من الجلوس على المقهى إلى وظيفة مرموقة
أحمد أسامة
«يا فاشل».. سمعها أحمد أسامة مرات كثيرة من أصدقائه فى المرحلة الثانوية والجامعة، لم تكن تخرج منهم على سبيل الدعابة أو الضحك، كانوا يقصدونها بالفعل، مرات كثيرة عجز فيها أحمد الشاب عن تحقيق أحلامه، مرة بعد أخرى، يضع الهدف ويحاول إحرازه، لتبدأ المأساة.
«أحمد».. قصة رسوب من الإعدادية إلى الجامعة: «لولا الفشل ماكنتش نجحت»
بدأ الأمر معه فى مرحلة مبكرة للغاية عقب عامه الأول فى الثانوية العامة، كان متفوقاً للغاية، أوصته عائلته ومدرسوه بضرورة الالتحاق بالقسم العلمى «رياضة»، فعلها وذاكر بقدر ما استطاع، لكن سبق السيف العزل، وحظى بمجموع قليل للغاية، جعل فكرة مواصلة الدراسة بالقسم شبه مستحيلة، لذا حمل أوراقه آسفاً، ليلتحق بالقسم الأدبى دونما أى خطط أو فكرة عما ينتظره، فالخطة كانت تفوقاً يتبعه التحاق بكلية الهندسة، لكن خططه جميعاً انتهت فى غرفة مظلمة جلس بها يملأ أوراق التحويل، سأل نفسه كثيراً «إزاى؟ ده الكل كان متوقع لى إنى أبقى مهندس شاطر جداً».
وسط مجموعة من الأصدقاء المتفوقين الذين كان واحداً منهم، بدأت رحلته مع الإحباط والاكتئاب وبعض المحاولات للاستذكار، لعل وعسى، وبالفعل حصل على مجموع مرتفع ساعده على الالتحاق بكلية التجارة التى عجز بعض من أصدقائه فى القسم العلمى على الالتحاق بها: «رغم أنى مادخلتش كلية جامدة، بس نجحت مع نفسى وحققت اللى نفسى أعمله، وأثبت للناس إنى مش فاشل».
كادت قصته تنتهى عند هذا الحد، حيث ظل لسنوات متتالية كآلاف الشباب لا يفعل شيئاً سوى لعب الكرة والجلوس على «القهوة» ينعى حظه، لكن بعضاً من أمل ظل يراوده، لذا أعاد محاولة الالتحاق بشركة الدعاية الكبرى التى سبق أن رفضته، فإذا بالمعجزة تتحقّق، ليُصبح مشرفاً بها، ساعده على ذلك الالتحاق بعدد من النماذج والأنشطة الطلابية بالجامعة التى اكتشف معها أنها ليست مجرد إضاعة للوقت، الأنشطة ساعدته على زيارة عدد كبير من الجامعات على مستوى الجمهورية، بل وإلقاء محاضرات فى تجربته الصغيرة التى لم تلبث أن تحولت إلى نجاح، حيث يعمل حالياً مسئولاً عن التعاقدات الخارجية لسلسلة صيدليات كبرى.