والدة ضحية «نمر العياط»: عايزة حق بنتى من الظالم اللى اتسبب فى قتلها
أم وجدة الطفلة القتيلة
أصيبت أسرة الطفلة «أمانى» ضحية «نمر العياط» بصدمة وحزن شديدين من هول المفاجأة، فداخل منزل بسيط تجلس والدة الطفلة وبجانبها نساء قريتها يتشحن بالسواد لمواساتها، دموعها لا تتوقف طوال حديثها لـ«الوطن» وهى تقول «عايزة حق بنتى من الظالم اللى اتسبب فى موتها، أمانى كانت زى الوردة راحت هدر الظلم والبلطجة، كانت عندى قبل الحادثة بساعة إلا ربع عدت عليا وهى راجعة من مدرستها وكانت لابسة المريلة وقلت لها تقعد تتغدى معايا، لكنها قالتلى هروح يا ماما أغير هدومى وأرجع تانى بس راحت ومارجعت، ماكنتش أعرف أن دى آخر مرة هشوفها فيها».
الأهالى يصرخون من ظلم مالك مزرعة الحيوانات المفترسة: لفق لنا قضايا وحبس أبرياء.. وعايشين فى رعب.. والأطفال رفضوا الذهاب للمدارس بعد الحادث
أضافت والدة الضحية «بعد ما سابتنى راحت لبيت والدها، وفوجئت بعدها بطفل جاى يقول لى الحقى بنت أختك ماتت، ماكانش يعرف أنها بنتى وأول فرحتى ونور عينى، أمانى كانت حنينة عليا أوى بالرغم أنى منفصلة عن والدها وهى عايشة معاه، لكن كانت كل يوم تعدى تسلم عليا وتقعد معايا، كانت أقرب واحدة ليا فى الدنيا راحت وأخدت روحى معاها، حسبى الله ونعم الوكيل أنا عايزة حقها علشان تبرد نارى».
وتقول جدة الضحية وهى تبكى «منه لله، يا رب يجرحه زى ما جرحنا ويكسر قلبه زى ما كسرنا، بسببه راحت مننا عروسة البيت راحت زينة البنات إحنا طالبين عدل ربنا وحق بنتنا».
وتتحدث خالة الضحية عن تفاصيل الحادث قائلة إن أمانى كانت بصحبة والدها فى إحدى الجناين المجاورة للمزرعة، وكل من شاهدها قبل الواقعة قال إنها كانت تلعب فى التوك توك فى قمة سعادتها وفرحتها فلم تكن تعرف هذه البريئة أنها ذاهبة بقدمها إلى نهايتها.
بعدما تركنا منزل الأم التقينا بعدد من الجيران الذين اتهموا «عمرو سعد» مالك المزرعة بتلفيق القضايا لهم، وأن جميع أهالى قرية «أبوحميد» يخشى ظلمه وبطشه، وقال سيد عبدالله سيد خليل، ٤٥ سنة، نجار مسلح «لم نعرف أن مزرعة عمرو سعد تربى داخلها الحيوانات المفترسة إلا عندما حدثت الواقعة الأولى فى عام ٢٠١١، حيث هرب من المزرعة 3 ضباع، وكانت سبباً فى ذعر وخوف كبير عانى منه الأهالى بالقرية وقتها، إلى أن تمكنا من قتل اثنين منها وأمسكنا بالثالث، وقتها توجه بعض الأهالى وأنا منهم إلى وزارة البيئة وتقدمنا بشكوى وطلب باستبعاد المزرعة عن المنطقة التى نعيش بها لخطورتها علينا، إلى أنه علم بالشكوى فقام بنقل الحيوانات قبل أن تأتى لجنة الفحص من الوزارة، وبالتالى لم يجدوا أى شىء ثم عادت الحيوانات مرة أخرى لمكانها».
