أزمة دبلوماسية على الحدود الغربية.. ليبيا تمنع المصريين من دخول أراضيها.. والرئاسة «نائمة»
تصاعد غضب أهالى مرسى مطروح بعد إصرار السلطات الليبية على قرارها بمنع دخولهم للأراضى الليبية بدون الحصول على تأشيرة، ومنع عبور الشاحنات المحملة بالبضائع بقيادة سائقين مصريين فى حين تسمح لسائقى الأردن وتونس وتركيا بالعبور، وتسببت القرارات الليبية فى حدوث ركود اقتصادى وتكدس الشاحنات فى منفذ مساعد البرى، فى المقابل رد أهالى مطروح على التصعيد الليبى بتشكيل لجان شعبية لمنع دخول الليبيين إلى مصر.
وفى آخر تطورات الأزمة، رحّلت ليبيا مؤخراً 115 عاملاً مصرياً وسلمتهم للسلطات المصرية بمنفذ مساعد البرى، ليرتفع بذلك أعداد المصريين الذين رحّلتهم ليبيا إلى 400 عامل على مدار 3 أيام فقط.
واستمرت ليبيا لليوم العاشر على التوالى فى منع دخول أهالى محافظة مطروح إلا بتأشيرة، مما أدى إلى عدم دخولهم لليبيا، وتوقف أنشتطهم التجارية، وانقطاع الحبل بينهم وبين أقاربهم بليبيا خاصة أن هناك مصاهرة بين الأسر والقبائل بمطروح وليبيا منذ مئات السنين.
وتكدست الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية ومواد البناء فى السلوم، بسبب منع السلطات الليبية بمنفذ مساعد البرى دخول السائقين المصريين لأراضيها بدون تأشيرة، واصطفت السيارات على جانبى الطريق بطول 6 كيلومترات بمنفذ ومدينة السلوم أعلى وأسفل هضبة السلوم، مما تسبب فى خسائر بالملايين.
واضطر عشرات السائقين لإلقاء حمولة الخضراوات والفاكهة فى الصحراء على جانبى طريق السلوم نتيجة انتظارهم ما يقرب من 12 يوماً بالسلوم، وتسببت الأزمة فى تكدس أمام محطات البنزين لنقص السولار بالمحطات.
وقالت مصادر لـ«الوطن» إن من بين المرحّلين عمالاً دخلوا بعقود وأوراق رسمية، واعتبرت المصادر أن الخطوات الليبية انعكاس لأزمة دبلوماسية بين البلدين، مشيرة إلى منع ليبيا دخول شاحنات نقل البضائع بسائقيها المصريين لليبيا والسماح لدول الأردن وتركيا وتونس بإدخال شاحناتهم عبر منفذ السلوم لليبيا وهو ما أخطرت به السلطات الليبية منفذ السلوم بشكل رسمى مساء 27 فبراير 2013.
وحمّل النائب عبدالسلام راغب، عضو مجلس الشورى عن حزب النور، الرئيس محمد مرسى المسئولية عن ضعف الخارجية المصرية الحالية، وعدم حل مشكلة ليبيا مع أبناء مطروح، مشيراً إلى أن مطروح لم تحصل على أدنى اهتمام من النظام السابق وحتى النظام الحالى، مضيفاً: «ما زلنا مهمّشين، ونحن ننتزع الحق انتزاعاً، وهناك بطء شديد على مستوى الرئاسة، وللأسف الرئيس يعتمد على المستشارين فى قراراته، والرئيس مغيّب، ولا يتحرك إلا بعد حدوث كارثة».
وأوضح أنه تقدم بمذكرة لوزارة الخارجية، وطلب إحاطة لمجلس الشورى لمناقشة أزمة ليبيا مع المصريين، لحل مشكلة التأشيرة الليبية لأهالى مطروح.
وطالب راغب، بأن تكون معاملة مصر لليبيين بالمثل إذا لم تحل المشكلة، محذراً من أن القرار الليبى سيفتح الباب لدخول المصريين إلى أراضى ليبيا بشكل غير مشروع وفتح باب التجارة فى الممنوعات.
يأتى ذلك، فى ظل انعقاد دائم لمجلس عمد ومشايخ محافظة مطروح بمقر المجلس بمدينة مرسى مطروح والبالغ عددهم 163 عمدة وشيخاً لبحث المشكلة.
من جانبه، أكد مدير أمن مطروح الجديد اللواء عنانى حسن حمودة، أنه قام برفع مذكرة لوزير الداخلية بما يحدث فى السلوم وحالة التوتر التى تمر بها مدينة السلوم بسبب قرار ليبيا.
وفى تصعيد شعبى، شكل أهالى محافظة مطروح 4 لجان شعبية بطريق «مطروح-السلوم» لإعادة السيارات الليبية إلى بلادها.
وبدأت اللجان عملها وتمركزت على الطريق الدولى «مطروح-السلوم» أمام مدن مطروح الغربية، حيث تعمل لجنة شعبية أسفل هضبة السلوم مباشرة والثانية أمام مدينة سيدى برانى -140 كيلو غرب مدينة مرسى مطروح- والثالثة أمام قرية المتانى بمدينة النجيلة -70 كيلو غرب مدينة مرسى مطروح، واللجنة الرابعة بالكيلو 15 بالطريق الدائرى غرب مرسى مطروح.
وأكد على سلامة، المشرف على اللجنة الشعبية بالسلوم، أن اللجان الشعبية تقوم على طريق مطروح بإيقاف السيارات الليبية، وإلزامها بالعودة مرة أخرى إلى منفذ مساعد الليبى، مضيفاً أن اللجان لن تفض أعمالها حتى ترجع ليبيا عن قرارها الصادر فى 17 فبراير الحالى.
وأوضح الشيخ على سلامة المشرف على اللجنة الشعبية بالسلوم لـ«الوطن» أن اللجان الشعبية أجبرت حوالى 1000 سيارة ليبية مختلفة ما بين ملاكى ونقل وميكروباص وأوتوبيس على العودة مرة أخرى إلى ليبيا على مدار ثلاثة أيام.
جدير بالذكر أنه كان من المقرر عقد لقاء بين ممثلى اللجان الشعبية ولجنة عمد ومشايخ مطروح مع وفد شعبى ليبى لبحث الأزمة المصرية الليبية، إلا أنه تأجل بعد تعرض أحد أعضاء الوفد الليبى لحادث سير داخل ليبيا.
من جانبه، اقترح محافظ مطروح اللواء أحمد حلمى الهياتمى على وزير الخارجية عمل مكتب للتأشيرات تابع لوزارة الخارجية بمطروح وذلك للتسهيل على المواطنين، بدلاً من الذهاب إلى القاهرة.
واتفق مع العمد والمشايخ على أن تكون المعاملة بالمثل، ومنع دخول الليبيين إلا بعد الحصول على تأشيرات، وأوضح الهياتمى أنه أرسل خطاباً لوزير الخارجية بالمقترحات المطروحة من المحافظ وعمد ومشايخ مطروح.