بعد 25 عاما من أزمة الحدود.. بوادر انفراجة بين الجزائر والمغرب
صورة أرشيفية
شهدت الأيام القليلة الماضية، تبادل إشارات واضحة بين المغرب والجزائر، تصب جميعها باتجاه الرغبة في ترميم العلاقات بين البلدين، بعد الأزمة التي عصفت بالبلاد في تسعينيات القرن الماضي بسبب الحدود.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، تحدث في خطابه السبت الماضي، بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة الملك والشعب، عن ارتباط المغرب بمحيطه المغاربي والإفريقي، مذكرا بما عرفته مرحلة ما قبل الاستقلال، من تنسيق وتضامن بين قيادات المقاومة المغربية وجبهة التحرير الجزائرية.
وتحدث الملك محمد السادس، عما قدمته المقاومة المغربية من دعم مادي ومعنوي للثورة الجزائرية، في مواجهة الحملة العنيفة التي كانت تتعرض لها من طرف قوات الاستعمار، وما شكلته هذه الانتفاضة والتضامن من إعادة الروح للثورة الجزائرية.
وأضاف العاهل المغربي، أنه في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الشعوب العربية والمنطقة المغاربية، ما أحوج البلدين لتلك الروح التضامنية لرفع التحديات التنموية والأمنية المشتركة، متطلعا في الوقت ذاته لتجديد الالتزام والتضامن الذي يجمع الشعبين الجزائري والمغربي لمواصلة العمل سويا، بصدق وحسن نية، لخدمة القضايا المغاربية والعربية، ورفع التحديات التي تواجه القارة الإفريقية.
وتعليقا على ما جاء في الخطاب الملكي من إشارات ود وتعاون واضحة، فيما يتعلق بعلاقة المغرب بالجارة الجزائر، اعتبر إدريس الكريني أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن الخطاب يعكس وعي ورغبة المغرب الجدية في البناء، وتعزيز العلاقات بين المملكة المغربية والجزائر.
وأضاف الكريني، أن الخطاب الملكي حمل إشارة قوية إلى رغبة المغرب الجدية في تمتين علاقاته مع الجزائر، وتجاوز مختلف الإشكالات المطروحة، بخاصة وأن هناك عدة إشكالات تواجه البلدين ذات صلة بقضايا الإرهاب وبهاجس البناء المغاربي.
وفي سياق متصل، اعتبر نبيل بن عبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وزير التعمير وسياسة المدينة، أن الخطاب الملكي تميز بالجرأة والشجاعة في مد اليد للجزائر، والتأكيد على أنه ليس من المحكوم على الشعبين أن يظلا في هذه الوضعية، مضيفا: "الصواب هو بناء علاقة جوار وتضامن بين الشعبين الجارين، كما أكد على ذلك خطاب الملك".
وأوضح بن عبدالله، أن الخطاب الملكي الأخير يأتي في اتجاه آخر عكس ما كان يسير عليه المغرب، من خلال تكسير الصورة النمطية للعلاقة بين المغرب والجزائر، القائمة على الاتهام والاتهام المتبادل.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة، رغبة بلاده في "ترميم العلاقة مع المملكة".
وقال العمامرة، في تصريح مقتضب نقلته صحيفة "النهار الجديد الجزائرية"، تعليقا على رسالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب: "كلام بوتفليقة الموجه إلى الملك المغربي كان واضحا، بإبداء الرغبة في التعاون مع المغرب ضمن جميع المجالات".
والرغبة في التعاون بين البلدين، كانت أيضا الرسالة التي استخلصتها الصحافة الجزائرية من الخطاب الملكي، الموجه أمس الأول بالمناسبة ذاتها، ومن بينها "النهار الجديد"، التي ذكرت أن خطاب الملك محمد السادس يعبر عن رغبة الرباط في فتح صفحة جديدة مع الجزائر.