* تعريف التعصب
التعصب هو شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق ويرى الآخر على باطل، ويظهر هذا الشعور في صورة ممارسات ومواقف ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته.
*أشكال التعصب
للتعصب أشكال مختلفة، وقد يرتبط بعضها ببعض، وقد يعاني الفرد أو المجموعات من نوع واحد من التعصب أو من أنواع متعددة معًا وهي:
- التعصب الديني
- التعصب السياسي
- التعصب الاجتماعي
- التعصب العرقي
- التعصب القبلي
* سمات المتعصب
- التسلط والجمود في التفكير- اللجوء إلى العنف لتحقيق الغايات- التمركز حول الذات وعدم تقبل الحوار من الآخرين- الغرور والتمسك بالباطل- عدم الموضوعية في تناول القضايا الخلافية
* تصنيف العوامل المؤدية إلى التعصب
يمكننا تصنيف هذه العوامل إلى نوعين:
1- عوامل ترتبط بالفرد، أي بتكوينه النفسي.
2 - عوامل ترتبط بما يحيط الفرد من جوانب اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية.
أولا العوامل التي ترتبط بالفرد:
1- محاولة الفرد إشباع حاجاته
2- الحاجات الاقتصادية
3- التعبير عن العدوان
4- الإسقاط
1- محاولة الفرد إشباع بعض حاجاته:
مثال ذلك الحاجة إلى الشعور بأن الفرد يحتل مركزًا مرموقًا بين الآخرين أو الشعور أنه أفضل من الآخرين فقد تدفع مثل هذه الحاجة الفرد إلى تقوية هذا الاتجاه العنصري، حيث يتيح له الفرصة لاحتقار البعض أو التعالي عليهم لإشباع حاجته إلى الشعور بأنه أفضل منهم، وهذا الاتجاه نلاحظه بشكل واقعي ويومي.
ونستشهد به تعامل الغني أو صاحب السلطة مع الآخرين تكون في هذا الإطار، فهو يفرض سيطرته المطلقة ويشعر أن في ذلك إرضاء لغروره ومكانته الاجتماعية والمادية، وهذا يعتبر مرض اجتماعي ليس الجميع ذو السلطة والنفوذ لديهم ذات الطابع، ولكن يختلف ذلك من بيئة إلى أخرى فالكثير من الأحيان نجد أن الشخص الذي كان يعاني من معيشة صعبة، وثم تفتحت له أبواب الشهرة والسلطة والمال نجده تحول إلى شخص متعجرف عنصري، يرى من هم أقل منه أنهم حقراء لا يصون شيء، ومثال على ذلك احتقار الفرد لأهله الفقراء عند وصوله، وهذا يبرهن شعور النقص لدى الفرد وحاجته للإشباعها.
2- الحاجات الاقتصادية
تندرج هذه الحاجة تحت التعصب لسلبياتها فالفرد الذي يعيش تحت ظروف الفقر يجبر بعضهم إلى السؤال الغني الذي قد يحتقر بشكل علني، ما يتيح البعض من الفقراء إلى اعتقاد أن له حقًا لدى الغني فيحلل له الانخراط في النهب والتعدي على الآخرين بدعوى التحرر من الفقر وإشباع رغباته.
3- التعبير عن العدوان:
فالتعصب وما يعبر عنه من سلوك عدائي يعطي الفرصة لمن يعاني من إحباطات مختلفة عن عدوانه الذي ينتج عن هذه الإحباطات في مجال يتسامح فيه المجتمع، وبل يعمل الآخرون على تنميته، ويقال في مثل هذه الحالة إن الفرد لجأ بصورة لا شعورية إلى الإحلال أو الإبدال وهي حيلة آلية دفاعية لا شعورية يلجأ إليها الفرد حينما يتعذر عليه لسبب أو لآخر التعبير عن انفعال في مجال جماعته، التي اختارها أو ارتبط بها، مثال على ذلك فقد يجد الفرد نفسه غير مقبول اجتماعيا لسبب اضطهاد سياسي أو غيره , فهو يعبر عن شعوره بالاضطهاد والظلم بكتابة العديد من المقالات المناهضة للآخر، والتي تحمل طابع التعصب والعدوانية فهنا يتسامح المجتمع مع هذا الفرد ويعطيه الدافع للكتابة حول ما يواجه من عنصرية وتعصب من جماعته، يساعده على التنفيس على يدور في عقله من أفكار.
4- الإسقاط:
يلجأ الفرد تخلصًا من القلق ومشاعر الإثم المرتبطة بنقائص يدركها في شخصيته وسلوكه إلى إسقاط هذه النقائص على الآخرين، فإذا به لا ينفرد وحده بهذه النقائص إذا الآخرون يتصفون بها أيضا، والأمثلة على ذلك كثيرة وتتفرع إلى عدة أنماط فقد يكون الإنسان يرى نفسه أنه كذاب، لكنه يتهم الآخرين بهذه الصفة بدرجة شديدة التعصب حتى يشعر أنه ليس وحدة هكذا، وقد يكون الفرد مُغيب، لكنه يتهم الآخرين بذلك حتى يشعر أنه ليس وحده هكذا.
ثانيًا: عوامل ترتبط بما يحيط الفرد
1- الأسرة
2- الأصدقاء
3- القدوة "صانع القرار"
1- الأسرة:
تقوم الأسرة بدور تنمية الاتجاه العنصري لدى أطفالها، ويتم هذا الدور بصورة مباشرة عن طريق تلقين الطفل أنه ينبغي أن يسلك سلوكًا معينًا أو يشعر بمشاعر خاصة، وإن يكون مدركات معينه حول أفراد الجماعات العنصرية المختلفة.
2- الأصدقاء:
الأصدقاء لهم دورهم في تنمية هذا الاتجاه فالفرد يكتسب منهم اتجاهاته وقيمه وسلوكه وشأن التعصب في ذلك شأن بقية الاتجاهات والمعايير.
3- القدوة "صانع القرار":
عندما يكون القدوة أي صانع القرار لا يفقه في دينه ولافي مجتمعه ولا يعي المسؤولية الملقاة على عاتقة فتجده قد يتخبط في قرارته إما أن تكون أضرارها عامة بشكل مباشر، أو على مستوى جماعات معينة، أو على مستوى الفرد البسيط!، لاسيما إذا كان لديه حاشية لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية، وهنا تكمن أهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
العلاج
للتحرر من التعصب يجب اتباع الآتي:
1- الفهم السليم للتعاليم الدينية، وعدم ربط الأفعال العدوانية للمتعصبين بالدين.
2- التعايش السلمي وتقبل الحوار بين الثقافات والأديان.
3- الاعتراف بالخطأ وتقبل النقد من الآخرين.
4- مقاومة الفتن والإعلام المضلل.
5- التعاون مع الآخرين والاستفادة مما عندهم من معارف وخبرات.
6- إحقاق الحق وإبطال الباطل.
7- احترام مشاعر الآخرين.
8- تنشئة الأسرة على احترام الآخرين وعدم استخدام الفرد لألفاظ الذم والسباب وكظم الغيظ والصبر في كل الأحوال.
9- ضرورة تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة مع عدم إهمال وتهميش الأخيرة وعدم استخدام الصالح العام ذريعة لضرب المصالح الخاصة.