«سلامة وفوزية» وأربعون عاماً فى صناعة الأقفاص: سعفة حبنا
«سلامة» و«فوزية» زوجان يعملان معاً فى صناعة الأقفاص
40 عاماً مرت دون نشوب مشكلة بينهما، فبالحب وحده يقاومان متاعب الحياة، ويحولان الصعاب إلى أوقات سعيدة، فيجلسان لساعات طويلة وسط الجريد يصنعان الكراسى والأقفاص، ويتحين «سلامة» الفرصة للنظر إلى «فوزية» والإشادة بالجهد الكبير الذى تبذله لمساعدته: «الست دى مكافحة، بنحب بعض، والحب بيساعد على الشغل، كفاية اهتمامها بيا».
تعلم محمد سلامة عمل كراسى الجريد وأقفاص العيش والدواجن منذ أن كان فى السابعة من عمره، ورغم صعوبتها والإصابات التى تترتب عليها، تمسك بها إلى أن وصل إلى قدر من الخبرة ميزه عن أقرانه، وفور زواجه من فوزية عبدالرازق، قرر نقل خبرته إليها، وعلمها الصنعة خطوة بخطوة، حتى أحبتها كما أحبته، وأصبحت تساعده فى عمله وفى كافة أمور الحياة.
يبدأ «سلامة» عمله فى التاسعة صباحاً، ولا تتوقف يداه وقدماه عن العمل وبتركيز دقيق، فخطأ بسيط قد يؤدى إلى خسارة كبيرة، إلى أن يحين وقت تناول طعام الغداء، فتأتى به «فوزية» ويتناولانه معاً على صوت «عبدالحليم»، ثم يشربان الشاى ويواصلان بعدها العمل حتى التاسعة مساءً. تحكى «فوزية» عن معاناتها مع الغلاء: «كل حاجة غالية، لكن بنقضيها، واللى الحاج بيديهولى بجيب بيه على قدى ومش بضغط عليه، كفاية إنه صابر على المهنة الصعبة دى وبيتحمل وجع دراعه»، وهنا يقاطعها «سلامة»: «أنا ما ليش فى قعدة المكاتب، والحمد لله عندى 60 سنة وعمرى ما رحت لدكتور».
ارتفاع ثمن الجريد أثَّر على أسعار بضائع «سلامة»: «الكرسى بقى بـ55 جنيه، وفيه حاجات أغلى ومكسبنا أقل، أنا مكمل فى المهنة دى عشان حبى ليها وتشجيع فوزية، لكن خايف تنقرض فى يوم من الأيام، محدش حابب يتعلمها حتى ولادى وديتهم مجال تانى، أصلها مهنة ما بتديش على قد تعبها».