«غطاس البالوعات» نزل ولم يخرج: ربطوه بـ«كارو» والحبل اتقطع
حمادة محمد عبدالفتاح
اعتاد على الغطس داخل البالوعات العامة للقيام بعمله، فى كل مرة كان يسير الأمر بسلام حتى ينتهى من مهمته، لكنه فى هذه المرة نزل إلى البالوعة ولم يخرج منها، حادثة شهدها شارع السلام بمساكن عين شمس، فجرت الحزن بين أسرة حمادة محمد عبدالفتاح، الرجل الخمسينى، الذى يعمل فى شركة محمد على ربيع للمقاولات المتعاونة مع الشركة القابضة للمياه والصرف الصحى.
ابنه: طلب وسائل تأمين ورفضوا.. و«القابضة»: مسئولية الشركة الخاصة
بدأ «عبدالفتاح» مهمته دون وسائل تؤمن له حياته أثناء الغطس، إلى أن شاءت الأقدار ليلفظ أنفاسه الأخيرة غارقاً فى مياه المجارى، محاولات قامت بها أسرته لاستخراج جثته لكنها باءت بالفشل رغم مرور 8 أيام على الحادث، ثروت محمد، ابن عمه، يقول: «الجثة فى البلاعة لأكتر من أسبوع، والشركة متحركتش غير لما المجارى طفحت فى المنطقة، عشان يطلعوه والمجارى تسلك». لدى «حماد» 6 أولاد، منهم «حسين» الذى يتحدث بحرقة: «أبويا كان حاسس أنه مش هيطلع تانى، وطلب من الشركة تأمنه لكن رفضت، واتعود على الشغل بالشكل ده لحد ما راح، وبلغوا الشرطة بعد موته بـ12 ساعة، ده غير فرقة الإنقاذ النهرى اللى جت بعدها بـ3 أيام ومعملوش حاجة».
سوء التجهيزات وصل إلى حد «العربة الكارو»، حسبما أوضح «محمد السيد»، أحد سكان المنطقة الذى شاهد الحادث: «كنت قاعد على القهوة وشايف كل حاجة، ربطوا الحبل فى عربية كارو والراجل نزل والحبل اتقطع، زمايله جريوا حاولوا يلحقوه، لكن فشلوا»، يقول «حمادة أبوالسعود» ابن عمه: «جبنا غطاسين على حسابنا بـ30 ألف جنيه، كان آخر أمل لينا أننا نلاقى الجثة فى الشبك اللى عند محطة تحلية المياه، لكن الغطاسين اكتشفوا أن مفيش شبك أصلاً».
العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أكد معرفته بالواقعة، لكنه أخلى فيه مسئولية الشركة تماماً، قائلاً: «إحنا ما لناش دعوة، لأن ده مقاول مش تبعنا وهما مش بيعملوا احتياطاتهم الأمنية اللى هى أنبوبة أكسجين وحبل غطاس ذو جودة عالية، ومساعد يمسكه من فوق».