«الوطن» تنشر كواليس اجتماع «الإنقاذ» قبل اتخاذ قرار مقاطعة «الانتخابات والحوار»
كشفت مصادر لـ«الوطن» عن كواليس اجتماع جبهة الإنقاذ الوطنى، الذى عُقد ظهر الثلاثاء بمقر حزب الوفد بالدقى، وأعلن المشاركون فيه مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة ورفض دعوة الرئيس محمد مرسى إلى حوار وطنى لمناقشة سبل نزاهة العملية الانتخابية.
وقالت المصادر: إنه فى بداية الاجتماع جرت مقابلة ممثلين عن نواب المعارضة فى مجلس الشعب المنحل، منهم: النائب مصطفى الجندى، لمعرفة موقفهم من دعوة «مرسى» للحوار مع قوى المعارضة ورأيهم فى المشاركة فى الانتخابات، وطالبوا «الإنقاذ» بتأجيل قرار المقاطعة إلى أن تضع الجبهة سيناريو بديلاً أمام الشعب، وكان موقف الدكتور محمد البرادعى، منسق الجبهة، فى بداية الاجتماع مقاطعة الحوار والانتخابات إلى أن اقتنع بوجهة نظر نواب المجلس الشعب السابقين.
وقال أحمد فوزى، الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الذى حضر الاجتماع، إن حزبه كان أميَل للمشاركة فى الانتخابات وتقدم خلال اجتماع جبهة الإنقاذ باقتراح لتأجيل القرار بشأن الموقف من الانتخابات، لكنه نزل على رغبة أغلبية الأعضاء فى النهاية باتخاذ قرار بالمقاطعة.
وكشف «فوزى» عن أن المكتب السياسى للحزب كان قد اتخذ فى اجتماعه الأخير توصية بالمشاركة فى الانتخابات، إلا أنه تقرر عدم الإعلان عن القرار، انتظارا لما تقرره جبهة الإنقاذ مجتمعة، مشيراً إلى أنه انتقد اتخاذ أطراف فى الجبهة «قرارات استباقية». وأشار إلى أنه سيكون من الصعب على الحزب الاستمرار بهذه الطريقة فى المستقبل.
وقال: «أكدنا التزام حزبنا بقرارات جبهة الإنقاذ باعتبارها الأمل الوحيد فى مواجهة استبداد الإخوان، وأنه لا يمكن أن يلعب دوراً فى كسر إجماع المعارضة والقوى الديمقراطية. وأشرنا فى الوقت نفسه إلى أن المقاطعة إذا لم يجرِ تفعيلها بحيث تؤدى إلى منع إجراء الانتخابات أو تقليل نسبة المشاركة فيها فإن قرار المقاطعة سيكون خاطئاً».
وأشارت مصادر أخرى إلى أنه بعد أن غادر الممثلون عن نواب المعارضة الاجتماع، وجرى استطلاع رأى قيادات الأحزاب والممثلين عن التيارات السياسية فى الاجتماع حول المشاركة فى الحوار الوطنى، كانت النتيجة وجود 5 أحزاب تريد الذهاب للحوار مع الرئاسة. منها: «الوفد» و«المؤتمر»، مقابل 7 أحزاب رفضت، وتقدمهم البرادعى وحمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى.
وطالب الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بوجوب المشاركة لتحميل الرئيس مسئوليته عن خطر انهيار العملية السياسية أمام مصر كلها وشرح أسباب مقاطعة الجبهة للانتخابات البرلمانية للرأى العام، قائلا: «نشارك ونكسب نقطة على الرئيس». وأيده فى ذلك «صباحى»، قائلا: «فيها إيه لما حمزاوى يروح الحوار الوطنى ممثلا عن جبهة الإنقاذ؟».
واستطرد «صباحى» قائلا: «شخصياً أؤيد المشاركة فى الانتخابات، لكننى موجود الآن فى اجتماع جبهة الإنقاذ للتعبير عن موقف التيار الشعبى الذى أعلن عدم المشاركة فى الانتخابات وأى حوار تدعو إليه رئاسة الجمهورية، وأنا ملتزم بقرار التيار».
كان عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر القيادى بالجبهة، قد قال فى بيان: «إن انعدام الثقة أدى إلى غلبة الرأى القائل بمقاطعة الانتخابات داخل الجبهة». وأضاف: «طريقة الدعوة التى قُدمت من قبل مؤسسة الرئاسة للحوار الوطنى أدت إلى غلبة الرأى القائل بمقاطعة الحوار، رغم أن المقاطعة ليست الطريق الوحيد لمقاومة التفرد بالحكم أو معالجة انعدام الكفاءة، لكن تجاهل الحكم لمبادرات الجبهة جعلها تصوت لصالح المقاطعة».
وطالب الدكتور محمد البرادعى، فى منتصف الاجتماع، بتأجيل موقف الجبهة النهائى من الانتخابات لمدة 48 ساعة، نزولاً على رغبة الحزب المصرى الديمقراطى وآراء وفد نواب الشعب السابقين فى المجلس المنحل، لكنه قوبل بهجوم شديد من قِبل قيادات الأحزاب اليسارية وعلى رأسهم سامح عاشور، نقيب المحامين، والدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع.
فى سياق الاجتماع، شنّ محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، هجوما عنيفا على المشاركين فى الحوار الوطنى الذى دعا له الرئيس مرسى، ووصفهم بـ«أشباه الرجال»، الأمر الذى رفضه رموز جبهة الإنقاذ وعلى رأسهم «عمرو موسى وحمدين صباحى والبرادعى».
ووجّه «موسى» حديثه إلى «سامى»، قائلا: «إن من وصفتهم بأنهم أشباه رجال هم معارضة مثلنا ولا يليق أن يصدر من أحد قيادات جبهة الإنقاذ مثل تلك التصريحات، ولن نقبل بأن يزايد أحد على وطنية شخص آخر، وإنما دعوة الحوار وُجهت لكل القوى السياسية وافق عليها من وافق ورفضها من رفض، وهذه هى الديمقراطية». وأبدى الدكتور عمرو حمزاوى والبرادعى وحمدين صباحى تأييدهم لتصريحات «موسى».
وقبل انتهاء الاجتماع بلحظات، حسب المصادر، قررت الجبهة موقفها من رأى نواب الشعب السابقين، وقالوا إننا سنعلن موقفنا من المقاطعة فى الانتخابات البرلمانية ونرفض الحوار مع الرئاسة. وأكدت قيادات بالجبهة أن «النواب السابقين إذا كانوا يريدون المشاركة فى الانتخابات كمستقلين فلهم مطلق الحرية ولن نخوّنهم».