المخرج محمد أمين: أرحب بـ«الفاشية» لو اهتمت بالعلماء «فبراير الأسود» كوميديا سوداء وفانتازيا ولا تحكموا عليه بالمنطق
فى رابع تجربة إخراجية له يقدم المخرج والمؤلف محمد أمين فيلمه المثير للجدل «فبراير الأسود» الذى اختار أن يناقش فيه فكرة الشعور بالأمان فى المجتمع والتقدير الغائب لأهل العلم وما يمكن أن ينتج عنه من غياب الانتماء، وأن يدفع بأبناء الوطن إلى التخلى عنه.
فى حواره مع «الوطن» يتحدث محمد أمين عن فكرة العمل ومراحل صناعته وظروف إنتاجه وأخيراً مشاريعه المقبلة.
* فى البداية أود أن أسالك عن اختيارك لفكرة العمل؟
- الفيلم يحكى عن أسرة مصرية من طبقة متوسطة يتصور أفرادها أنهم يعيشون فى أمان، ولكن تحدث حادثة ما تجعلهم يكتشفون وزنهم النسبى فى المجتمع، وكيف أنه أقل من فئات أخرى، فيقرر أفراد الأسرة أن يتخلوا عن الوطن الذى لا يعطيهم حقهم الحقيقى، ووضعهم الذى ينبغى أن يحصلوا عليه مقارنة بفئات أخرى، فى نوع من العتاب الغاضب الذى به شىء من المبالغة التى من الممكن أن تتحول إلى واقع بالفعل فى حالة تأزم الأمور أكثر من ذلك، وما زلت لا أخجل من القول بأن من لا يستطيع العيش فى الوطن تحت وطأة الضغوط الحالية فلا عتاب عليه إن سافر وترك بلده.
* وماذا عن مراحل كتابة الفيلم؟
- الفكرة خطرت لى قبل الثورة بحوالى سنة تقريباً، حيث لاحظت أن هناك فئات معينة من المجتمع هى التى تشعر بالأمان فقط، وارتبط ذلك بالنفوذ أو الثروة، بمعنى أن تكون مستشاراً أو ضابطاً برتبة كبيرة، أو صاحب ثروة، وما عدا ذلك لن تشعر بالأمان على الإطلاق، وكان السؤال المطروح هو ماذا ينتظر المجتمع من أكثر من 95% من أبنائه لا يشعرون بالأمان، كيف يتوقع أن ينجزوا تحت ضغوط الإحساس بالخطر وعدم الأمان، وإلى جانب هذه الفكرة أعتقد أن أى مجتمع لن يكتب له التقدم أبداً إلا بالاعتماد على العلم، ومن هنا أردت أن أقدم عملاً ينتصر للمنهج العلمى فى التفكير، طالما أن المجتمع بعد الثورة يسعى لوضع منطق جديد لإدارة حياته ومستقبله، باعتبار أن العلم هو طوق النجاة الحقيقى، وقد استغرقت ستة شهور فى كتابة السيناريو بدأت فى مارس 2011، ثم عرضته على المنتجة إسعاد يونس التى تحمست جداً للعمل وبدأت التحضير والتصوير له فى فبراير 2012.[Image_2]
* وما أصعب المشاهد التى تم تصويرها فى الفيلم؟
- بالتأكيد كان هناك العديد من المشاهد ولكن أصعبها كان مشهد الصحراء الذى تم تصويره فى طقس حار جداً، وكان لا بد من إنهائه رغم حالة الإنهاك والتعب التى عانى منها فريق العمل، وكذلك مشهد إنقاذ الكلاب للأسرة، ومشهد إقناع خالد صالح لأسرته بفكرة التخلى عن الوطن.
* البعض اتهم الفيلم بالمبالغة فى بعض الأحداث فكيف ترد على ذلك؟
- من بداية العمل هناك عقد بين المتفرج وصانع العمل يتم فيه توضيح طبيعة الفيلم ونوعية الدراما التى تقدم به، وبالنسبة لـ«فبراير الأسود» فهو ينتمى لنوعية الكوميديا السوداء والفانتازيا التى بها قدر من المبالغة المنطقية والمقبولة فى الإطار العام للفيلم، الذى لا ينتمى للحقيقة فى كثير من أحداثه، وبالتالى لا يمكن الحكم عليه بمعطيات المنطق والواقع.
* لماذا اخترت أن تترك النهاية مفتوحة؟
- أردت أن أطرح سؤالاً مباشراً وهو إلى أى طريق سنسير بعد الثورة المقبلة، هل فى طريق أهل العلم أم أصحاب الثروات أم الجنرالات، واخترت أن ينتهى الفيلم أثناء عقد قران ابنته الذى يتم إيقافه بسبب مستجدات الأحداث، وذلك رهاناً على مستقبل قد يحمل كثيراً من المتغيرات التى قد تجعلنا نعيش حياة أفضل.
* وهل ترى أن الرهان قد نجح خلال هذه الفترة التى نعيشها؟
- بالتأكيد لم يحدث هذا، فلم تتغير حتى الآن النظرة لأصحاب العلم، أو تكريمهم كما ينبغى، ونكون مخطئين لو اعتقدنا أن إقامة مدينة زويل للعلوم كافية لكى تجعل مصر مثل النرويج أو باقى الدول المتقدمة، فهذه مجرد خطوة لا تكفى، ولا أخجل من القول إننى أرحب بأى فاشية تضع العلماء فى المقدمة، لأن ذلك فى النهاية سيعود على الوطن بفوائد كثيرة.
* هل أنت راضٍ عن توقيت عرض الفيلم؟
- صناعة السينما فى هذه الأيام أصبحت تعانى كثيراً، وفكرة اختيار توقيت للعرض أصبحت مخاطرة كبيرة، ولا يمكن الرهان على أى توقيت فى ظل هذه الاضطرابات، ولكنى بشكل عام راضٍ عن توقيت العرض، وأتمنى أن يزداد الإقبال خلال الشهور المقبلة.