«محمد» طالع بمنظرين: طالب عبرى.. وبائع غزل بنات
«محمد» يبيع «غزل البنات»
«قطيعة.. محدش بياكلها بالساهل» يعلق المشهد فى ذاكرته، حين تابعه فى سياقه الدرامى، قبل أن تتحول الدراما إلى واقع، ويتحول محمد عبدالفتاح إلى أحد شخوص مسلسل «عائلة شلش»، وتحديداً «سحر» -الابنة التى حاربت طبقية أسرتها، وقررت العمل على عربة سندويتشات فى الجامعة للإنفاق على نفسها- لكن بفروق بسيطة، يأتى أهمها أن «محمد» ليس من الجيل الذى تربى على «عائلة شلش» وانبهر بها.
يبيعه أمام الجامعة من أجل الإنفاق على دراسته
موتوسيكل وفرته الأسرة لنجلها، طالب الآداب قسم عبرى، يوفر عليه مصروفات الانتقالات ويضمن له وصولاً سريعاً للمحاضرات، هذا ما ظنته الأسرة، استخدام آخر استطاع «محمد» أن يحققه بالموتوسيكل، فهو مخزن بضاعته البسيطة، من أكياس غزل البنات، التى يبيعها فى الإشارات وأمام الجامعة فى الوقت المتاح بين المحاضرات، لعل الجنيهات المتوفرة من عائده تعينه على مصروفات الدراسة، ليخرج الشاب عبئه من على كاهل أسرته، حتى لو كانت الأسرة رافضة لهذا الخروج ومتمسكة بالعبء ومعترضة على «البيع أمام الجامعة».
عام كامل مر على تجربة الشاب طالب الفرقة الثانية، درسها جيداً قبل البدء فيها، اختار غزل البنات كسلعة سهلة التحضير والتخزين، وسعرها يناسب الجميع، طلبة ومارة، يفخر بأن مكسبه الصافى يومياً قد يتجاوز 50 جنيهاً، يراه مبلغاً لا يحصل عليه الخريج ولا الموظف، لكنها فى الوقت نفسه لا تزيد لديه عن مجرد وسيلة بهدف الوصول لغاية أسمى وأرقى، لذا يتعمد «محمد» تقديم نفسه لكل زبائنه بأنه طالب آداب عبرى، وأن عمله هو جزء من مشروعه الأكبر لبناء نفسه بنفسه دون اعتماد على الأسرة. مظهره الراقى وابتسامته الدائمة تشجع الجميع على التعامل معه، لم يعتد الشاب بأى اعتراض وجه له فى البداية، سوى ما سماه «غضب الأسرة»، حاول بكل السبل شرح الأمر لهم، حتى تقبلوه بمرور الوقت.