الحلقة الثانية: «الوطن» تواصل نشر أوراق القضية التى تم ضبطها مع المتهمين عقب استهداف فندق سياحى فى الجيزة
حملات تفتيش واسعة تشنها قوات الشرطة بمحطات المترو «صورة أرشيفية»
فى الحلقة الثانية، تكشف الوثائق والخرائط التى أعدتها أجهزة الأمن التركية فى مراكز بحثية تابعة لها، لعناصر تنظيم الإخوان فى مصر عن كيفية تنفيذ العمليات التفجيرية وكيفية التنكّر الجيد لرصد الأهداف قبل وبعد كل عملية. وتشرح الوثائق لعناصر «الإخوان» كيفية تحديد الشخصيات المرصودة وطرق الوصول إليها ودخول المنشآت الحكومية، خصوصاً الشرطية، لتنفيذ العمليات المطلوبة، وأن انخراط جماعة الإخوان فى العنف والإرهاب عن طريق تدريب أجهزة الأمن التركية لعناصرها سهّل لها تنفيذ الكثير من العمليات التى عانت منها مصر طوال الأعوام الثلاثة التالية لعزل محمد مرسى. الوثائق التركية هى التى حدّدت للإخوان ضرورة تفجير أبراج الكهرباء وخطوط الغاز التى عانت منها مصر بكثافة عامى 2014 و2015، إضافة إلى الاعتداء على السفارات واغتيال الكثير من الشخصيات العامة التى كان أبرزها النائب العام الراحل هشام بركات، فى محاولة مشتركة بين الإخوان وتركيا لإسقاط الدولة المصرية فى براثن الفوضى. أخطر هذه الوثائق كشفت عن عمليات التجنيد التى حاول «التنظيم» إجراءها داخل المؤسسات الحكومية، خصوصاً السيادية، للحصول على معلومات وبيانات عن العسكريين والشرطيين والقضاة والدبلوماسيين من أجل إمدادهم بجميع المعلومات المهمة والحسّاسة، حيث أكدت الأوراق ضرورة تجنيد أكبر قدر من العاملين بالدولة عن طريق المال إذا لم يكن متوافقاً فكرياً مع أفكار الجماعة، فضلاً عن وجود نشرات شهرية يُعدّها عناصر «التنظيم» عن حالة كل مؤسسة، يرصدون من خلالها جميع التحركات الاقتصادية، فضلاً عن اعتراف الجماعة ولأول مرة بانضمام عناصرها إلى تنظيم داعش، الذين انتقل بعضهم إلى سيناء، وسافر آخرون إلى الخارج.
«الإخوان» تعترف: عناصرنا تنضم إلى «داعش»
كشفت المستندات والمضبوطات والمخططات التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، عن تجنيد تنظيم الإخوان عدداً من العناصر داخل المؤسسات الرسمية للدولة، أمدته بمعلومات خلال الفترة الماضية.
وتُحدّد المستندات المواصفات التى اشترطها «التنظيم» فى المصدر «المُجنّد» بأنه لا بد أن يكون عاملاً فى مؤسسات تابعة للدولة، ويحصل بطبيعة عمله على بيانات شخصيات عسكرية أو شرطية أو قضائية أو شخصيات مهمة، ويتمتع بالسرية والحس الأمنى العالى، ويمكن اللجوء إلى التجنيد المالى لبعض المصادر التى لا تتمتّع بالولاء إلا للمادة، على أن يكون التواصل معها بدرجة عالية من الحذر، وعن طريق وسيط.
وتوضح المستندات، عدداً من الملاحظات عند اختيار المصدر، أو تجنيده، منها أنه أحياناً ما يحصل المصدر على المعلومات بشكل دورى، وأخرى بشكل غير دورى، فلا يجب إلزامه بمواعيد محدّدة، ومن الضرورى تأهيله على عدم طلب أى معلومات إلا فى بعض النقاط المهمة، وفى خضم حوار مصطنع، يظهر كأنه حوار طبيعى، وكذلك على تحديد قيمة المعلومة، وأنها تختلف من وقت إلى آخر، لذلك لا ينبغى التأخر فى نقل أى معلومة مهمة إلى المسئول المعنى به، ومن أنسب وأسهل المصادر تلك التى ترتقى أحياناً إلى مكاتب كبار رجال الجيش أفراد الصف والمجندين فى فترة التجنيد العسكرى، ومن الضرورى البحث عن مصادر فى جميع المؤسسات الحكومية والوظائف المعلوماتية مثل «الداخلية والضرائب، والشهر العقارى، والبنوك ومكاتب المحاسبة، ومصلحة الجوازات، والتموين والتأمينات والمعاشات والرقم القومى وغيرها».
