«مسافر ليل».. مسرح الستينات يتحدث عن الحاضر
«إنك رجل طيب»، كانت تلك آخر الكلمات التى سمعها «المواطن» قبل أن يغرز «الحاكم» خنجراً فى العنق المائل فى مسرحية «مسافر ليل» لصلاح عبدالصبور.
«كتب النص عام 1969 ويعبر حتى الآن عن حاضرنا»، يقول لبيب عزت، مخرج العرض المسرحى الذى حاز 3 جوائز «أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل عرض» فى مهرجان المركز الفرنسى. «سلطة الدين وإلغاء وجود الإله والتحدث باسمه هو ما تفعله السلطة الحاكمة فى مصر فى الوقت الحالى، بس الإخوان مكشوفين من زمان»، يقول لبيب الذى يؤكد أن صلاح عبدالصبور كشف المتاجرين بالدين منذ زمان بعيد.
تدور أحداث المسرحية فى 40 دقيقة حول «مسافر» يمثل فى الحقيقة المواطن العادى، يركب قطاراً ليلاً متوجهاً إلى منزله، ليفاجأ بشخص يطلب إبراز التذكرة، «عامل التذاكر» الذى يمثل السلطة الحاكمة، يأخذ منه «الكمسرى» التذكرة ويأكلها ثم يعود ليطالبه مره أخرى بإبرازها، وعندها يطلب منه المواطن أن يأتى بـ«عشرى السلطة»، الذى يمثل سلطة الدين أو «الرئيس مرسى»، حسب لبيب، ليأتى له الرجل ويتهمه بـ«قتل الله» ليقوم فى نهاية الأمر بـ«القضاء عليه من أجل الوادى (الوطن)، ويخرج على الجماهير ويعرض عليهم جثته ويتهمه بـ«الشغب»، وهو ما يحدث فى الوقت الحالى، بحسب لبيب، الذى يؤكد أن السلطة تغتال الشباب فى الميادين وأمام الاتحادية ثم تتهمهم بـ«إثارة الشغب والبلطجة، وكأن التاريخ يعيد نفسه».
فريق العمل المسافر قريبا إلى فرنسا لعرض المسرحية فى «مهرجان أفينو» الفرنسى، يتمنون أن يدعم القائمون على الثقافة إبداع الشباب؛ «نفسى كل الناس فى مصر يشوفوا العرض، لأنه بيتكلم عن أحوالهم»، يقول لبيب الذى يؤكد أن «ميهمنيش أعرض بره المهم ولاد بلدى يشوفوا مسرح»، مؤكداً أن العرض «مرآة للتاريخ الذى يتكرر كل لحظة».