً لتجد «ثريا» نفسها فجأة أماً لستة أطفال، ويشاء الله ألا يرزقها بأطفال غيرهم.
الأمثال الشعبية والمسلسلات والأفلام أظهرتهن فى أدوار المرأة المتوحشة
«عمر ما حد فيهم تعبنى وكملنا حياتنا فى سلام مع بعض» بتلك الجملة التى تحمل رسالة حب وسلام، روت «ثريا» قصتها مع زوجها وأولاده وأكدت أنها منذ دخولها منزل زوجها وهى تعلم أهمية الأطفال، وكانت حنونة عليهم وكاتمة لأسرارهم.
تابعت «ثريا» حديثها قائلة: «دايماً كانوا بيقولوا لى يا ماما، وكان فى احترام بيننا فى التعامل وربيتهم وجوزتهم كمان وربنا وقف جنبى عشان راعيت ربنا فيهم.
«صحيح البداية كانت صعبة بس بعد كده كله اتحل»، بتلك العبارات روت نجوى إسماعيل قصتها مع زوجها وولديه قائلة إن العلاقة فى البداية كانت أشبه بمزيج من المشاكل والتوتر الدائم وعدم الألفة بينها وبين أولاده الذين كانوا لا يزالون صغاراً، تقول «نجوى»: «كان بداخلى رغبة وإصرار شديدان على كسب حبهما وأن أمنحهما العيش فى حياة هادئة، لذلك قررت تخطى كل الصعوبات التى واجهتنى فى البداية حتى تغلبنا عليها جميعاً». تتابع «نجوى»: «حبى لهما زاد بل تضاعف بعد وفاة ابنتى من زوجى السابق، ولا أنكر أننى واجهت فى البداية عدم تقبلهما فكرة وجود أم بديلة لهما بعد انفصال والدتهما عن أبيهما، ولكنى لم أيأس أبداً وكنت حريصة على استخدام أبسط الطرق معهما لكسبهما وهى أن أحبهما بصدق».
تابعت حديثها قائلة: «كله بالوقت بيعدى الحمد لله وبدأنا نقرب من بعض واحدة واحدة وتجمعنا مواضيع كتير وده طبعاً حصل بعد ما كنت بقف فى صفهم أمام والدهم فى مشاكلهم، وأحاول أحلها معاهم وفهموا أنى بحبهم بجد من غير أى مصلحة.
كانت قصة «نبيلة أحمد» صاحبة الخمسة وخمسين عاماً مختلفة فقد تزوجت منذ تسعة وعشرين عاماً من «ابن الجيران» بعد قصة حب طويلة مثل الروايات القديمة، وكانت هى زوجته الأولى ولكن شاء الله أن يحرمها من الأمومة، ومن هنا جاءت نقطة التحول فى حياة «نبيلة» ومرت بظروف صعبة كثيرة ومثل أى زوج مصرى له حق فى الإنجاب، فتوصل فى النهاية إلى الحل المعتاد وهو الزواج مرة أخرى، وتفهمت «نبيلة» هذا الوضع جيداً لأنه شرع الله وتحملت مرارة الإحساس.
«كنا عايشين زى العيلة الواحدة فى بيت واحد والباب قصاد الباب» هكذا استكملت «نبيلة» قصتها التى أكدت فيها حرص زوجها على قربها من أولاده من زوجته الثانية التى رزق منها بثلاثة أبناء، منذ اللحظة الأولى وكان يوجد قواعد يقومون باتباعها حتى تكون الحياة بينهم فى سلام دون حروب أو مشاكل من أى نوع للطرفين وقامت بتربيتهم مع والدتهم دون مشاكل أو حساسية من أى نوع وأصبحت العلاقة بينها وبينهم وثيقة جداً حتى بعد وفاة زوجها، لم تشعر بأى تغير منهم فى المعاملة.
تابعت نبيلة قائلة: «هما روحى أصلاً وهدية ربنا ليا، وعمرى ما كنت مرات أب ليهم بالعكس كنت بحبهم أكتر من والدتهم لأنى اتحرمت من نعمة الإنجاب، وعلاقتى بوالدتهم كانت كويسة وبتعتبرنى أختها الكبيرة لأنى أكبر منها بعشرين سنة.
«كان ابن خالتى» بتلك العبارة المختصرة بدأت صباح رجب، الحديث عن قصة زواجها من ابن خالتها الذى سبق له الزواج وتوفيت زوجته، وكان لديه طفلة صغيرة لم يتعد عمرها العامين، فكانت هى منذ البداية أماً لها ولم تشعر لحظة واحدة بغير ذلك تجاه ابنته حتى بعد أن رزقها الله بأولاد من زوجها، وأصبحوا جميعاً أولادها ولم تفرق بينهم على الإطلاق وحرصت على أن تكون العلاقة بينهم طيبة خالية من المشاكل، كما أكدت حرصها أيضاً باستمرار علاقة الطفلة بأسرة والدتها حتى بعد أن أصبح عمرها الآن خمسة وثلاثين عاماً.
تابعت «صباح» قائلة: «كنت خايفة فى بداية الزواج من فكرة أنى هكون مرات أب لطفلة صغيرة، بس بعد فترة اتحول إحساسى وبقت بنتى فعلاً اللى قريبة منى فى كل حاجة وأخت ولادى الكبيرة اللى بتبقى مكانى فى البيت لو أنا مش موجودة، ومش بتقولى غير يا (ماما).