«الوطن» تنفرد بمذكرة ومستندات أول طعن لاستبعاد الأنبا بيشوى من الترشح للكرسى البابوى
حصلت «الوطن» على مستندات أول طعن مقدم للأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا، لاستبعاد الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس، وأسقف دمياط وكفر الشيخ وبرارى بلقاس، من الترشح للكرسى البابوى، وكشفت مذكرة تقدمت بها «حركة الكرسى المرقسى» التى أسسها «روبير الفارس»، الكاتب والناشط القبطى وعدد من الحركات القبطية لعلمانيى الكنيسة، وجود مستندات رسمية تتناول إسلام شقيقة الأنبا بيشوى، إضافة إلى استغلال منصبه كسكرتير للمجمع المقدس وإشرافه على 4 إبراشيات، تشكل كتلة تصويتية تشارك فى الانتخابات البابوية، ما يهدد بتكافؤ الفرص بين المرشحين للكرسى المرقسى، كما استغل منصبه وقام بدفن والدته بدير القديسة دميانة الأثرى للراهبات، كما تتهمه المذكرة بأنه خالف قوانين الرهبنة لتعظيم ذاته، وترشحه مخالف لقوانين المجامع المسيحية، وقالت إنه منح الباحثين فى الكلية الإكليريكية درجة الدكتوراه دون أن يكون حاصلا على شهادة لاهوتية.
وكشف روبير الفارس، فى مذكرته للأنبا باخوميوس، وأعضاء لجنة الانتخابات البابوية، ومن لهم حق التصويت، عن أن لجنة ترشيحات الكرسى البابوى التى يرأسها الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، تنوى استبعاد الأنبا بيشوى من قائمة المرشحين لمنصب البابا 118، إلا أنها تخاف من رد فعل بيشوى الملقب بـ«الأسقف الحديدى»، ويحتل العديد من المناصب فى الكنيسة، ما يمكن أن يؤدى إلى اضطرابات. خصوصاً أنه —بحسب المذكرة- مشرف على دير للراهبات، و4 إبراشيات، ويحظى بتأييد قناة «مارمرقس» وجميع رجال الكنيسة يخشون رد فعله المتهور.
وطلب خطاب مرفق بالمذكرة، التحقيق فى صحة المعلومات الواردة بالمذكرة، والتأكد من صحة المستندات المرفقة معه، عبارة عن مستندات رسمية لشهادتى ميلاد الأنبا بيشوى وشقيقته «كارمن» إضافة إلى وثيقة زواجها، وشهادة ميلاد زوجها وابنتها «عبير»، وأكد الخطاب أنه لا توجد عداوة شخصية بين تلك الحركات القبطية والأنبا بيشوى، لكن هناك حاجزا نفسيا تراكم على مر السنين نتيجة لتصرفات وأقوال صادرة عن الأخير، أثارت ضيق وضجر الأقباط، وهو ما يظهر بوضوح فى كثرة ما يجرى تداوله من أوراق تخص شقيقة الأنبا بيشوى، تشير إلى أنها أشهرت إسلامها وفقاً لصورة قيد زواجها التى تحمل رقم 01537000، والصادرة بتاريخ 4 يونيو 1970، وجهة الإصدار قصر النيل، وتكشف أنها تزوجت من مسلم يدعى «سيد مصطفى سيد جامع»، كما تشير أقوال أخرى إلى أنها تزوجت وظلت مسيحية، وفقاً لشهادة قيد وميلاد ابنتها «عبير»، وتحمل رقم 3543، وصدرت بتاريخ 3 نوفمبر 1971.
وقال مقدمو المذكرة المرفق معها صور لتلك الوثائق الرسمية، إنهم لا يعرفون مدى صدقها أو كذبها، وهل حقاً أسلمت أخت الأسقف، «كارمن إسكندر نيقولا» أم لا، مطالبين لجنة الانتخابات البابوية بفحصها، وإعلان نتيجتها على الرأى العام القبطى بكل شفافية.
