سابت «كشك العيش» واشتغلت على «بيتش باجى»: «اللفة بجنيه.. اللى يحب النبى يلف»
«أم جراح» والباجى الذى تعمل عليه
تجلس على كرسيها الخشبى إلى جوار «البيتش باجى» الخاص بها، تستقبل أطفال الحارة فى ترحاب وسرور، حين يترددون عليها من أجل الفوز بـ«لفة»، يخفق قلبها وتبدو عليها علامات القلق حين يختفى الأطفال من أمامها فتتمنى لو يعود إليها «البيتش باجى» سليماً دون أعطال، كونها لا تحتمل الأعباء المادية التى يلحقها بها كل يوم. مر عامان وما زالت «أم جراح» تتمسك بعملها على «البيتش باجى» بعد أن خسرت مهنتها الأساسية فى الكشك بسبب العيش المدعم لاعتماد المواطنين على جلبه بالكروت الذكية: «كنت موظفة فى كشك عيش، واتقفل لأن الناس ما بقتش تشترى، فكرت فى مشروع آكل منه لقمة عيش وحاولت أقدم على كشك صغير أبيع فيه معرفتش، كنت عاوزة أى حاجة فى الحارة عشان أبقى جنب ابنى الوحيد بعد ما جوزى توفى وبقيت بصرف عليه».
تتذكر المرأة الخمسينية بطش ابنها، حين يأخذ منها كل ما لديها من أموال غصباً: «بيضربنى كل يوم وبياخد الفلوس اللى بكسبها عشان يشترى بيها برشام ومخدرات، وبضطر أشتغل كل يوم من 6 الصبح لحد 12 بالليل عشان ما بقدرش أستحمل ضربه، بتيجى أيام مش بيطلع لى فيها جنيه، بستخبى عند الجيران لحد ما يمشى».
تؤكد «أم جراح» أنها تعرضت لسخرية أهل الحارة حين قامت بشراء «البيتش باجى» فى البداية، لكنهم سرعان ما أحبوه واعتادوا ركوبه: «ولاد حلال اشتروه ليا وبدفع ليهم قسط كل شهر 100 جنيه، وبدبرها بالعافية لأن اللفة الواحدة بجنيه وربع، والساعة بـ10 جنيه ولما بيعطل بقعد بالأسابيع عقبال ما بصلحه عند أى ميكانيكى، وبركنه فى الجراج بتاع الجيران اليوم بـ5 جنيه». تعيش «أم جراح» فى روض الفرج بغرفة صغيرة مقابل 250 جنيهاً شهرياً: «لما بتزنق بستلف والبيتش باجى بيسد معايا، لكن لما بيعطل الدنيا بتبوظ، عيال الحارة فرحانة بيه وكلهم بيحبوا يركبوه لأنهم ما كانوش بيشفوه غير فى التليفزيون فى شرم الشيخ بس».