التنظيم جنَّد عناصر داخل مؤسسات الدولة لتسريب المعلومات
وتحت عنوان «إصدار دورى شهرى» أعدّ تنظيم الإخوان عدة نشرات معلوماتية خلال عام 2015، تضمّنت ما حصل عليه من معلومات عبر مصادره «المُجنّدين» فى أجهزة الدولة، ورصد «التنظيم» فى إحدى تلك النشرات، حملت الرقم «1.. يناير 2015» تحركات أجهزة سيادية، واتصالها بأوائل الدفعات فى كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات، لتقديم أوراقهم للعمل فى بعض الجهات، كما رصدت تشغيل أغنيات وطنية فى محطات المترو، بصورة مقاربة لوتيرة شهر يونيو 2013، وأن وكالة «أخبار اليوم» للدعاية والإعلان هى القائمة على تركيب لافتات الترحيب بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى القاهرة، وأن مصنع «18» الحربى يقصر استيراد «النيتشروسيليلوز» والمواد المستخدَمة فى صناعة الألعاب النارية والمتفجرات على نفسه، وصدور تعليمات من جهاز الأمن الوطنى لإدارة شركات البترول العامة والخاصة بوقف إجراءات الترقى إلى المناصب العليا لمن ينتمون إلى تنظيم الإخوان، ومن يُشتبه بتأييده الإخوان.
وفى إصدارها رقم «2.. فبراير 2015» أكدت أن الدولة اشترت من الخارج برامج مطوّرة (solutions packages) للتجسُّس والتهكير على وسائل التواصل الإلكترونية مثل (sites، e-mail، accounts) ومن مصدرين مختلفين، ويرجح أن الأمر تم منذ نحو ستة أشهر، وأحد المصادر يؤكد أن مصدر شراء البرامج هو شركة (ibm) العالمية.
وتحدّثت النشرة عن دراسة مشروع مستودعات استراتيجية لتخزين الوقود تحت الأرض فى جميع مواقع مصر، عددها من 42 إلى 72 مستودعاً، و(المستودع الواحد عرضه 38 متراً وارتفاعه 7 أمتار)، مقسّمة إلى 4 شركات للتنفيذ، هى (صان مصر، بترومنت، بتروجت، غاز مصر)، واستشارى المشروع هو شركة «التعاون للبترول»، ولوحظ أن عدد الكمائن والدوريات الأمنية زاد خلال الفترة الماضية بشكل لافت فى معظم أنحاء القاهرة الكبرى.
وتحدّثت النشرة الثالثة برقم «3.. مارس 2015 » أن الوجود الأمنى أعلى من المعتاد فى ميدان رمسيس، وسط تصريحات عن نقل الباعة الجائلين من الميدان خلال شهر، وفى ميدان التحرير يتم التفتيش الذاتى للمشتبه بهم وحاملى الحقائب من قِبَل شرطيين فى زى مدنى، وهناك زيادة فى عدد النقاط المرورية والدوريات الأمنية وكمائن الطرق، وفى تفتيش السيارات والتفتيش الذاتى للمشاة والموبايلات، خصوصاً فى مدينة نصر والمعادى.
تقرير للجماعة يرصد التعاون العسكرى مع «حفتر» ويحذر: نسقوا مع المقاومة الليبية لأن مصر ستضرب الظهير الغربى كما ضربت «الشرقى» مع «القسام»
وأوضحت النشرة أن هناك أسلحةً جديدة ظهرت، صناعة مصرية (طبنجة، ومسدس)، وأن هناك خسائر كبيرة فى شركة «مصر للطيران»، والشركة تُسدّد جزءاً من خسائرها عن طريق عمل اتفاقية مع وزارة الطيران العراقية، لصيانة طائراتها فى هناجر مطارات مصرية أو عراقية، لافتة إلى أن هناك تسجيلاً لجميع رسائل المحمول (sms) لكل الخطوط، سواء المرصودة أو لا، وعلى «الإيميلات والمواقع» خاصية «التتبّع بالكلمات» لمراقبتها حال وجود كلمات معينة، لإفادة أحد الأجهزة الرقابية فى الدولة بالبيانات المتاحة عن أصحاب هذه الحسابات، والأمر نفسه فى شركات الاتصالات (المحمول والأرضى)، لتسجيل مكالمات أصحاب الخطوط الذين يُردّدون هذه الكلمات وتعقبهم، وعند تعقّب شريحة يضاف إلى البيانات المرصودة موقع الشريحة وسجل المكالمات تفصيلياً وأرقام الـ(imel وs.n وi.b) الخاصة بجهاز المحمول الذى أجريت عليه المكالمة، وبالتالى يتم تعقُّب أى شريحة أخرى يجرى وضعها على المحمول نفسه، وبناءً عليه فإن الحل فى تغيير الشريحة والمحمول معاً مع تقليل المكالمات، ويجب الحرص عند انتقاء الكلمات، وكل خط محمول أو أرضى له ملف خاص به، مبين به جميع الأرقام التى تواصل معها، إصداراً وتسلُّماً، وتاريخها ومدتها وهذه الملفات لا يقتصر الاطلاع عليها على أجهزة الأمن والاتصالات فقط، وإنما يحق لصاحب كل رقم الاطلاع عليها حال إنشاء حساب إلكترونى على موقع الشركة.
