«أوقاف الإسكندرية» ترفض عقد ندوات مشايخ السلفيين فى قاعات الأفراح
جمعة
أعلنت مديرية أوقاف الإسكندرية رفضها استخدام عدد من دعاة التيار السلفى قاعات الأفراح، فى عقد ندوات ودروس دينية لنشر أفكار «الدعوة» بين المواطنين.
وأعلنت فى بيان، أمس، اعتزامها التصدى للمتشدّدين فى كل بقاع مصر، وليس المساجد وحدها، مشدّدة على أن «الدستور والقانون أكدا ضرورة التصدى لدخول غير المتخصصين فى العملية الدعوية».
«برهامى» يطالب شباب الدعوة السلفية بـ«الانحناء للريح القوية»
وأوضح البيان أن «العملية الدعوية حق أصيل للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، ولا مكان لأى شخص غير أزهرى، أو غير مصرّح له بالخطابة من وزارة الأوقاف، بالعمل فى المجال الدعوى، أو توجيه دعوة إلى أبناء الوطن للاجتماع فى أى مكان دون تصريح مسبَق من مديرية الأوقاف، وفقاً للقانون رقم 51 لسنة 2014، المنظم لعملية الخطابة والدعوة».
وفى تعليقها على إطلاق عدد من أئمة التيار السلفى، دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلى عقد ندوات دينية فى القاعات أو الميادين العامة، أكدت المديرية أن «الأوقاف» لن تسمح بعقد ندوات لبث الأفكار المتشدّدة والمسمومة والدخيلة على الإسلام فى نفوس الشباب، بعد سدّ الباب عليهم ومنعهم من الظهور فى مساجد المحافظة، متعهدة بملاحقة المخالفين، وتطبيق القانون بكل حزم.
أعلن الداعية السلفى محمد الغليظ، عبر صفحته على موقع «فيس بوك»، عن مشاركته مع الداعية أمير منير فى ندوة داخل إحدى قاعات الأفراح، بعنوان «خطوتين إلى الجنة»، مطالباً الحضور بدفع تبرّع قيمته 30 جنيهاً مقابل الاستماع إلى الدرس.
من جهته، عقد وكيل أول وزارة الأوقاف فى الإسكندرية، الدكتور عبدالناصر نسيم، لقاءً دينياً مع المصلين فى مسجد المواساة بوسط الإسكندرية، مساء أمس الأول، شدّد خلاله على ضرورة أن تتصف أخلاق المسلمين بالسماحة وقوة الإيمان والبُعد عن المعاصى، كما خُصّص اللقاء للحديث عن الحج، داعياً المسلمين إلى انتهاز «الأيام المباركة» للوقوف صفاً واحداً ضد المتاجرين بالدين.
ووجّهت مديرية الأوقاف تحذيراً إلى دعاة التيار السلفى فى الإسكندرية مؤخراً، بأن «الزموا بيوتكم»، كما أطلقت أكثر من قافلة دعوية أسبوعياً، تضم كل منها ما يقرب من 15 إماماً، لتوزيعهم على عدد من المساجد المهمة فى المحافظة، لسد أى ثغرة أمام التيارات المتشدّدة فى نشر الأفكار المتطرّفة، وتأكيد أن الدعوة الدينية مسئولية أئمة الأوقاف ورجال الأزهر.
وفى تصريحات لـ«الوطن»، قال «نسيم»: «لن نسمح لمن يعتبرون أنفسهم أوصياء على بيوت الله، بأن يبثوا أفكارهم المتطرّفة، ونبذل كل الجهد للحفاظ على المساجد من الدُّخلاء وأصحاب الفكر المتشدّد»، مؤكداً أن «كل مسئول سيتحمّل نتيجة تجاوزاته أو أخطائه، نظراً إلى أن الفترة الحالية لا تتحمّل أى إهمال أو تقصير».
وشدّد على أن المديرية ستتعامل بكل حزم مع المخالفين لمنع ترويج الأفكار المتطرفة والهدامة، بالإضافة إلى تكثيفها حملات التفتيش على المساجد، والنزول إلى الشوارع للقاء الأهالى، والاستماع إلى شكاواهم، وحثهم على الإبلاغ فى حال صعود أى شخص لا ينتمى إلى «الأوقاف» المنبر.
وفى تطور نوعى جديد فى أداء مديرية الأوقاف بالإسكندرية، بدأت قيادات المديرية فى الخروج من المساجد والتوجُّه إلى الشباب فى الأندية الاجتماعية لمخاطبتهم ونشر الدين الوسطى بينهم، عبر لقاءات دينية تُجرى داخل تلك الأندية.
وأثارت مساعى «الأوقاف» للتضييق على دعاة السلفيين موجة غضب فى صفوف شباب التيار، الذين أعربوا عن استيائهم مما اعتبروه «خنوعاً» من جانب قياداتهم فى «مواجهة الإجراءات المتعسّفة لوزارة الأوقاف»، وحسب أحد القيادات الشبابية فى الدعوة السلفية بمنطقة العامرية، فإن مجموعة من الشباب اجتمعوا مع القيادى السلفى ناصر الهوارى، لمطالبته بوضع حدٍّ لتغول «الأوقاف» على الدعوة، وهو ما رد عليه بمطالبتهم بالتريُّث قليلاً حتى تتبين الأمور، وتتضح الصورة.