خوف لدى "المحافظين" من صعود حزب "الاستقلال" المعارض للاتحاد الأوروبي في بريطانيا
يفرض حزب استقلال المملكة المتحدة، المعارض للاتحاد الاوروبي، نفسه تدريجياً كطرف سياسي فاعل في بريطانيا حيث حقق أفضل نتيجة له في انتخابات محلية حصل خلالها على ربع الأصوات، وهي نتيجة تشكل تهديداً لحزب المحافظين الحاكم الأن.
حيث حصل حزب "استقلال المملكة" على نسبة 28% من الأصوات في الانتخابات الفرعية التي جرت الخميس في مقاطعة إيستلي، جنوب انجلترا، ليحتل المركز الثاني بعد حزب الأحرار الديموقراطيين الشريك في الائتلاف الحكومي، مسدداً ضربة لحزب المحافظين الذي جاء في المرتبة الثالثة.
ورغم أنه لا يزال يتعين على هذا الحزب الفوز بمقعد في البرلمان البريطاني، إلا أن هذه النتيجة تعد الأفضل في سلسلة من الأداء الجيد في الانتخابات النصفية التي جرت في الأشهر الأخيرة.
وقال زعيم الحزب, نايجل فاراج، أن هذا الفوز هو جزء من اتجاه للتغيير، وأوضح: "ما حدث هنا في ايستلي ليس نتيجة شاذة, بل إن هناك تغييراً بدأ يحدث, الناس ملوا من وجود ثلاثة أحزاب اجتماعية ديموقراطية تشبه بعضها البعض".
وغذت هذه النتيجة مشاعر الخوف لدى "المحافظين"، وشعروا بأن أدائهم كان من المفترض أن يكون أفضل في ايستلي,وأبدوا قلقهم من أن يقلل حزب استقلال المملكة المتحدة من القاعدة المؤيدة للمحافظين.
ولم يفز المحافظون بأغلبية في البرلمان منذ 1992، ويخشى العديد من أعضاء الحزب أن يجتذب حزب استقلال المملكة المتحدة أصوات المعارضين لأوروبا وللهجرة التي يحتاجها المحافظون لإخراج شركائهم الليبراليين الديموقراطيين من الائتلاف وتحقيق فوز كبير في الانتخابات العامة التي ستجري في 2015.
ويعتبر الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في يناير الماضي باعادة النظر في عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي وطرح استفتاء على ذلك بحلول 2017، محاولة لتهدئة المشككين في جدوى الانضمام للاتحاد الاوروبي من داخل حزبه، والتخلص من شبح التهديد الذي يمثله حزب استقلال المملكة المتحدة.
وبعد نتيجة الاقتراع في إيستلي، وجه كبار أعضاء حزب المحافظين الغاضبين تحذيراً إلى كاميرون, الذي وصف حزب استقلال المملكة المتحدة بأنه مليء بالمجانين والعنصريين, بأن عليه التواصل مع الناخبين التقليديين.
إلا أن الدراسات الأكاديمية تشير إلى أنه رغم أن المحافظين وحزب استقلال المملكة المتحدة يشتركان في الكثير الأهداف، إلا أن القول بأن حزب استقلال المملكة المتحدة يخطف أصوات المحافظين المستائين, فهذا قول فيه الكثير من التبسيط.
وفي إيستلي وصفت مرشحة المحافظين ماريا هتشينغز بأنها "أكثر ميلاً" لسياسات حزب استقلال المملكة المتحدة من أعضاء الحزب أنفسهم، إذ أنها ضد عضوية بلادها في الاتحاد الأوروبي وقالت أنها ستصوت من أجل خروجها من الاتحاد، كما تعارض خطط كاميرون في السماح بزواج المثليين.
وقال روبرت فورد، الأكاديمي في جامعة مانشستر الذي أجرى أبحاثا كثيرة عن شعبية حزب استقلال المملكة المتحدة، أن ناخبي الحزب هم من جميع الأطياف السياسية في البلاد، ولكنهم في الغالب من الطبقة العاملة والأشخاص غير الأمنين من الناحية الاقتصادية.
وأضاف لوكالة فرانس برس أن "القضية الرئيسية بالنسبة لمؤيدي الحزب هي الهجرة"، وهي القضية التي تقول الحكومة أنها ستعالجها بحزم، ولكنها غير قادرة على تغييرها.
وأضاف أن هؤلاء "مستاؤون من بريطانيا الحديثة، ويريدون إعادة عقارب الساعة الى الوراء, وهم الناخبون الأكبر سنا الذين لا يعجبهم وجه بريطانيا الحالي".
ورغم أنه من غير المتوقع أن يحصل الحزب على نتائج جيدة في انتخابات البرلمان الأوروبي العام المقبل، إلا أن فورد اعتبر أن أنصارهم متفرقون ويشكلون "ائتلاف المستائين" غير القادرين على إحداث تغيير حقيقي في الانتخابات العامة.
ويرى منتقدو حزب الاستقلال أن سياساته الشعبوية غير عملية، كما أنه يفتقر إلى الهيكلية وإلى أي أسماء كبيرة باستثناء فاراج الذي يتمتع بحضور قوي.
ورأى بيتر كيلنر، رئيس شركة "يوغوف" لاستطلاعات الرأي، أن الحزب لن يكون له تاثير دائم إلا إذا أسرف المحافظون في رد فعلهم.
وأضاف, في تعليق على الإنترنت: "إذا أصاب الفزع عدداً كبيراً منهم ودخلوا في صراع حاد، عندها يمكن أن يدمر الحزب فرصه في الفوز في الانتخابات العامة التي ستجرى في 2015".
وتابع: "عليهم ضبط أعصابهم وانتظار انهيار فقاعة حزب استقلال المملكة المتحدة في 2015".