أبو نضارة.. إنجازات لا ترى بالعين المجردة
يسير الرجل على مهل متكئا على ذراع ولده، فأعوامه السبعين تُعجز عينيه عن الرؤية، لكن الأمل فى عودة نور العينين عاوده من جديد، بفضل حزب انتخبه وجماعة دعمها ورئيس أهداه صوته فأعطوه «نضارة» مكافأة له ودعما لما بقى له من نعم ربانية لتساعده على رؤية الإنجازات والمعجزات التى نجحت الجماعة فى تحقيقها حيث لا ترى بالعين المجردة وتحتاج إلى ميكروسكوب أو نضارة معظمة.
«اللى يعيش ياما يشوف واللى يلبس نضارة الإخوان ما يشوفش خالص».. مثل شعبى أطلقه «عم مهاود» فى كل مرة يذهب فيها إلى مقر حزب الحرية والعدالة، أولها كان قبل انتخابات البرلمان، وجد الزيت والسكر فى انتظاره وبعد انتظار طال لساعات فوجئ بولده يدخل عليه بتذكرتين للسيرك القومى وموعد أتوبيس الحزب للقيام برحلة السيرك «أصلنا هنبنى مصر من هناك يا حاج». «مهاود» خرج ذات صباح ليشترى العيش والفول كما اعتاد ففوجئ بما سمعه «ليك 3 أرغفة بس يا حاج» رد مذهولا: دول للفطار يعنى وارجع تانى وقت الغدا؟» فردوا عليه: لا يا حاج ده لليوم كله»، فى طريق عودته لمنزله تعثر فى «بالوعة مجارى» سرق غطاؤها منذ عامين وتركت مفتوحة، ساعده شباب الحى الشعبى «قوم يا والدى»،
فرد: تسلم يا بنى أصل أنا نظرى على قدى،
فردوا: عدى علينا فى مقر الحزب بنفرق نضارات.
رد: حزب إيه ده؟
ردوا: الحرية والعدالة، الإخوان يعنى يا أبويا.
صمت «مهاود» ثم تمتم: «كمان هتلبسونا نضارات نشوف بيها اللى على مزاجكم؟!
سألوه: بتقول حاجة يا حاج؟
رد: لا يا بنى باقول إن شاء الله، بس متأكد إنى هاشوف بيها كويس؟
ردوا: طبعا يا حاج هو إحنا عمرنا عملنا حاجة وطلعت غلط.
فرد: والله يا بنى ما أنا عارف بس يمكن لما ألبس النضارة أقول لك أعرف.