بروفايل: «حفتر».. «القائد مشيراً»
صورة تعبيرية
كلما خفت نجمه، عاد ليبزغ من جديد بانتصار عسكرى يجذب الأنظار نحوه، ها هو يعود مرة أخرى، وقد اعتلى كتفيه غصنا زيتون، إلى جانب النسر الذهبى وسيفيه، بعدما رُقى إلى رتبة المشير، بناءً على انتصاراته مؤخراً فى السيطرة على منطقة الهلال النفطى الليبى، ليُعيد طرح نفسه كعامل لا يمكن تجاهله فى المعادلة الليبية، الجنرال الذى صار مشيراً، «خليفة حفتر»، بعد ترقيته من قِبل عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب والقائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية غير المعترف به دولياً.
فى فبراير 2014، طغى اسم الجنرال المولود عام 1943 بقوة على كل وسائل الإعلام الليبية والعربية والعالمية، وتغنّى به الليبيون، خصوصاً فى مدن الشرق التى تحترق بنار الميليشيات التى يعود بعضها إلى جماعة الإخوان، ثم تنظيم «داعش» الإرهابى، وتنظيم «القاعدة»، بعد أن قاد مجموعة من الضباط، كوّن منهم نواة لجيش ليبى، كما وصف هو تلك القوات، وأعلن فى ذلك التاريخ انتهاء شرعية «المؤتمر الوطنى» البرلمان السابق الذى خضع تدريجياً لنفوذ جماعة الإخوان وتيارات إسلامية أخرى متحالفة.
تراجع العسكرى، الذى انشق عن نظام «القذافى» فى أواخر الثمانينات، وغادر إلى «واشنطن»، قليلاً عن خطواته السابقة، وظل صامتاً لنحو 3 أشهر لا يظهر كثيراً فى وسائل الإعلام، لكن اسمه لم يغب عنها ولم يغب عن أذهان الليبيين، سواء مؤيديه فى مدن الشرق، أو معارضيه فى مدن الغرب الليبى، وفى فجر 16 مايو من العام ذاته عاد «حفتر» مرة أخرى، ليصبح حديث الشارع الليبى والعربى مرة أخرى عندما قاد عملية عسكرية عُرفت باسم «الكرامة»، ضد عدد من الميليشيات الإسلامية شرق البلاد، التى كان المنتمون إليها يصفون أنفسهم بـ«الثوار»، فى حين وصفتهم قوات «حفتر» بـ«المجموعات الإرهابية».
عاد «حفتر»، الذى شارك مع مصر فى حرب العبور وكُرّم بحصوله على النجمة العسكرية عام 1974، إلى ليبيا من منفاه فى مارس 2011، لينضم إلى ثورة 17 فبراير ضد نظام الراحل معمر القذافى، وكان له دور بارز فى دعم «الثوار» مادياً وعسكرياً، ليكتب لنفسه بداية جديدة فى ليبيا ينتصر بها على مصير المنفى، الذى دفعه إليه نظام «القذافى».