«النور» يصعّد ضد «مرسى وإخوانه»: الرئيس ينفذ تعليمات «الإرشاد».. والتنظيم يتفق مع «الشيعة»
صعّد حزب النور السلفى من هجومه ضد تنظيم الإخوان، بعد إقالة الرئيس محمد مرسى للدكتور خالد علم الدين، مستشاره لشئون البيئة القيادى بالحزب، واتهم الرئيس بأنه ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد، وأن أفكاره تتفق مع الشيعة، الأمر الذى رفضه التنظيم واعتبرها تصريحات «لا تعبر عن الحزب السلفى».
وقال الدكتور طارق فهيم، أمين «النور» بالإسكندرية: إن التوافق بين الإخوان والسلفيين لا بد أن يسبقه توحيد المنهج لتكون الأيديولوجية موحَّدة، خصوصاً أن الجماعة تتفق مع الشيعة فى الأخذ من أئمتهم وولاية الفقيه وعصمته، وهو كلام مردود، فيما يرى السلفيون أنه لا عصمة لأحد إلا النبى، صلى الله عليه وسلم، مشددا على استحالة التقارب بين الفصيلين.
وأكد أن قيادات مكتب الإرشاد هى التى تحكم مصر، و«مرسى» يعمل وفقاً لسياسات التنظيم، وقال لـ«الوطن»: «هناك أسرار كثيرة لم يعُلن عنها بخصوص استقالة علم الدين، منها أن الفريق الاستشارى مفصول عن الرئيس تماماً، ولا يوجد اتصال بينهما إلا عن طريق حلقة وصل ممثلة من مجموعة من الإخوان، توصل لهم ما ترضى عنه، وهذا ما تسبب فى انتقادنا للدكتور مرسى، الذى أتى بقيادات الجماعة لتحيط به، والباقون مجرد منظر لا يؤخذ برأيهم».
وأضاف «فهيم»: «الإخوان منذ قديم الأزل يرون أنفسهم (أنا الشعب والشعب أنا.. ولا يحق لأحد أن يخرج عنى)». ووجّه رسالة لهم قائلا: «(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)، فالبحث عن المصالح الشخصية والحزبية بغض النظر عن أن تلك الأمور فى مصلحة الدين والشعب الذى تعمل من أجله وتبرر لنفسك ذلك هذا هو الزبد، أما الإخلاص لله والشعب فهو ما يمكث فى الأرض».
وحول مواجهتهم للهجوم الإخوانى على الحزب السلفى قال «فهيم»: «ليس عندنا تكسير عظام، واللعب من تحت الطاولة والضرب أسفل الحزام التى يستخدمها التنظيم، معتقدين أنهم يفتتوننا بذلك، لكننا لم نتأثر، ووجودنا زاد؛ فالإخوان كانوا أحد أسباب انشقاقات حزب النور وأكثر المستفيدين، لكننا الآن متماسكون وأقوياء».
فى المقابل، انتقد حزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان، التصريحات التى أدلى بها «علم الدين» وإفشاء أسرار مؤسسة الرئاسة. وقال الدكتور هشام الدسوقى، عضو الهيئة العليا للحزب: «إن مستشار الرئيس المُقال أفشى أسرار مؤسسة الرئاسة أثناء حديثه بالمؤتمر الصحفى، أمس الأول، خصوصاً فيما يتعلق بتفاصيل العمل داخل أروقة الرئاسة».
وانتقد الدكتور ناجى ميخائيل، عضو الهيئة العليا لـ«الحرية والعدالة»، تصريحات «فهيم»، واعتبرها لا تعبر عن الحزب السلفى، وكشف عن أن هناك اتصالات مكثفة تجرى الآن بين قيادات «الحرية والعدالة» و«النور» لحل الأزمة الأخيرة وإنهاء الخلاف، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد اجتماع قريباً بين الحزبين لبحث الأزمة والوصول لحل وتوافق.
كان نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور، قد شنَّ هجوماً شديداً على مؤسسة الرئاسة والرئيس مرسى، وقال: «إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات فيجب على الرئيس نفسه أن يقدم استقالته لشبهات تورط بعض مرءوسيه فى قتل المتظاهرين عمداً، وإذا كانت الرئاسة تقيل المسئولين بالشبهات فقط دون إجراء تحقيق، فالأولى أن تقيل ياسر على، المتحدث باسم الرئاسة، لأنه استدعى بالفعل للنيابة، وكذلك ندعوها لإقالة وزير الطيران الدكتور وائل المعداوى، لشبهة تعيين نجل الرئيس بالواسطة إعمالاً بمبدأ «الإقالة بالشبهات».
وأضاف: «إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات، فلتحدثنا عن صفة خيرت الشاطر التى تكلم بها عن (تحركات مرصودة) لأطراف فى الداخل والخارج لم يسمها، ولتخبرنا عن حديث عصام العريان عن «تسجيل مكالمات».
من جانبه، تدخل حزب البناء والتنمية لحل الأزمة، ودعا لوساطة بين حزبى «النور» و«الحرية والعدالة» للمصالحة بينهما، وطالب علاء أبوالنصر، الأمين العام للحزب، الحزبين المتناحرين، بالاتجاه إلى مصالحة عاجلة، وإجراء حوار بينهما للخروج من هذه الأزمة، مشدداً على أن استمرارها يخدم أعداء المشروع الإسلامى، والتيار الإسلامى كله هو الخاسر فى كل هذا وليس الحزبين فقط.
وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامى لـ«البناء والتنمية»: إن أخطأ الرئيس فعلينا أن نحاسبه عبر آليات الديمقراطية المعروفة، وهو مسئول عن اختيار معاونيه فى مؤسسة الرئاسة، وليس لأحد أن يفرض عليه مستشاريه، لكن يجب الاختيار على أساس الخبرة والكفاءة وليس الانتماء والولاء، لأنها مسئولية وأمانة يسأل عنها الرئيس، معتبرا أن مؤسسة الرئاسة تعانى ارتباكا واضحا، مطالبا الرئيس بـإصلاحها وحسن اختيار معاونيه.