«فاطمة».. حارسة موتوسيكلات كفيفة: «بشوف بعيون أحفادى»
«فاطمة» وحفيدتها
3 سنوات مضت وما زالت «فاطمة حسين» تتصل مع العالم الخارجى بأذنيها فقط، بعد أن سلب الموت ابنتيها من بين أحضانها فى أسبوع واحد، الأولى فارقتها بجلطة دماغية والثانية فى حادث على الطريق، ولم تتوقف عيناها عن البكاء منذ فراقهما لحظة، حتى فقدت نظرها، وكأنهما كانا مصدر النور لديها، رحلا عن دنياها وتركا لها ظلاماً دامساً و6 أطفال تنفق عليهم وهى ضريرة.
«جراج صغير للموتوسيكلات»، هو ما فكرت فيه «فاطمة» لجنى الرزق، بعد أن عطف عليها أصحاب إحدى البنايات فى منطقة «إمبابة»، وسمحوا لها بالمكوث فى قطعة أرض خلاء، خصصتها لـ«الموتوسيكلات».
تجلس المرأة الستينية منذ الـ6 صباحاً وحتى الـ4 عصراً، ورغم كونها ضريرة، فإنها تستطيع مباشرة عملها من خلال حفيدتها «حبيبة»، التى لا تفارقها لحظة: «بتقعد معايا طول اليوم، ولما حد بيدينى الفلوس بتقول لى دفع كام عشان محدش يستغل عمايا ويضحك عليا. الموتوسيكل بيركن بـ2 جنيه وفيه اللى بيدفع جنيه.. أحسن من مفيش».
تدخر «فاطمة» مكسبها دائماً لتنفقه على أحفادها الـ6، بينما تسد احتياجات المنزل من معاش زوجها، الذى يقتصر على 350 جنيهاً: «الفلوس بتكفى بالعافية، والعيال محدش بيصرف عليهم غيرى، 3 منهم أبوهم محبوس، والـ3 التانيين أبوهم اتجوز ومايعرفش حاجة عنهم».
تتذكر المرأة الستينية اليوم الذى فارقت فيه ابنتها «سماح» فتدخل فى نوبة بكاء عارمة: «كانت رايحة الشغل وعربية خبطتها جريت لحقتها وخدتها فى توك توك على المستشفى وماتت فى حضنى، أما منى جت لها جلطة فى المخ ونزيف داخلى، ماتت وهى نايمة، مش قادرة أعيش من غيرهم، ومش مصبرنى غير أحفادى».