بروفايل: «جمعة» ساحة المواجهة
صورة تعبيرية
طرفا الصراع: عمائم أزهرية وقورة فى مواجهة معتادة مع جلابيب بيضاء بلحى سلفية طويلة.. المكان: ساحات الأعياد، الموعد: صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك. هنا وقف وزير الأوقاف مختار جمعة ليواجه بشكل حاسم، وبكل ما أوتى من قوة، اعتلاء السلفيين والجماعات الدينية منابر الساحات الكبرى، وإلقاء خطبة عيد الأضحى المبارك فى 4853 ساحة على مستوى الجمهورية.
لم تكن تلك المواجهة الأولى لوزير الأوقاف فى ساحات العيد، ولكن سبقتها مواجهات عدة، منذ توليه الوزارة فى 2013، خسرها لصالح تلك الجماعات المتجذرة فى قلب الصعيد والمحافظات النائية، ولكن هذه المرة يعلنها «جمعة» صريحة، أنه سيطر على جميع الساحات بنسبة 100%، ولكن رغم ذلك خرجت الأخبار باعتلاء السلفيين فى محافظة الإسكندرية الساحات، مخاطبين الناس بعيداً عن أعين وزارته ورجاله.
«جمعة» يقود حرباً باسم الدولة ضد استغلال السلفية والجماعات الدينية فى محافظات الصعيد والإسكندرية والبحيرة للمنابر، حرب دعا فيها أعوانه لإقامة حملات تفتيش لكسر شوكتهم، تابعها بنفسه لحظة بلحظة، فى محاولة حثيثة أن تكون الأوقاف مسئولة عن جميع المساجد ومرافقها، وأن تكون ساحات العيد للصلاة، وليست للتجاذبات السياسية، وعدم استغلالها لصالح أى جماعة أو «تيار سياسى»، مستخدماً كل الإجراءات القانونية التى تحول دون ذلك.
لم تكن المحاولة الأولى ولا الأخيرة، ولكن الرجل ذا العمامة الأزهرية الذى حلّ وزيراً فى عهد حازم الببلاوى عمل على تطهير المنابر من السلفيين وعودتها للمنهج الأزهرى من اليوم الأول الذى اعتلى فيه مقعد الوزارة، فألغى تراخيص الخطابة لقيادات السلفية، وعلى رأسهم أبوإسحاق الحوينى ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ومحمد إسماعيل المقدم، وأغلق معاهد الفرقان التابعة للدعوة السلفية فى المحافظات، وهو ما دعمه لاستكمال مسيرته فى حكومتى «محلب» الأولى والثانية، وحكومة «إسماعيل» الحالية.
وزير الأوقاف ولد عام 1966 وتقلد العديد من المناصب قبل أن يحل وزيراً، فهو رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر سابقاً، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ورابطة الأدب الإسلامى العالمية، وله العديد من الدراسات والبحوث والمؤلفات العلمية، منها «المعادل اللغوى دراسة تطبيقية فى ضوء النص القرآنى» و«الأدب العربى فى عصره الأول» و«الإعجاز البيانى فى القرآن الكريم».