مذكرة الطعن لم تستند فى مطالبها باستبعاد الأنبا بيشوى من الترشح للكرسى المرقسى، على قضية إسلام شقيقته فقط، وإنما قالت إن ترشحه يخالف كل قوانين المجامع المسيحية، ومنها قوانين رسل المسيح رقم 15، ومجمع نيقية، والقسطنينة، وقوانين قرطاجن التى تمنع التشهير برجال الدين، وهو الأمر الذى خالفه بيشوى بإعلانه شلح الكهنة فى الصحف.
وأضافت المذكرة أن بيشوى يعانى «حالة قصوى من تمجيد الذات»، وأنه أصدر كتاباً عن نفسه بعنوان «25 شمعة مضيئة»، احتوى على قصائد تمدح شخصه، وهو ما يخالف أيضاً قانون الرهبنة، فى إنكار الذات، ولفتت إلى أنه لم يحصل على أى شهادة لاهوتية، ومع ذلك سمح لنفسه بمناقشة الباحثين بالكلية الإكليريكية، ومنح شهادات الدكتوراه، على الرغم من أن فاقد الشىء لا يعطيه، وذكرت أنه أصدر مجلة بعنوان بين «الحقيقة والبرهان» وضع عليها شعار مجلة الكرازة، وفى كل عدد منها نشر لنفسه أكثر من 20 صورة، ما يؤكد عشقه لذاته، ووقوعه فيما يعرف فى الرهبنة، بـ«المجد الباطل»، خصوصاً أنه كان رئيساً لتحرير مجلة صنعها لذاته المتضخمة -حسب المذكرة-.
وتطرقت مذكرة الطعن على ترشح بيشوى، إلى أنه أثناء إشرافه على دير القديسة دميانة الأثرى للراهبات فى بلقاس، دفن والدته «مارى إسكندر» بالدير، الذى قالت المذكرة، إنه تحول إلى عزبة، ومدفن خاص للأنبا «بيشوى»، كما أشارت إلى أن الأنبا يمثل حالة فريدة، لأنه وهو رجل، تولى رئاسة دير للراهبات، وهو أمر تفرد به «بيشوى»، وحول قبر والدته إلى مزار يرتاده رجال الدين المسيحى، وأصدر عن مطرانية دمياط والدير كتاباً عن حياتها بعنوان «لمسه وفاء» يقع فى 143 صفحة، حتى يضفى على والدته القداسة.
إلى هنا انتهى نص المذكرة.. إلا أن المستندات المرفقة معها -وحصلت «الوطن» على نسخة منها- تظهر تضارباً يشكك فى مصداقيتها، فشهادة ميلاد الأنبا بيشوى المرفقة مع المذكرة، وتحمل رقم قومى «24207191200114»، وتوضح أن تاريخ ميلاده 19 يوليو 1942، تحمل اسمه الكنسى لا العلمانى، تظهر فيها أخطاء فى اسم الأم والأب، ما يشكك فى مصداقيتها، كما أن هناك اختلافاً فى بيانات محل الميلاد بين شهادة «بيشوى»، وشهادة شقيقته «كارمن»، التى تحمل رقم قومى «23605040100403»، فالأولى تشير إلى أن «بيشوى» ولد فى المنصورة بمحافظة الدقهلية، والثانية تشير إلى أن «كارمن» مواليد السيدة زينب فى القاهرة،
ويوجد تضارب آخر، فى وثيقة زواج «كارمن» من «سيد مصطفى سيد جامع» الصادرة بتاريخ 4 يونيو 1970، من قسم قصر النيل، وبين شهادة ميلاد ابنتها، فخانة الديانة فى الأولى تشير إلى أن «كارمن» مسلمة، فى حين أنها مسجلة فى شهادة ميلاد ابنتها «عبير سيد مصطفى سيد جامع» التى تحمل رقم «27110142101647» على أنها مسيحية.
الأمر الثالث الذى يدعو للتشكيك فى المستندات هو اختلاف تاريخ ميلاد شقيقة الأنبا بيشوى المدون فى شهادة ميلادها عنه فى وثيقة زواجها، فالأولى تشير إلى أنها من مواليد 4 مايو 1936، فى حين أنها فى الثانية، من مواليد 1 يوليو 1936، وبالنسبة لزوجها، فإن التاريخ المدون فى شهادة ميلاده هو 18 مارس 1926، ويختلف اليوم والشهر فى وثيقة الزواج إلى 1 يوليو من نفس السنة.