التنظيم يلجأ لعناصر يكون ولاؤها للمال وتواصل معها يحذر عبر وسطاء لمعرفة بيانات عسكرية ورجال شرطة وقضاة
وفى النشرة رقم «4.. أبريل 2015» رصدت «مصادر» «التنظيم»، تركيب كاميرات مراقبة جديدة (ثابتة ومتحركة) فى القاهرة، وجارٍ تركيب أضعاف مما تم تركيبه، وارتفاعها من مترين ونصف إلى ثلاثة أمتار، وللاطلاع على شكل الكاميرات الجديدة توجد كاميرتان فى تقاطع يوسف عباس مع خضر التونى فى مدينة نصر، وهناك توجُّه لإجبار المواطنين على استخراج بطاقة جديدة ملونة للرقم القومى، سيجرى ربطها بغرفة وزارة الداخلية المتصلة بجميع أجهزة كاميرات المراقبة، كما يوجد مخطط لربط جميع كاميرات المراقبة الجديدة والقديمة ببعضها، ببيانات بطاقات الرقم القومى لجميع المواطنين بشبكة واحدة على مستوى الجمهورية، لتسهيل تتبُّع المطلوبين والحصول على سجل تحركاتهم المُخزّن على ذاكرات الكاميرات، وتم بالفعل تدريب مجموعة من ضباط الداخلية على هذا البرنامج خارج مصر (يقال فى ألمانيا)، ويوجد تخطيط لعمل نظام مراقبة جديد على خطوط البترول والغاز على طرق القاهرة والمحافظات، خصوصاً طريق الصعيد، وهذا النظام يعتمد على خط كابل يسير بجوار خط الغاز يعمل بطريقة الحس الحرارى وعندما يقترب أى جسم غريب يشعر بهذا الشخص، فيُصدر إنذاراً ويُحدّد مكان الشخص لغرفة الكنترول.
معلومات لعناصر تم تجنيدها: أجهزة سيادية أجرت اتصالات بأوائل دفعات الهندسة والحاسبات فى الجامعات المصرية للعمل معهم
وتابعت النشرة: «بعض المصادر تُرجّح وجود صراع مصالح خفى بين الجيش ورجال أعمال «مبارك»، لذلك يلجأ الجيش الآن إلى إسناد تنفيذ المشروعات الجديدة إلى رجال أعمال جدد، والهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، وسيجرى إنشاء مصنع فوسفات بطريق العين السخنة من جانب الجيش فى الفترة المقبلة، وزادت وتيرة التفتيش الذاتى فى محطات المترو والقطارات على البطاقة والموبايل والحقائب والملابس».
وفى النشرة رقم «5.. مايو 2015»، رصدت «المصادر» أن وزير الداخلية الجديد أصله من مركز تلا محافظة المنوفية، ومقر إقامته قبل الوزارة كان فى مدينة نصر، وكان قد ترشح لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة تلا عام 2000 ولم يحظَ بالنجاح، وأن التربية العسكرية لطلاب جامعة القاهرة تتم داخل الحرم الجامعى، خلال فترة وجود الطلاب، لتركيز الصورة الذهنية للطلاب على المهام العسكرية والوطنية للجيش، وفى نشرة (6) يونيو 2015، قالت الجماعة إنه تم وضع جهاز متقدّم اسمه «soft care»، لكل شركات المحمول، ومن خلال تتبُّع رقم الموبايل، يُحدد هذا الجهاز مكان أى تليفون محمول بسرعة، والتحديد بشكل كامل، وليس مجرد النطاق الجغرافى لبرج تقوية الشبكة.