وأضاف أن صاحب المزرعة وقتها دبر للانتقام من كل شخص قام بالتوقيع فى الشكوى، فلفق لنا قضية سرقة «مكنة رى» من مزرعته، ويعلم الله أن سمعتنا فى السماء والكل يشهد باحترامنا، وكَّلنا محامياً للدفاع عنا لكنه كان دائماً يقدم الورق والمستندات التى تبرئنا ولا نعرف أين ذهبت، كما أن الشاهد الوحيد الذى استشهد به عمرو أمام المحكمة شهد لصالحنا وقال «إن المتهمين من أشرف وأحسن الناس بالقرية كلها، وإن عمرو طلب منه حل المكنة وبيعها قبل أن يلفق لنا قضية سرقتها، لكن ومع ذلك حكم فى القضية التى استغرقت ٧ جلسات بسنتين ونصف على ستة رجال هم سيد عبدالله وشقيقاه رمضان عبدالله ونادى أحمد إسماعيل وشقيقاه كمال ورجب وأخيراً ضرغام حامد، والسبب الاتهام ظلماً فى مكنة ثمنها 3 آلاف جنيه، ولم يكتف بهذا بل لفق لنا قضية سرقة أخرى وزور ضدنا أوراقاً، وعندما رفعنا ضده قضية تزوير لم يعتد بها وتوقفت لحين إعلانه، وإحنا مانعرفش يعنى إيه لحين إعلانه دى، يعنى كل القضايا اللى هو رفعها أخدنا فيها أحكام لكن القضايا اللى ضده واقفة لحين إعلانه، وبالفعل تم القبض على أحمد إسماعيل وهو الآن يقضى فترة عقوبته بالسجن على جريمة لم يرتكبها لكن السبب الحقيقى هو الشكوى الذى شارك فى تقديمها ضد عمرو سعد ومزرعته، أما بقية الصادر فى حقهم أحكام ومنهم أنا نعيش كالمشردين بعيداً عن منازلنا، وسبق أن تقدمنا بتظلمات فى مكتب النائب العام لكن لا حياة لمن تنادى، فلم نجد أى رد، وهو مستمر فى ظلمه للأهالى كل يوم والتانى يدعى على أحد ويظلم آخر، لدرجة أن الأهالى بالقرية يخشونه ولا يذهبون للشهادة فى أى قضية وعندما تسألهم لماذا؟ يردون: إحنا مش قد عمرو سعد لو شهدنا فى المحكمة هيحبسنا».
واختتم «نرجو من الدولة أن تنظر لنا بعين الاعتبار، فالأطفال هنا يعيشون فى الرعب ويرفضون الذهاب للمدرسة والنساء طلبن من أزواجهن ترك المنطقة والذهاب للعيش بأى مكان آخر حتى أصحاب الأراضى الزراعية من المفترض أن ميعاد حصاد الزرع قد حضر، لكنهم لم يحصدوه حتى الآن خوفاً من الذهاب للغيط، لأنه حتى الآن هناك نمر آخر ما زال هارباً لأن ثلاثة نمور كانت قد هربت منه خلال الشهر الماضى، واحد منها تم العثور عليه بمصنع طوب وقتل والنمر الثانى صاحب الواقعة والأخير الهارب».
واختتم «مطالبنا تتلخص فى فتح التحقيق مجدداً فى القضايا التى لفقها رجل الأعمال للأبرياء من أهل القرية وتولية حاكم عادل فيها، والمطلب الأهم هو أن يذهب عمرو سعد بعيداً عن كفر حميد بحيواناته المفترسة ويتركنا نعيش بأمان».
