بروفايل: «فايد».. صراع الكبار
صورة تعبيرية
بصلابة الرافض حيناً، وبموافقة المتخاذل حيناً آخر، بدا موقف وزير الزراعة المصرى عصام فايد، تجاه أزمة استيراد أقماح مصابة بفطر «الأرجوت».. فى بداية الأمر، أخذ الرجل موقفاً شجاعاً لا يقل صلابة عن موقف رئيس الحجر الزراعى، رافضاً دخول الأقماح، غير معنى بما مارسته جهات داخلية وخارجية من ضغوط، لكن سرعان ما تبدّل الموقف، وانقلب رأساً على عقب، ليسمح بنفاذ تلك الأقماح إلى السوق المصرية، مصحوباً بقرار إقالة رئيس الحجر الزراعى.
لم يستمر وزير الزراعة على موقفه طويلاً، إذ سرعان ما تخلى عن قرار السماح بدخول «قمح الأرجوت»، وأصدر قراراً نهائياً بالعودة إلى تشريعات الحجر الزراعى، وحظر دخول القمح المصاب، أياً كانت نسبة الإصابة، الأمر الذى أحدث ارتباكاً فى البورصات العالمية للقمح المتكدّس فى مخازن الدول الأوروبية والأمريكية، فى انتظار الشاحنات، لتصديره إلى مصر، وهى الدولة التى تُعد أكبر مستورد للقمح فى العالم.
تدخل الضغوط التى يتعرّض لها «فايد» فى نطاق المنافسة الشرسة التى تشهدها الأسواق العالمية للحاصلات الزراعية، كانت آخرها شائعة الفراولة المصابة بالفيروس الكبدى A فى ولاية فرجينيا الأمريكية، وقد ثبت كذب تلك الادعاءات التى تناولتها وكالات الأنباء العالمية، مروراً برفض مستوردى القمح فى مصر، للدخول فى مناقصات استيراد القمح، لصالح هيئة السلع التموينية، بجانب قرار روسيا الأخير تعديل مواصفات استيراد الموالح المصرية، استباقاً للموسم الزراعى خلال فصل الشتاء.
تضغط مافيا استيراد القمح فى الداخل متحالفين مع مصدّرى القمح فى العالم من خلال تشويه صورة الصادرات الزراعية المصرية لإلغاء قرار منع دخول «أقماح مصابة بالأرجوت».
عصام فايد، الذى حل وزيراً للزراعة، هو أستاذ ميكروبيولوجيا الألبان بجامعة عين شمس وعميد كلية الزراعة الأسبق، تولى المستشار الزراعى للسفارة المصرية لدى روما، وُلد بمحافظة الشرقية عام ١٩٤٩، حصل على بكالوريوس الزراعة تخصص تغذية عام ١٩٦٤، تدرّج فى المناصب العلمية حتى تولى منصب عميد كلية الزراعة عام ٢٠١٠.