«سوبرمان» فى مستشفى «57357»: طير انت
«جوزيف» مع أطفال مستشفى «57357»
كانت المرة الأولى التى يرتدى فيها «جوزيف» ملابس «سوبرمان» فى حياته، انطلق حينها إلى مستشفى 57357، وقف وسط الأطفال الذين التفوا حوله، سلم عليهم بقبضة يده، ظل يحضنهم، يحملهم على كتفه، ويقيم مع بعضهم مباريات فى لعبة «الريست» ويتركهم ينتصرون عليه، ثم يقول لهم: «برافو.. شكلك بتاكل كويس، لازم توعدنى تخلص أكلك كل مرة عشان تبقى بطل خارق أقوى كمان من سوبر مان». كان «جوزيف» يطمح إلى أن يشجع الأطفال على الأكل، ويشعرهم بالسعادة لينسوا الألم الذى أصبح جزءاً من حياتهم: «جرعات الكيماوى اللى بياخدوها بتأثر على نفسياتهم، وبالتالى هتأثر على أكلهم، وشخصية بيحبوها زى سوبر مان ممكن تديهم طاقة إيجابية، وتخليهم مقبلين على الحياة». لم يكن يخطط «جوزيف» الذى اشتهر بأداء شخصية «الدكتور زوفا» الكوميدية بأن يؤدى شخصية «سوبر مان»: «أنا أصلاً متطوع فى المستشفى من 3 أسابيع، والموضوع كان مفاجئاً ليا، ما كنتش عامل حسابى إنى ألبس سوبر مان، اتصلت بيا دينا على مسئولة مكتب المتطوعين وقالتلى يا زوفا، عايزاك تلبس سوبر مان فى مهمة خاصة». تحمس «جوزيف»، واشترى ملابس وإكسسوارات تناسب الشخصية، سرح شعره بطريقة مختلفة وضع مكياج، ودرس حركات الشخصية وطريقة سيرها وانطلق إلى المستشفى ليقوم بدوره، واقتنع به الأطفال لدرجة أنهم طلبوا منه أن يطير، فرد عليهم: «ما ينفعش أطير فى المستشفى عشان مانبوظش حاجة».
المتطوعون فى المستشفى بحسب «جوزيف» لهم أهداف مختلفة، منها رعاية أسرة الطفل المريض نفسه وتوعيتهم بكيفية التعامل مع الحالة، وألا يظهروا بصورة سلبية أمامه حتى لا تؤثر عليه بالسلب، وهناك علاج تلطيفى وهو التخفيف عن الأسرة التى لا يستجيب طفلها للعلاج، وهناك ورش عمل فنية للأطفال وأعمال يدوية للأسر التى تقضى أوقاتاً طويلة فى المستشفى، بخلاف أنشطة العلاج بالضحك وعمل حفلات وأعياد ميلاد، فجزء كبير من علاج السرطان متعلق بتحسين الحالة النفسية للطفل.