صحيفة إماراتية: الرئيس المصرى يستبدل «الشاطر» بـ«الخارجية»
قالت صحف عالمية إن أموال المساعدات القطرية لمصر، باتت تستخدم سياسيا، ما يضر إدارة مرسى، التى لا تراعى التدهور الاقتصادى المتصاعد، ولم تستغل تلك الأموال فى خطة إصلاح اقتصادى حقيقية.
«حينما يتعلق الأمر بأموال قطر ودورها فى إنقاذ الاقتصاد المصرى الغريق، فإن الخيال لا ينفصل عن الواقع»، بهذه الكلمات عبرت صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية عما يثار حول الدور القطرى الاقتصادى فى مصر، ومواقفها تجاه حكومة الإخوان، ومدى قدرة الحكومة المصرية على تنمية مواردها دون العودة إلى قطر. وقالت الصحيفة، إن «قطر لم تعد الدولة المكروهة والمحتقرة، كما لم تعد قناتها (الجزيرة) كذلك، كما كان ينظر إليها النظام المصرى السابق، ومنذ وصول الإخوان إلى الحكم، نلاحظ السخاء القطرى المتزايد، إضافة للزيارات المتكررة من قبل مسئولين قطريين أبرزهم حمد بن جاسم رئيس الوزراء»، وأضافت: «من الجانب المصرى، فإن جماعة الإخوان أخذت دور التعامل مع قطر من الدبلوماسية المصرية ووزارة الخارجية، ومنحته إلى خيرت الشاطر رجل الأعمال القوى ونقطة الاتصال الرئيسية بين النظام الحالى والدوحة، ما يظهر فى زياراته المتكررة المفاجئة وغير المعلنة إلى قطر».
وعلقت الصحيفة على الأنباء التى أثيرت حول تأجير الآثار المصرية إلى قطر، وعدم علم «الخارجية» المصرية بهذا الأمر، واكتفاء المجلس الأعلى للآثار ببيان نفى، قائلة: «هذا يؤكد عدم شفافية النظام الحاكم، وتهميش دور وزارة الخارجية، فيما يخص العلاقة بين مصر وقطر، ما يجعل من الصعب معرفة حقيقة نفوذ قطر، ومخططاتها فى مصر».
فى السياق ذاته، قالت صحيفة «إنترناشونال بزنس تايمز» الأمريكية، إن قطر «باتت الشريان الرئيسى للاقتصاد المصرى»، واعتبر محللون للصحيفة أن قطر الداعم الإقليمى القوى لتنظيم الإخوان، وأنها باتت صديقا تحت الطلب لـ«حكومة الإخوان الإسلامية»، بعد أن أصبحت واحدة ممن يقدمون القروض الدائمة للاقتصاد المصرى، الذى يشهد تدهورا، خاصة بعد هجرة 12,84 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية فى عامى 2011 و2012، وفقا لإحصاءات البنك المركزى المصرى. وأضافت: «ليس جديدا أن تدعم قطر دولا أخرى، فمن قبل قدمت دعما لقطاع غزة وقامت بأنشطة اقتصادية فى ليبيا وتونس، لكن الالتزام المالى القطرى والاستثمارت المتزايدة أكثر وضوحا فى مصر»، وحذرت الصحيفة النظام المصرى من خطر الدعم الاقتصادى القطرى، قائلة: «إن الدعم القطرى الذى بات شريانا أساسيا للاقتصاد المصرى يضر إدارة الرئيس محمد مرسى أكثر مما ينفعها، لأن تلك الإدارة لم تضع برنامج إصلاح اقتصادى، سيكون أكثر إلحاحا فى المستقبل، وهذه الأموال يتم استخدامها استخداماً سياسيا لتغطى الحكومة فشلها».