عضو الهيئة العليا بـ«النور» لـ«الوطن»: «الإخوان» يدير البلاد بأسلوب الحزب الوطنى
قال شريف طه، عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفى أمين الحزب بالدقهلية: إن أسلوب تنظيم الإخوان فى الحكم هو إعادة لمنظومة الحزب الوطنى المنحل؛ لأنه يدير البلاد بشكل انفرادى، ويسعى للسيطرة على الجهازين الإدارى والتنفيذى للدولة.
وحذر، فى حواره مع «الوطن»، الإخوان مما سماه «محاولة أخونة المؤسسة العسكرية»، مؤكداً أن الحل هو الفصل بين إدارة الدولة والتنظيم والاحتكام لدولة المؤسسات.
* كيف ترى الأزمة الحالية التى تمر بها الدولة؟
- الأزمة الحالية لها 3 محاور رئيسية: نخب سياسية تريد فرض وصايتها على الإرادة الشعبية، ودولة عميقة أورثها لنا النظام القديم مليئة بالمشاكل المعقدة يصعب حلها بين يوم وليلة، وتنظيم الإخوان الذى يدير البلاد بشكل انفرادى وبنفس طريقة إدارته للجماعة، ولا يؤمن بالمشاركة ويسعى لعلاج المشاكل المترتبة على ذلك بالقفز للأمام على أمل أن يرضخ الجميع فى نهاية الأمر، ويعالج ظواهر المشكلات دون أن يعالج جذورها، ويريد أن يحصر الأزمة فى العنصرين الأولين فقط، وهما دون شك من أكبر أسباب التوتر والقلق فى البلاد، لكن إغفال المحور الثالث من حسابات الأزمة يعقد الأمور ويجعلنا نسير فى غير الاتجاه الصحيح للعلاج.
* تقصد أن مكتب «الإرشاد» يدير البلاد من وراء الستار؟
- بلا شك، هناك نسبة من الصحة فى هذا الكلام وهناك تداخل بين الإخوان والرئاسة.
* ماذا عن أخونة مؤسسات الدولة؟
- الإخوان يسعون فى ذلك الأمر؛ فهم يريدون السيطرة على الجهازين الإدارى والتنفيذى للدولة، وتشمل الاختيارات الولاء وليس للكفاءة، وبالمناسبة امتدت الأخونة للمؤسسة الدينية؛ فالتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مثلاً، يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، استمرار مسلسل الأخونة السافر؛ كضم عناصر إخوانية واضحة مثل الدكتور عبدالرحمن البر والدكتور راغب السرجانى وبعض المشايخ السلفيين الذين عُرفوا بولائهم التام للإخوان، وهما الشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ نشأت أحمد، وأسلوب الإخوان هو إعادة لمنظومة الحزب الوطنى فى طريقة الإدارة.
* ماذا عن أخونة مؤسسة الجيش؟
- أرى أن «الإخوان» أعقل من أن يأخذ خطوة مثل ذلك، لخطورتها الكبيرة على الجميع، وهذا الملف نفضل عدم إثارته بخصوص المؤسسة العسكرية حتى لا يحدث قلاقل بالدولة، وأقول للإخوان: «أنتم أعقل من أن تفعلوا ذلك».
* كيف تقيم «الإخوان»؟
- المشكلة الرئيسية فى «الإخوان» أنها لا تنظر لنفسها على أنها جماعة من جماعات المسلمين، تؤدى بعض الجوانب من المشروع الإسلامى، لكنها تنظر على أنها جماعة المسلمين وصاحبة المشروع الإسلامى الوحيد الصحيح المتكامل، وعلى باقى الحركات الإسلامية أن تكون جزءاً من هذا المشروع، أو على أقل حال أن تكون مؤيدة وتابعة، وإلا اعتبرت عقبة فى طريق تنفيذ هذا المشروع، ولا بد من إزالتها وإقصائها، لمجرد خلافها معها وخروجها عن العباءة، ولا تنظر لشركائها فى العمل الإسلامى على أنهم غطوا جوانب عجزوا عنها أو قصروا فيها، وبالمناسبة الحفاظ على الشريعة لا يعنى السكوت عن الأخطاء، بل هذا يعرض الشريعة للخطر، والحفاظ على الشرعية لا يعنى عدم نقد السياسات، فإن نصرة الأخ تكون أحيانا بمنعه من ظلمه.
* كيف ترى علاقتكم بالإخوان؟
- فى الدعوة السلفية تعتمد علاقتنا بالإخوان على أصلين: حسُن العلاقة القائمة بشرط: إن أحسنوا أعنّاهم وإن أخطأوا قوّمناهم، والثانى: الحفاظ على كيان الدعوة دون ذوبان، فلم ندعُ يوما لإقصاء الإخوان، ولا نرفض قيادتهم للمشهد السياسى الحالى لكن ما نرفضه هو انفرادهم بالمشهد وإقصاؤهم للآخرين.
* ما الحل للخروج من الأزمة الحالية؟
- الحل فى الفصل بين إدارة الدولة والتنظيم، والاحتكام لدولة المؤسسات؛ فنحن سنقف ضد أخونة الدولة؛ لأنها خط أحمر لا يمكن السكوت عليه، ونرفض فرض الوصاية على الشعب ونطالب بإشراك الجميع لحل الأزمة.
* كيف ترى إقالة الدكتور خالد علم الدين من مؤسسة الرئاسة؟
- إقالة «علم الدين» حلقة من حلقات تشويه صورة حزب النور، وستزداد ضراوتها فى الأيام المقبلة، خصوصاً أثناء الانتخابات البرلمانية.
* كيف ترى قانون الانتخابات الجديد؟
- القانون بشكله الحالى يمنع من صدر ضده حكم قضائى بالاستثناء، ولا يشمل كثيراً من أبناء الدعوة السلفية، لكن أكثر من سيضار هم أعضاء الجماعة الإسلامية.
* كيف تستعدون للانتخابات؟
- «النور» سينافس على المقعد الأول فى الانتخابات المقبلة بكل قوة؛ فهناك استقرار داخلى ورصيد جماهيرى لم ينخفض بل زاد، ونعمل وفقاً لنظام مؤسسى متكامل.