صابر الرباعى: الغناء الآن مهمة وطنية
«المَغَنى حياة الروح».. عبارة قالها بيرم التونسى، وتغنت بها كوكب الشرق «أم كلثوم»، فهل بات لها معنى فى زمن الدم والثورة؟ حول هذا المعنى وإشكاليات كثيرة دار الحوار مع المطرب التونسى صابر الرباعى، الذى لا خلاف أن للحوار معه أسبابا كثيرة، فى مقدمتها أنه ابن تونس التى خرجت من أرضها الشرارة الأولى للربيع العربى، وثانيا لأنه يمتلك رؤية فى الحكم على الأشياء، وثالثاً لأنه فنان مهموم بالواقع العربى، ولديه رصيد كبير فى قلوب الجماهير.
* بداية كيف تقرأ تفاصيل الربيع العربى؟ وإلى أى مدى ساهم فى يقظة الشعوب العربية؟
- أنا فخور لأننى من تونس التى خرج منها الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابى، الذى قال: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر»، من وطنى خرج الربيع العربى، ولكنى ما زلت خائفا على تونس ومصر، وعالمنا العربى من المحيط إلى الخليج، وأخاف من المؤامرات الخارجية وأتمنى أن نعبر إلى بر الأمان بسلام.
* يرى كثير من الناس أن صعود الإسلاميين فى تونس ومصر «فأل شؤم» فهل تتفق أم تختلف مع هذا الرأى؟
- بكل تأكيد أختلف، ولكن يجب على التيار الإسلامى أن يدرك أن الأوطان ملك للجميع، وليست حكرا على فصيل سياسى واحد، فدائما الانفراد بالسلطة يسبب كوارث، ورغم ارتباك المشهد فى تونس ومصر، فإننى ما زلت متفائلا، وأنتظر قدوم الخير.
* هل للغناء قيمة فى زمن الدم والثورة؟
- الغناء له قيمة طوال الوقت، فالغناء يحرك المشاعر ويلهب الوجدان، ولا تنس أن الجيوش تلجأ للغناء لإثارة حماس الجنود فى المعارك، ونحن فى عالمنا العربى نتنفس طربا ولو عدت إلى الماضى سوف تكتشف أن هناك مطربين ساهموا بشكل إيجابى فى حل الأزمات السياسية مثل «أم كلثوم» التى غنت من أجل جمع أموال للمجهود الحربى، وعبدالحليم حافظ الذى أصبح مطرب الثورة فى وقت ما، لذا أرى أننا فى حاجة ماسة للغناء الآن.[Quote_2]
* هل كساد سوق الكاسيت هو الذى دفعك للمشاركة فى برنامج «ذا فويس»؟
- إطلاقاً.. فلم أتوجه للمشاركة فى البرنامج بسبب كساد سوق الكاسيت، فقد درست الخطوة جيداً واكتشفت أنها شديدة القرب من نفسى، لأنى أحب روح المنافسة واكتشاف المواهب الجديدة، لكنى فى ذات الوقت كنت أدرك أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، إما أن ترفع رصيدى عند الجمهور، وإما أن تسحب منه لأن التاريخ لا يرحم.
* ماذا عن علاقتك بكاظم الساهر وعاصى الحلانى وشيرين عبدالوهاب؟
- نحن لم نكن على معرفة وثيقة ببعضنا قبل البرنامج، عدا علاقتى بعاصى الحلانى الذى تجمعنى به صداقة من قبل، والبرنامج خلق علاقة صداقة بينى وبين كاظم الساهر وشيرين، وجمعتنا علاقة مباشرة كالتى رأيتموها على الهواء، من ضحكٍ ومزاح وأحاديث مشتركة، والبرنامج قرّبنا من بعضنا أكثر وجعلنا أصدقاء نلتقى بشكل أسبوعى.[Quote_1]
* كيف كان شعورك قبل بدء التصوير وبعده؟
- كنت متوترا جدا قبل بدء تصوير أول حلقة، واستعددت جدا من النواحى النفسية والفكرية، لكن بعد بدء التصوير نسيت أن هناك كاميرات تصورنا لأننى متعود عليها، وشعرت أنى أجلس مع زملائى فى الصالون نمزح ونضحك، وكانت تصرفاتى تلقائية.
