منشق يكشف: خضعنا لتدريبات شبه عسكرية فى معسكرات بجبل «أبورواش»
عشرون عاماً قضاها الشاب الأزهرى، داخل تنظيم الإخوان، حتى قرر مغادرته مع خوض التنظيم لانتخابات 2010، إنه المهندس محمد جمال الذى تخطى حاجز الـ30 من عمره، الذى كشف فى حواره لـ«الوطن» عن كيفية دخوله التنظيم وأهم المحطات التى مر بها، موضحاً أن غياب الديمقراطية الداخلية والشفافية، كان أهم الأسباب وراء خلعه عباءة الإخوان، بعد طيلة هذه المدة، وهجرته لـ«دستور البرادعى»، وتطرق الحديث للعديد من النقاط الداخلية، ورؤيته لمبدأ السمع والطاعة، والبيعة، وأسباب التحول الفكرى الذى أقبل عليه.
وإلى نص الحوار:
* كيف ومتى انضممت للإخوان؟
- انضممت للأشبال داخل التنظيم وكان عمرى 8 سنوات، وذلك عندما بدأت أتردد على أحد المساجد المحيطة بمنزلنا، للصلاة، فتعرفت على مجموعة من الإخوة منذ تلك السن، وكنا نجلس فى المسجد بعد صلاة المغرب نقرأ القرآن، ونسمع قصص الأنبياء، ثم بعد ذلك بدأ أحد الشباب -وكان فى العشرين من عمره، ويقوم على تعليمى أنا وباقى زملائى- يحدثنا عن ضرورة اتحاد المسلمين والعمل لخدمة الأمة بشكل منظم ومتحد، إلى أن حدثنا عن «الإخوان» بعد ذلك وأهدافها ومبادئها.
* وما أهم الأمور التى حرص الإخوان على تعليمها لك فى السن المبكرة؟
- التأكد من ولاء الفرد لمسئول الأسرة، يبدأون فى نقل هذا الولاء والثقة للتنظيم ككل وقياداته إلى أن تأتى مرحلة البيعة للجماعة، وتكون البيعة على السمع والطاعة فى المنشط والمكره.
* كيف رأيت مبدأ السمع والطاعة داخل التنظيم؟
- السمع والطاعة يعنى أن تكون ثقتك الكاملة فى القيادة، وأنهم أكثر إلماماً بالأمور عنك وأكثر معرفة، ويجب على الفرد إطاعة المرشد ومكتب الإرشاد والمسئول الذى يخضع له، وفى رأيى أن هذا المبدأ هدفه إحكام السيطرة على التنظيم، وأن أى تنظيم شمولى يقوم على هذه الفكرة وتغيب عنه الديمقراطية الداخلية.
* هل حضرت معسكرات داخل الإخوان؟
- فى فترة الجامعة حضرت معسكرات تدريب فى جبل أبورواش، وكانت تنقسم بين فقرات للدعوة والحوار والصلاة، وأوقات أخرى للتدريب البدنى، ونقوم بتدريبات تشبه التدريبات العسكرية ولكن دون سلاح، كأن نزحف على البطن مثلاً، أو ننزل فى بئر بواسطة حبل إلى عمق 20 أو 25 متراً، ونصعد بواسطة نفس الحبل، أو نسير على الأقدام لمسافات طويلة.
* متى قررت الانسحاب من الإخوان؟ ولماذا؟
- قررت مغادرة تنظيم الإخوان بعد قرار التنظيم بدخول انتخابات 2010، لأن نتيجة الشورى داخل الإخوان كانت ضد المشاركة، ومع ذلك قرر مكتب الإرشاد أن نخوض الانتخابات، إضافة إلى غياب الشفافية داخل التنظيم، والديمقراطية، وعدم وجود آلية واضحة للتصعيد الداخلى أو حساب المسئولين، وهكذا، كمان كان فيه «كوسة» داخل التنظيم، ويتم تلميع أشخاص معينين بسبب أقاربهم الكبار، أو قربهم من القادة، ومع خروجى من الإخوان بعد عشرين عاماً من الوهم، انضممت للجمعية الوطنية للتغيير، ثم حملة الدكتور البرادعى للرئاسة، ثم حزب الدستور مؤخراً.
* كيف حدث هذا التحول الفكرى.. من الإخوان لحملة البرادعى ثم حزب الدستور؟
- أولاً أنا كنت من الناس المنفتحة على كل الاتجاهات، إضافة إلى أننى كنت أزهريا، وأعرف دينى وحافظا للقرآن ودرست الفقه والعقيدة والحديث للتعلم، وليس المذاكرة فحسب، وشعرت بأنى لا أحتاج الانتماء مجدداً لجماعة دينية لها مصالح سياسية وأهداف فى السلطة، وسبب انضمامى للبرادعى لدوره الكبير فى التغيير والثورة.
أخبار متعلقة:
"وضوح الرؤية"... محاضرات إخوانية لـ«غسيل المخ»
وثيقة إخوانية تكشف دور وجدى العربى وهادى خشبة فى "الخلايا النائمة"للتنظيم الحاكم
غزو العقول.. خطة «نشر دعوة الإخوان» للسيطرة على المساجد