من جانبه قال سامى حامد، ٤٥ سنة، عامل بمزرعة دواجن، أحد العاملين مع رجل الأعمال وأحد الذين ظلمهم أيضاً: «ضرغام» شقيقى عمل مع «عمرو» ١٧ سنة كاملة، وكانت مهمته إطعام هذه الحيوانات والاعتناء بها وسافر معه بلداناً كثيرة كجنوب أفريقيا والسودان والأردن وسوريا، وكانت مهمته فى السفر هى الاصطياد من الغابات هناك، وكان رجل الأعمال يدخل هذه الحيوانات إلى البلد بطرقه الخاصة عن طريق الطيران، لكن ومع مرور الوقت ضاق الحال بشقيقى فطلب منه رفع راتبه فرفض فى البداية ثم وافق وأعطاه ١٢٠٠ جنيه بالشهر وفى المقابل ضيق عليه الخناق أكثر، كما تعرض خلال فترة عمله لعدة إصابات، حيث قامت عِرسة بلدغه ومرة أخرى بالسودان وثالثة بالأردن قام نمر بعضه فى بطنه، ونتيجة كل ذلك قام أخى بترك العمل، فاتصل بى رجل الأعمال وقال لى نصاً «أخوك يرجع الشغل يا هحبسه»، فقلت له «إزاى يعنى؟» قالى «زى ما بقولك كده»، وبالفعل لفق له بعد ذلك قضية سرقة خروف من المزرعة بالرغم من أن الكاميرات التقطت المتهمين لكنه وضع اسم أخى فى المحضر انتقاماً منه على تركه العمل معه، وحدث بالفعل ونفذ تهديده وألقى القبض على شقيقى بالرغم أن المتهمين الحقيقيين لم يقربهم أحد، وصدر حكم بالحبس عام ضد ضرغام.
وتابع: بعد حبس شقيقى ٦ أشهر تم إيقاف تنفيذ الحكم بعد شهادة أحد الشهود الذى أكد أن «ضرغام» لم يسرق فظل وراء النقض ورفع علينا «حق مدنى» ٥٠ ألف جنيه، وهددنى وشقيق زوجتى بالحبس إذا لم نسدد له المبلغ، وتساءل «كيف لى أن أدفع ٥٠ ألف جنيه وأنا رجل فقير أعمل عاملاً فى مزرعة باليومية مقابل ٥٠ جنيهاً؟»، وبالفعل نفذ ما هدد به للمرة الثانية ورفع ضدى قضية شهادة زور بأننى قد شهدت زوراً فى قضية السرقة الخاصة بأخى وآخر جلساتها كانت ٢٧ سبتمبر الماضى تم تأجيلها للأول من أكتوبر.
واسترسل «لم يكتف عمرو سعد عند هذا الحد فبعد خروج شقيقى من الحبس وضع اسمه فى القضية التى لفقها ظلماً للأهالى بسرقة مكنة رى وصدر ضده فعلياً حكم بالحبس سنتين ونصف فى هذه القضية». واختتم «إحنا بصراحة مش عارفين مين وراه ومين بيساعده، إحنا تعبنا من الظلم وبنطالب مكتب النائب العام بفتح تحقيق جديد فى جميع القضايا الملفقة للناس الأبرياء، إحنا مش طالبين غير العدل».
واستكمل الحديث واحد من الأهالى ويدعى هانى نادى عيسى، حيث قال «عمرو سعد ليه علاقات كتير فى كل مكان ودايماً بيهدد الأهالى بمعارفه، وتانى يوم الواقعة الصبح حضرت سيارة تابعة لوزارة الزراعة لنقل الحيوانات لكن الأهالى اعترضوا طريقها ومنعوها، حتى تأتى الأجهزة الأمنية وتحرر محاضر رسمية بكل شىء».
والتقت «الوطن» بالطفلة هدير محمد، صديقة الضحية بالمدرسة، حيث قالت إنها كانت بصحبة أمانى فى نفس يوم الحادثة بالمدرسة ولعبتا معاً، وأضافت أن «أمانى» كان مستواها الدراسى متميزاً وأخلاقها طيبة ومحبوبة من الجميع، وأن بعد وفاتها بيوم فى المدرسة بكى كل زملائها وكانوا فى شدة الحزن عليها، والمدرسة طلبت منهم قراءة الفاتحة على روحها وعدم البكاء عليها، وأن «أمانى» كانت تذهب لحفظ القرآن الكريم يومياً.