* فوجئ المشاهدون بشخصيتك المرحة والعفوية فى البرنامج فهل تفكر فى التمثيل بعد أن أعجب الناس بحضورك فى البرنامج؟
- لا أفكر فى التمثيل نهائياً، والعفوية وخفة الظل لا يمكن اصطناعها، وأنا بطبعى أحب الهزار، ربما الوقوف على خشبة المسرح، أو فى فيديو كليب يظهرنى كشخص رسمى، لكنى فى حياتى العادية مرح، ومثل أى إنسان عادى.
* هل كانت إدارة «إم بى سى» تفرض عليكم اختيار المشترك الفائز أم أن المدربين كانوا هم أصحاب القرار الحقيقى؟
- القناة لم تفرض علينا أى مشترك، وكل واحد منا كانت له حرية الاختيار دون أى تدخل من أحد، فهذه مسئوليتنا أمام الجمهور والمشاهدين، ولا يمكن أن نضع مصداقيتنا على المحك.
* ظهر عليك فى البرنامج التردد أثناء اختيار فريقك.. فهل أنت متردد بطبعك؟
- بالنسبة للبرنامج هذا الأمر طبيعى، وفى البرنامج مواهب جديرة بالاحترام تمتلك إمكانات فنية رائعة، ولكن فى النهاية لا بد من اختيار فائز.
* هل صحيح أنك كنت ستنسحب لاتهامك بالعنصرية، بسبب اختيارك بنت بلدك لمياء جمال، بدلا من اللبنانى كريستيان؟
- أى برنامج ترفيهى فنى قد أنسحب منه إذا مس شخصيتى أو وطنيتى أو انتمائى وحبى للبلد الذى احتضننى، وهو «لبنان» وطنى الثانى، وحبى للبنان ليس مجرد اختيار صوت أو تفضيل صوت على آخر، فهذا أمر ممنوع الاقتراب منه، وهذه لعبة، ويجب أن نقبل بقواعد اللعبة، وأن نتحلى بالروح الرياضية، واختيارى لـ«لمياء» كان بسبب غنائها بلغتين إحداهما أجنبية، والثانية عربية، وهى موهبة رائعة ومتميزة.
* كمطرب تمثل دائما عنوان الطرب هل باعتقادك أن الطرب ما زال موجودا بالرغم من أن السوق الحالية يعتمد على الأغانى السريعة؟
- يجب على الصوت أن يكون متنوعاً، ويغنى كل الأنماط، وأعتقد أن الذوق العام سليم، أما الأغانى التى انتشرت مؤخرا وأفسدت المناخ الفنى فأعتقد أنها انتهت.
* تستعد لطرح ألبوم خليجى كامل فما سبب اتجاهك للغناء باللهجة الخليجية وهل تبحث عن أسواق جديدة بعد كساد النشاط الفنى فى مصر وتونس بسبب الأحداث السياسية؟
- هذه ليست المرة الأولى التى أغنى فيها بالخليجى، حيث قدمت أكثر من أغنية خليجية فى ألبوماتى السابقة، وأنا لا أفكر فى الغناء باللهجة الخليجية بهذا المنطق، أولا لأنى أجيد اللهجة الخليجية جيدا، ودائما ما يطلب منى جمهورى فى الخليج أن أغنى لهم بلهجتهم، وأنا كمطرب عربى أستطيع أن أغنى بأكثر من لهجة، ويجب علىَّ أن أرضى كل جمهورى فى الوطن العربى.
* بعد أن تناقلت وسائل الإعلام خبر خطوبتك متى تدخل القفص الذهبى مرة ثانية؟
- أعيش قصة حب الآن، وأستعد للزواج قريبا، ولكنى لن أقيم حفل زفاف كبيرا، وسوف نكتفى بحفل عشاء كبير لأنى أب، ولا يليق بى أن أقيم حفل زفاف جديدا.