سفيرة أنقرة بأبيدجان: مصادر تمويل خطيرة تابعة لـ"كولن" في كوت ديفوار
سفيرة أنقرة
حذّرت سفيرة تركيا لدى كوت ديفوار "ساحل العاج"، إسراء ديمير، من وجود "جيوب خطيرة" لتنظيم "فتح الله كولن" الإرهابي في البلد الإفريقي، مؤكدة أن بلادها تسعى إلى معاضدة الدول الإفريقية الصديقة، ليس في المجالين الاقتصادي والاجتماعي فحسب، وإنّما أيضا في مكافحة الإرهاب.
وشدّدت ديمير، في مقابلة مع الأناضول، على أن بلادها إضافة إلى العديد من البلدان الإفريقية، وخصوصا كوت ديفوار، لا يسعها سوى الدفاع عن استقرارها وأمن شعوبها، وذلك من خلال التعاون في مجال تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب، موضحة، من هذا المنظور، بأنها أعلمت السلطات الإيفوارية بخصوص تواجد "جيوب خطيرة" وتقصد مصادر تمويل ، تابعة لتنظيم غولن الذي قاد العملية الانقلابية الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي، وبأنه يعود لصنّاع القرار الإيفواريين تحديد طبيعة الإجراءات التي ينبغي اتخاذها في هذا الصدد.
وفي معرض حديثها عن "التحفّظات التي أبدتها بعض الدول الغربية بشأن التدابير المتّخذة من قبل الدولة التركية ضد المتورطين في المحاولة الانقلابية"، استنكرت ديمير مثل تلك المواقف، لافتة إلى أنّ الشعب التركي كان يتوقع ردود أفعال مغايرة تماما من قبل بلدان تعتبر نفسها "ناطقة باسم الديمقراطية".
وتوضيحا للجزئية الأخيرة، أضافت أنّ "الشعب التركي أظهر نضجا كبيرا وشجاعة، عبر نزوله إلى الشوارع، حيث لقي 240 شخصا حتفهم بعضهم قضوا تحت الدبابات أو رميا بالرصاص، ومع ذلك، لم يتراجع المواطنون حتى ربحوا القضية، لينتهي الأمر بالانقلابيين إلى تسليم أسلحتهم"، مشيرة إلى أنه، "وفي هذه الأثناء، كنا نتوقّع مدّا تضامنيا معتبرا، وهو ما لم يحدث، بل، شاهدنا انتقادات بدل دعم النضال البطولي للشعب التركي، وهذا ما لم نستسغه".
وتابعت السفيرة: "ولا واحدة من تلك البلدان التي تقدّم نفسها ناطقة باسم الديمقراطية زار مسؤولوها مبنى البرلمان التركي الذي دمّر نحو نصفه خلال المحاولة الانقلابية".
وبالنسبة للدبلوماسية التركية، أشارت ديمير إلى أن الشعب التركي: "قال كلمته من خلال التدفق إلى الشوارع في مواجهة الانقلابيين، والمشاركة المكثفة في المسيرة الكبرى الداعمة للديمقراطية، التي أقيمت الأسبوع الماضي بإسطنبول، فلقد تجمّع ملايين الأتراك من جميع الشرائح الاجتماعية ومختلف التوجهات السياسية، تنديدا بالمحاولة الانقلابية، وهذا أمر يطمئننا على مستقبل الديمقراطية في بلادنا".
"الأطفال الذين يتخرجون من مؤسسات هذا المتآمر(في إشارة لفتح الله كولن)"، تقول ديمير: "سيصبحون من أتباعه دون قيد أو شرط، وطوال حياتهم. لذلك يجب أن نكون متيقّظين".
وردا على سؤال حول ما إن كانت تركيا ستكون قادرة على تذليل الصعوبات، التي من شأنها أن تنجم عن إغلاق مؤسسات غولن في كوت ديفوار، قالت السفيرة التركية إن بلادها ستكون مستعدّة على الدوام لدعم دولة صديقة ما انفكت تطوّر معها شراكة متقدمة في مجالات الصحة والشباب والمرأة وغيرها، لافتة إلى أن هذا التعاون من شأنه أن يتوسّع ليطال مجالات أخرى.
وعن العقبات التي تحول دون تسليم الولايات المتحدة الأمريكية لفتح الله كولن إلى السلطات التركية، عقّبت ديمير بالقول إن الإجراءات لا تزال جارية، فـ"لقد أعددنا الملف وفيه الكثير من الاعترافات والشهادات، كما أنّنا لم نتلقّ بعد ردا سلبيا، ونحن في انتظار تسليمه في أقرب وقت ممكن".
وعلى صعيد آخر، أشادت ديمير بروح التضامن الذي أبداه العديد من القادة الأفارقة تجاه تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان وشعبها، وذلك في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت بلادها في 15 يوليو الماضي، معربة عن شكرها العميق للرئيس الحسن واتارا(رئيس كوت ديفوار)، علاوة على وزير خارجيته مابري تواكيز، على رسائل الدعم التي تبين متانة "العلاقات الثنائية المثالية بين البلدين"، على حدّ قولها.
أما في ما يتعلّق بالتعاون الاقتصادي، فأشارت الدبلوماسية التركية إلى أن بلادها "تريد إقامة علاقة مربحة للجانبين مع إفريقيا التي تربطها بتركيا علاقات تعاون ضاربة في القدم".
وتابعت أنّ "عدد سفاراتنا في الدول الإفريقية، ارتفع منذ عام 2002، من 17 إلى 39، ولذلك، فإنّه من البديهي أن نبدي اهتماما كبيرا بأصدقائنا الأفارقة، ليس على المستوى الاقتصادي فقط، وإنما نسعى لإقامة علاقة مربحة للجانبين، وهو ما من شأنه أن يتواصل ويتعزّز".
ديمير تطرّقت إلى المحصّلة "المقبولة والواعدة" لأواصر التعاون المثمر بين تركيا وإفريقيا عموما، وكوت ديفورا على وجه الخصوص، لافتة إلى أنّ "الرئيسين التركي (رجب طيّب أردوغان) والإيفواري (الحسن واتارا) يهدفان إلى بلوغ حجم تبادل (تجاري) بقيمة مليار دولار بحلول 2020، ونلاحظ أنّنا نتقدم بقوة في هذا الاتجاه، حيث ازداد حجم التبادل التجاري بين الجانبين، خلال الأشهر الستة الأولى من 2016، من 183 مليون دولار إلى 219 مليون دولار، أي بارتفاع قدره 20 % مقارنة بالعام الماضي".