والدات شهداء بورسعيد: هديتنا الوحيدة في عيد الأم هي "القصاص"
يمر عيد الأم هذا العام حزينا على أمهات شهداء بورسعيد. الدموع لا تفارق عيونهن حزنا على أبنائهن الذين قتلوا في الأحداث الأخيرة، وكن ينتظرن أن يهديهن الرئيس في عيد الأم القصاص لأبنائهن الشهداء.
تقول أنصاف موسى، والدة الشهيد أسامة الشربيني آخر شهيد قتل بالرصاص بالقرب من قسم شرطة العرب في أحداث السبت الدامي: "هديتي في عيد الأم أن آخذ ثأري من قتلة ولدي، وأقول للرئيس محمد مرسي إننا كنا ننتظر منك القصاص لأبنائنا، فلا تبخل على أمهات قلبهن مفطور وخاف الله". وأضافت: "أقول لأم الشهيد محمد الجندي أنتِ أمنا كلنا، ونحن على استعداد للسفر ومشاركتك الاحتفال بعيد الأم".
وتسترجع أم الشهيد أسامة الزيات ذكرياتها مع ابنها في عيد الأم، فتؤكد أنه "كان يحتفل معي في المنزل لأني لا أحب الخروج في الضوضاء. هذا العام سأقضي اليوم في جمعية كفالة اليتيم، حيث عرفت بعد وفاته أنه كان يكفل بنتا وولدا في الجمعية، وسأحرص على كفالة هذين الطفلين، وسأقضى معهما عيد الأم".
وأكدت والدة الشهيد عبدالحليم مهنى أن ابنها "كان حريصا على شراء هدية عيد الأم قبل يوم 21 مارس بفترة، ويقدمها لي صباح العيد بعد أن يقبل يدي ويحتضنني. والغريب هذا العام أنه أعطى لشقيقته مبلغا ماليا وقال لها اشتري هدية قيمة لأمي، فإن كنت على قيد الحياة سأقدمها بنفسي، وأن لم يشأ الله فقدميها أنتِ بالنيابة عني".
وروت أم الشهيد محمود حامد أن ابنها أعطاها مبلغا ماليا لتشتري هدية عيد الأم، فصرفت منها مبلغا واحتفظت بالباقي، وبعد وفاته كتبت عليها ذكرى وفاته، مؤكدة أن ابنها "عاش ظروفا قاسية، ومع ذلك كان يبتسم في وجهي ويتمنى أن يتزوج، لأنه بلغ 30 عاما ولم يحصل على وظيفة ثابتة".
وتقول والدة الشهيد محمد يسري الدمياطي: "أشعر بألم هذه الأيام لأنني كنت أحتفل معه بعيد الأم، وبعد يومين بعيد ميلاده. كان يحرص على شراء هدية ويقبل رأسي ويدي"، مضيفة: "أقول لمرسي: كنت أتوقع منك كرئيس يخاف الله أن تأتِ لنا بهدية واحدة في عيد الأم، وهي القصاص العاجل لأبنائنا الأبرياء".
جدير بالذكر أن عدد شهداء أحداث سجن بورسعيد ارتبع إلى 48 شهيدا، بعد أن لفظ الشاب صلاح محمد عبدالعظيم الجميعي (17 عاما) أنفاسه الأخيرة صباح أمس بمستشفى الشرطة بالمعادي بعد صراع طويل، حيث تعرض لإطلاق نيران عقب النطق بالحكم بإعدام 21 متهما في قضية "مجزرة بورسعيد".
وفي سياق متصل، قال اللواء عادل الغضبان الحاكم العسكري ببورسعيد، إنه تم التصديق على عمل نصب تذكاري من القوات المسلحة بأسماء شهداء بورسعيد الذين قتلوا في أحداث السبت الدامي وما بعده، داخل المتحف الحربي وفي عدد من الميادين بالمحافظة، كما سيتم تسمية المدارس بأسماء الشهداء وخاصة الطلاب، ليسجل التاريخ والعالم كيف كان شباب بورسعيد رمزا للمقاومة السلمية على مر الأحداث.