«الجبالى».. ومعركة «غزو القضاء»
صعدت على أدراج العدالة لتنصّب كأول قاضية مصرية فى عام 2003، بعد صدور قرار جمهورى يقضى بتعيينها ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا، رأس السلطة القضائية.. إنها المستشارة تهانى محمد الجبالى، التى باتت رمزاً للحركة النسائية المصرية، واسماً مميزاً على جدران صرح العدالة، قبل أن تسقط كضحية فى معركة «غزو القضاء»، كبرى معارك «العصر الإخوانى» بمصر، إثر إقصائها من «الدستورية» بتمرير مادة فى «دستور الغريانى»، اعتبرها البعض سهماً موجهاً ناحية «المرأة الحديدية» عن قصدٍ وعمد.
حصلت «الجبالى» على عضوية المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، لتصبح أول سيدة مصرية وعربية تنتخب فى هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه فى عام 1944م، وبعدها تولت رئاسة «لجنة المرأة» فى الاتحاد نفسه، ورئاسة لجنة «مناهضة العنصرية والصهيونية»،كما عملت عضواً بمجلس أمناء المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، وخبيراً قانونياً فى منظمة الأمم المتحدة، ومحكما تجارياً دولياً، ومحاضراً فى المعهد العربى لحقوق الإنسان فى تونس، إضافة إلى عضويتها السابقة باللجنة التشريعية والسياسية فى المجلس القومى للمرأة.
المشوار القضائى الحافل لـ«المرأة الحديدية»، لم يجنبها «نيران الإخوان»، فلم تمر أيام قليلة بعد تنصيب الدكتور محمد مرسى، كرئيس للجمهورية، إلا واتجهت لها «عين القناصة» فى معركة «التنظيم» ضد «القضاء».. خرجت تهانى من المحكمة العليا، بعد نحو عشرة أعوام من العمل بها، لكن المعركة لم تنته بعد.. وجاءت أولى خطوات «المرأة الحديدية» عقب عزلها، بالتقدم بدعوى قضائية لإسقاط الدستور الذى وصفته بـ«الانتقامى والباطل»، قائلة: «تهديد سيادة القانون واستقلال القضاء هو أخطر شىء خلال اللحظة الحاسمة التى تمر بها مصر»، وأضافت متسائلة: «هل هؤلاء الناس يدركون ما يفعلون بالبلاد؟ لقد سالت دماء بسبب هذا الدستور».
وأكدت تهانى، التى طالما وجهت انتقاداتها لجماعات الإسلام السياسى عموماً، والإخوان على وجه الخصوص، أنها لم تتقدم بدعوى قضائية لإسقاط الدستور، بسبب ضرر شخصى، وإنما حفاظاً على دولة القانون، وأضافت: «الدستور قسّم الوطن، ودولة القانون فى مصر تتعرض لعدوان خطير منذ اعتلاء الإخوان الحكم».
در فى سمائك يا قضاء فإن يثر
بك عثير؛ فقراره فى لحده
من يبتغ الشمس المنيرة بالأذى: ترأف به
إن يرمك الشاكى بحقدٍ عنده؛
فاسلم، ولا تبلغك رمية حقده..
ولكن المعركة، ليست قضائية فحسب، وليست دفاعاً عن استقلال القضاء وسيادة القانون فقط، فتلك زاوية.. أما الزاوية الأخرى، فهى الدفاع عن مكتسبات المرأة، وحقوقها، ومواجهة صحراء الجمود التى لحقت بالبلاد.. هكذا ترى «المرأة الحديدية» وهى عازمة على الاستمرار، رافعة شعار: «لا تراجع ولا استسلام»، ولسان حالها يقول: «إن جردونى من عمامة القضاء، فما زال معى قميص المحاماة الأسود».. وتستمر المعركة بين المحامية، والتنظيم، وبينهما دستورٌ فى مهب الريح.
أخبار متعلقة:
الخروج الكبير للمرأة المصرية
الثورة نجحت بالمرأة.. والمرأة انهزمت بالثورة
«التلاوى».. امرأة ضد الإخوان
الإرهاب الجنسى.. سلاح تخويف الناشطات
«إيكونوميست»: المرأة المصرية تحتل المركز الأول عالمياً فى قائمة انحدار الفرص الاقتصادية
سميرة إبراهيم: لم أندم على تصريحاتى ضد إسرائيل.. و«تغور جائزة الشجاعة»
«باكينام الشرقاوى».. حامية «حمى الوالى»
أميمة كامل.. «أخت» من عهد «الوطنى»
نائبات برلمان الثورة.. صفر على الشمال