قصة ابتكار الأكواب الورقية: "فوبيا الموت" وراء نجاح الفكرة
الأكواب الورقية
كما يقال قديما، أن الحاجة أم الأختراع، فكثير من الاختراعات، كانت أساسها وفكرتها الاحتياج، وفي الطريق إلى سد هذه الحاجة يطل علينا التاريخ بالكثير من قصص النجاح التي خلدتها اختراعات، لا نستطيع الاستغناء حتى في الوقت الحاضر.
وفكر رجل أعمال شاب يدعى "هيو مور"، في تأسيس شركة لبيع المياة، في "نيوانجليند" بشمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية، في أوائل القرن العشرين، وكانت الفكرة قائمة على اختراع آلة لبيع ماء الشرب في الأماكن العامة بسعر قليل، تقريبا "سنت" مقابل كوب الماء.
وبدء "مور" مشروعه بتوزيع هذه الآلات في الأماكن العامة، مثل مواقف الحافلات وأماكن التجمعات، لكن بعد مرور بعض الوقت، لاحظ أن أرباح المشروع قليلة جدا، لأن مياه الشرب متاحة أصلا مجانا، خاصة في ظل وجود أحواض من الماء يشرب منها الناس عن طريق أكواب القصدير.
وفي الوقت نفسه، وقبل أن يقرر "مور" إنهاء المشروع، أطلق أحد أطباء وزارة الصحة، الدكتور سامويل كرامباين، حملة على نطاق واسع، تحذر من مخاطر الشرب من أكواب القصدير الخاصة بالأحواض الشعبية، وهنا لمعت في عقل "مور" فكرة، تستند لتغيير المشروع من بيع المياه الموجودة أصلا مجانا، إلى بيع الأكواب الصحية، على أن تكون للاستخدام الشخصي، حيث تستخدم لمرة واحدة فقط.
صنع "مور" بعض العينات يدويا، واتجه بها إلى "نيونيورك"، بحثا عن ممول للفكرة، التي لم تلق استحسان أي من رجال الأعمال والمستثمرين، الذين قابلوه بالسخرية من الفكرة، مبررين ذلك بأن أكواب القصدير ما اعتادوا عليها ولن يغيروها.
حالة من اليأس تملكت "مور" حتى قابل صاحب "بنك"، كان مرعوبا من فكرة انتشار الأمراض بسبب شرب الناس من الأكواب نفسها، ويعاني من "فوبيا" موت الناس بسبب هذه العدوى، وقرر تمويل المشروه بـ200 ألف دولار، كتمويل لهذا المشروع.
وبعد عام من فشل شركة بيع آلات المياه، أسس "مور" شركة جديدة، باسم الشركة العامة لتسويق الكؤوس، وفي العام نفسه حالف الحظ فكرة "مور"، حيث صدر من مجلس التشريع في ولاية كنساس قانون يقضي بإزالة جميع أكواب القصدير، ومنع تداولها واستخدامها، وكنوع من حسن استغلال الحملة من جهة ومساندتها من جهة أخرى، غير مور اسم الشركة عدة مرات إلى أن أصبح اسمها "شركة الكأس الصحي".