يقولون إن الفرق بين النجاح والفشل.. هو «الرغبة» فى أن تنجح فقط!!.. فالرغبة تجعلك تحاول طوال الوقت أن تحقق شيئاً ملموساً.. وانعدامها يجعلك تشعر بالرضا عن المتاح.. الأمر الذى يؤدى دوماً إلى أن يتناقص ما لديك باستمرار ودون توقف، حتى ينتهى!
لا أعتقد أن هناك من يختلف على الأداء المتدنى لوزارة المهندس شريف إسماعيل بالكامل.. بل لا أعتقد أن أحداً يجرؤ على الدفاع عنها من الأساس!
الأمر لا يعود إلى خصومة شخصية مع أحد من وزراء تلك الحكومة.. ولا يستند إلا إلى حقائق وأرقام تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها تعتبر الحكومة الأسوأ فى تاريخ هذا الوادى الطيب ربما منذ زمن بعيد!
فمن وزير للتعليم يفشل فى أهم مسئولية تقع على عاتقه سنوياً وهى امتحانات الثانوية العامة.. فيتم تسريب الامتحانات بدوريها الأول والثانى بسهولة شديدة.. بل ويتم تسريب ما يدور داخل مكتبه على صفحات التواصل الاجتماعى كما لو كان سيادته يذيع اجتماعاته على الهواء مباشرة!..
إلى وزير للصحة قد تمكن من تحويل وزارته فى عام واحد إلى مصدر مستمر للأزمات وإحراج النظام بالكامل.. فيتم القبض على أحد مستشاريه -الذين قام بتعيينهم- متلبساً برشوة صريحة داخل ديوان الوزارة.. ثم أزمة لألبان الأطفال بسبب قرار متسرع منه تحديداً.. ثم أزمة أخرى مع نقابة الأطباء بامتناعه عن تنفيذ قرار المحكمة بأحقية الأطباء لبدل العدوى الخاص بهم.. ثم تأتى أزمة التطعيمات الأخيرة لتزيد الطينة بلة!
لن أتحدث عن وزراء المجموعة الاقتصادية.. فأداؤهم لا يختلف عليه أحد.. وسعر الدولار الذى يرتفع كل لحظة يشهد بفشلهم الذريع..!
ربما قدمت «الخارجية» أداء معقولاً.. يمكننا أن نطلق عليه أفضل السيئ.. باستثناء مغامرات سيادة الوزير مع ميكروفون تلك القناة القطرية.. وفضيحة الـend of text.. إلا أن المكاسب الدبلوماسية التى حققتها قد تغفر لها تلك الزلات.. وتجعلها من أفضل الوزارات التى تنتمى لتلك الحكومة العاجزة!
المشكلة أن النظام يحمل كل سلبيات الحكومة على عاتقه.. ويحاسب على كل ذلك الأداء السيئ دون أن يكون له ذنب فيه سوى اختياره لتلك الحكومة.. وصبره على أدائها حتى الآن!
فسيادة الرئيس يثق فيها لسبب لا يعرفه أحد.. بل ويدافع عنها فى أكثر من مناسبة.. على الرغم من كل ما تسببت فيه من كوارث.. حتى إنه شخصياً يلجأ كثيراً للقوات المسلحة فى العديد من المواقف لحل تلك المشكلات التى تخلقها الوزارات المختلفة دون داعٍ.. ما يجعل البعض يتذرع بذلك التداخل ليندد بتدخل القوات المسلحة فى الحياة المدنية أكثر من اللازم.. وما يجعل المشهد العام غير سوى بالمرة..!
لقد فشلت الحكومة الحالية فى خلق حالة الاستقرار المطلوبة للشارع المصرى.. فضلاً عن فشلها بالطبع فى مواكبة الرئيس وتطلعاته وطموحه الدائم لتحقيق معدلات للتنمية أعلى من الطبيعى.. ما يجعلها غير ذات فائدة.. بل مضرة فى كثير من الأحيان!
لقد أصبحت الحكومة فى رأيى عبئاً على سيادة الرئيس.. عبئاً يجب التخلص منه فى أسرع وقت.. فلم تقدم الأداء الذى يطمح فيه سيادته.. ولم تواكب أحلامه وتطلعاته لبناء الوطن.. بل ربما لم تتمكن حتى من الاحتفاظ بأداء عادى لحكومة تسيير أعمال..!
سيدى الرئيس.. فلتتخلص من أحمالك الثقيلة سريعاً.. فلتنفض يدك من هؤلاء الذين لم يقدروا حجم المسئولية.. فلترفع يدك عنهم سريعاً.. ولتبحث عمن يواكب أحلامك لهذا الوادى الطيب..!
سيدى.. متى ترفع يدك عن هؤلاء الفشلة؟.. متى تتبرأ من وزارة العك؟!