رجب.. الشنق بـ«إيشارب حريمى»
16 فبراير الجارى.. انتهت حياة رجب، 50 سنة، خفير بموقع الجزيرة لإنشاء العقارات السكنية بمنطقة الشيخ زايد.. على يد مجهول فى ظروف غامضة.
الجريمة.. تم ارتكابها داخل غرفة مساحتها متر فى متر.. لا يوجد فيها غير ملابس، عبارة عن جلباب خاص بالمجنى عليه.. وسرير ينام عليه.. وأيضا مات عليه.
دافع الجريمة لم تتم معرفته حتى الآن.. الجريمة لن تغيب عن ذهن نجل المجنى عليه الذى اكتشف الواقعة هو وعدد من العمال.. فالجانى ارتكب الجريمة فى ساعة متأخرة من الليل.. تعدى على المجنى عليه بآلة حادة وسدد له عدة طعنات فى الرأس حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم أوثق قدميه ويديه «بحبل» وشنقه حتى يتأكد من مقتله بـ«إيشارب حريمى» ولاذ بالفرار.
مر قرابة 13 يوما على الحادث ولم تتوصل المباحث إلى أى خيط للوصول إلى مرتكبى الواقعة.
وجاءت أقوال زملائه فى العمل.. حضر منذ 15 عاماً من محافظة سوهاج إلى القاهرة بحثا عن «لقمة العيش».. وظل يبحث عن عمل قرابة 6 أشهر حتى تمكن من العمل «خفيراً فى ذلك المشروع».. الناس كلها هنا بتحبه.. كان راجل فى حاله.. ملوش دعوة بأى حد.. مش بتاع مشاكل.. كان بيشوف الطلبات إيه اللى العمال محتجاها ويلبيها لهم على طول.. كان بيضحك طول الوقت.. مين اللى عمل فيه كده؟! ربنا ينتقم من اللى قتله.
الأهالى يصفون الحادث بـ«البشع».. خاصة أنه لم يتم بدافع السرقة.. ويرد البعض على البعض الآخر قائلين: «يعنى هو اللى هيسرق هياخد إيه منه.. إيش ياخد الريح من البلاط؟».
المعاينة والتحقيقات التى جرت بمعرفة فريق من النيابة العامة، برئاسة أسامة حنفى، رئيس نيابة الحوادث، أثبتت أن المجنى عليه مصاب بجرح قطعى فى فروة الرأس، وأضافت المعاينة وجود آثار خنق فى الرقبة.. وأيضا آثار تكبيل فى اليدين والقدمين.. وأضافت المعاينة عدم وجود عنف فى باب «الأوضة» التى شهدت الجريمة، وكشفت المعاينة أن الجريمة لم تتم بدافع السرقة، ورجحت أن تكون الجريمة بدافع الانتقام.. وأوضحت أن مرتكب الواقعة شاب فى العقد الثالث من عمره.. ومن المترددين على المجنى عليه.
الأجهزة الأمنية بالجيزة، بقيادة اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية والعميد مجدى عبدالعال رئيس مباحث القطاع والمقدم محمد على رئيس مباحث قسم شرطة الشيخ زايد والرائد محمد ربيع معاون المباحث، فحصت قرابة 50 شخصا من المترددين على المجنى عليه.. وناقشت العاملين فى الموقع.. وأيضا ناقشت أقاربه بقريته فى سوهاج، لمعرفة ما إذا كانت هناك خصومة ثأرية معه من عدمه.. ولم تتوصل إلى أى دليل.. لأن الجريمة غامضة ليس لها أى دافع، لأن المجنى عليه يتمتع بسمعة طيبة.. فرقة البحث المكونة من 10 ضباط لا تزال تواصل جهودها لكشف ملابسات تلك الواقعة الغامضة.
نجل القتيل، الذى اكتشف الواقعة، قال أمام المباحث والنيابة إنه أثناء توجهه إلى عمله فى الموقع الذى يعمل به والده «المجنى عليه» لم يرَ والده، فتوجه إلى «الأوضة» التى ينام بها والده وطرق الباب عليه فلم يجب عليه أحد، فاستعان بعدد من العمال وقاموا بكسر الباب، وعندما دخلوا عثروا على المجنى عليه مقيد اليدين والقدمين ومخنوقاً بإيشارب حريمى وملقى جثة هامدة على السرير الذى ينام عليه.. نجل القتيل لم يتهم أحدا بقتله، وقال إن والده طيب السمعة، ومنذ نحو 15 عاماً وهو يعمل هنا فى هذا الموقع، وليس له أى عداوة مع أحد، وأضاف أنه كان ينام فى تلك «الأوضة» منذ أن حضر للعمل فى ذلك المشروع.