الإسكندرية: إغلاق 278 «سنتر».. والمحافظ يطلق مبادرة «خالية من الدروس الخصوصية»
خطة من المحافظة للقضاء نهائياً على الدروس الخصوصية
عاد «عفريت» الدروس الخصوصية ليطل برأسه من جديد على مختلف البيوت فى محافظة الإسكندرية مع بداية العام الدراسى، وسط أوضاع اقتصادية عصيبة تعانى منها العديد من الأسر، خاصة بعد ارتفاع سعر الحصة الواحدة إلى أكثر من 100 جنيه فى المتوسط، رغم قيام مديرية التربية والتعليم بشن عدد من الحملات، أسفرت عن إغلاق نحو 278 مركزاً للدروس الخصوصية.
100 جنيه للحصة.. ومجموعات تقوية مجانية للطلاب داخل المدارس للتصدى لـ«مافيا» استنزاف أولياء الأمور
ورغم هذه الحملات، بدأ عدد كبير من «السناتر» عمله قبل بداية العام الدراسى بنحو شهر، وبوتيرة متسارعة تضاعف عدد الطلاب فى هذه المراكز مع بداية الدراسة، ووصل سعر الحصة الواحدة فى اللغة العربية للمرحلة الإعدادية إلى 50 جنيهاً، وللغة الإنجليزية والرياضيات 60 جنيهاً، وللدراسات والعلوم 40 جنيهاً، بينما تراوح سعر الحصة للغة الإنجليزية «لغات» بين 100 و150 جنيهاً، وترتفع الأسعار فى المرحلة الثانوية بمقدار من 20 إلى 40 جنيهاً للحصة فى التعليم العادى واللغات.
وقال «طارق عزت»، أحد أولياء الأمور بمنطقة «محرم بك»، التابعة لإدارة وسط التعليمية بالإسكندرية، إن «أسعار الدروس الخصوصية أصبحت شبحاً يطارد الأهالى فى كل وقت، خاصة مع جشع وطمع المعلمين، ورفض وزارة التربية والتعليم مواجهتهم»، بينما أضافت «حنان فكرى» أن «التعليم أصبح أكبر بيزنس يتم المتاجرة فيه بالطلاب والأهالى، بدون أى رادع من الأجهزة المعنية»، فيما قالت «غادة الشيخ» إن «أول حاجة بتعملها فى أول يوم دراسى أن الطالب ياخد رقم المدرس بتاع الفصل علشان يحجز عنده درس خصوصى، فيه مدرسين بيكتبوا أرقامهم قبل الشرح، وبيهددوا الطلاب بأن اللى مش هيحجز هيكون راسب فى أعمال السنة»، وأضافت: «مراكز الدروس الخصوصية زى الفصل بالضبط، أكثر من 40 طالب فى الدرس، ومحدش من أولياء الأمور بيتكلم مع المدرس، خاصة لو كان مدرس الفصل».
وشنت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية عدة حملات استهدفت مراكز الدروس الخصوصية التى تنتشر فى أحياء المحافظة، مع بداية العام الدراسى الجديد، فى محاولة للقضاء على هذه الظاهرة ومحاربتها، وتمكنت الحملات، التى تم تنظيمها بالتعاون مع قوات الأمن، من غلق 278 مركزاً للدروس الخصوصية، التى يتم افتتاحها من قبل غير المتخصصين فى التعليم، وبدون أى تراخيص، وتحاول استغلال أولياء الأمور فى الدراسة وإعطاء الطلاب دروساً خصوصية.
وأكد وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، جمعة ذكرى، أن الحملات مستمرة لإغلاق أكبر عدد من هذه المراكز، والقضاء نهائياً على ظاهرة الدروس الخصوصية، وأضاف أن «المديرية تعمل فى جهتين، الأولى شن حملات على مراكز الدروس الخصوصية، والثانية إدخال مدارس جديدة وزيادة عدد الفصول وتوزيع المدرسين لسد العجز، بالإضافة إلى عمل مجموعات مجانية أو بأسعار رمزية، للمدرسين الأوائل فى المدارس، من أجل مضاعفة الشرح للتلاميذ، والرقابة من قبل مديرى الإدارات والتفتيش، من أجل التأكد من التزام كل مدرس بشرح المنهج المقرر على الطلاب».
وأكد أن هناك حملات مكثفة على الفصول والمدارس، من أجل التأكد من شرح المدرس للتلاميذ، مشيراً إلى أن «حملات غلق مراكز الدروس الخصوصية مستمرة، بالإضافة إلى حملات المتابعة، وعقد مجموعات دراسية من أجل محاربة هذه الظاهرة والقضاء على مافيا الدروس الخصوصية، التى تستنزف أولياء الأمور وتستغلهم، خاصة مع دخول غير المتخصصين».
ومن جانبه، أطلق محافظ الإسكندرية، اللواء رضا فرحات، مبادرة تحت شعار «محافظة بلا دروس خصوصية»، فى محاولة للقضاء على هذه الظاهرة داخل المدينة، ومحاربتها من قبل مديرية التربية والتعليم، وبدأ العديد من المدارس فى تفعيل المبادرة من خلال عقد مجموعات تقوية للطلاب بأسعار رمزية بعد انتهاء اليوم الدراسى.