وأشارت النشرة إلى أن كل كابلات كاميرات المراقبة التى تم تركيبها مؤخراً فى شوارع مدينة نصر من تصنيع شركة «السويدى» للكابلات، ويجرى إنشاء مشاريع سكنية لأفراد الداخلية فى عدة مناطق مختلفة، منها 6 أكتوبر ومدخل زهراء المعادى، ويجرى عمل مشروع فى أرض المطار القديم من ناحية صلاح سالم، والهايكستب أمام السندباد إلى آخر السور لعمل سور خرسانى وأرض أسفلت خرسانية بغرض مد المطار حتى صلاح سالم وحماية المطار من هذه الجهة التى تُعتبر أضعف نقطة لاختراق المطار وأماكن صيانة الطائرات، وأن نظام حماية خطوط البترول والغاز عن طريق كابل يحس بالحرارة ويعطى إنذاراً باقتراب الأجسام التى تقترب من خطوط البترول والغاز، تم إسناد تنفيذه إلى إحدى الشركات.
ويجرى دراسة مشروع مجمع سكنى فى التجمع الخامس (100 وحدة سكنية عبارة عن 320 فيللا + 534 شقة سكنية بـ5 عمارات) لصالح شركة «إعمار» الإماراتية، ورصدت النشرة رقم (7) يوليو 2015، أن عناصر «تنظيم الدولة الإسلامية» بالقاهرة فى تزايد، ويعملون على تجنيد شباب التيار الإسلامى، ومنهم شباب الإخوان الرافض للحراك السلمى، وأنهم فتحوا قناة مباشرة لسفر الشباب من القاهرة إلى ولاية سيناء، وهناك أنباء غير مؤكدة عن أن وزير الداخلية أصدر أوامره للضباط الساكنين فى أكتوبر بتغيير محال إقامتهم مع استمرار عملهم فى أقسام شرطة أكتوبر، بعد حادث تصفية قيادات الإخوان فى أكتوبر، وفى كل الأحوال، فإن المعلومات الواردة عن ضباط الشرطة تفيد بتغيير أماكن إقامة الكثير من الضباط، وأن الداخلية تعمل حالياً بتقنية كشف التزامن لمعرفة هوية أصحاب الخطوط وأجهزة المحمول المجهولة عن طريق إرسال شبكة المحمول فى إشارة إلى الخط المستهدف التحرى عنه (حتى لو خط data)، ثم متابعة الشبكة للخطوط والموبايلات التى تلقت الإشارة نفسها فى المكان والزمان نفسهما، كما أشارت المصادر إلى أن بعض أبراج الكهرباء والشبكات اللاسلكية فى المدن الجديدة مجهّزة على شكل نخل صناعى ومعلق أعلاها الأجهزة الإلكترونية، وليس فى صورة أبراج حديدية.
ورصدت نشرة رقم «8» فى «أغسطس 2015» التعاون العسكرى بين الجيش وقوات حفتر الليبية، مضيفة: «لذلك يُرجى رفع مستوى التنسيق مع المقاومات الليبية، ودعم النظام العسكرى فى مصر ليس جوهره فقط محاربة التيارات الإسلامية فى ليبيا، سواء كانت وسطية أو متطرّفة، لكن الغرض الأكبر منها قطع التواصل بين القوى الجهادية المتعاونة مع الإخوان وبين المقاومة المصرية، ليتمكن من ضرب الظهير الغربى للمقاومة، كما تمكن من ضرب الظهير الشرقى مع كتائب القسام».
وأشارت النشرة إلى أن الشركة «آندرويد» المنتجة لنظام تشغيل الموبايلات الحديثة، تتيح المعلومات للأجهزة الأمنية فى الدول العربية، بخلاف شركة «آيفون»، التى تعتمد على نظام تشغل «ios»، وأن قابلية النظام الأخير للاختراق أقل كثيراً من الآندرويد، إن لم تكن منعدمة، لذا يُنصح باستخدامه.
وقالت المصادر إن هناك كاميرات متطورة تعمل بنظام الـ«واى فاى»، وتبث تصويرها مباشرة عبر أى بريد إلكترونى يتم ربطه بسيريال الكاميرا.
وتابعت: «من المؤكد انضمام بعض أفراد تأمين فعاليات الحراك الثورى من منطقتى فيصل والهرم، إلى تنظيم الدولة، وبالفعل سافر بعضهم إلى سيناء للانضمام إلى فرعه هناك، وفى شهرى يوليو وأغسطس، تم توجيه ضربات أمنية لخلايا «التنظيم» التى كانت تتهيّأ للعمل فى وادى النيل، بعيداً عن مجموعة سيناء وهذه الضربات أربكت حسابات ومخطط «التنظيم» فى القاهرة بشكل قوى، وأن الأمن الوطنى فى أكتوبر يتواصل مع مكاتب السمسرة والعقارات والموبيليا، وحتى مع البوابين من أجل الحصول على بيانات ومعلومات خاصة بأفراد الصف والمقاومة فى نطاق أكتوبر وزايد، لذلك يُرجى توخى الحذر».