أمهات شهداء «مجزرة بورسعيد»: «مرسى» يتهرب من مسئولياته و«العامرى» لا يسمع صراخنا.. «نروح لمين؟»
على عكس كل ما يتردد عن انتهاء ملف أسر شهداء مباراة المصرى والأهلى بحصول كل الأطراف على حقوقها قانونياً ومادياً ومعنوياً، ما زال أهالى شهداء المجزرة التى راح ضحيتها 72 شاباً من ألتراس الأهلى يعيشون معاناة حقيقية، ما بين مشاكل مادية بسبب ظروف الحياة فى ظل فقدان نحو 40 أسرة منهم لعائلها خلال المجزرة وعدم حصولها حتى الآن على تأمينات الدولة أو معاش وزارة الرياضة أو حتى الأموال المنتظرة من النادى الأهلى.[Image_2]
وإلى جانب النسيان المادى تعانى الأسر أيضاً من النسيان المعنوى بسبب عدم تقدير أبنائهم بالشكل المرضى، إلى جانب المشاكل القانونية ما بين عدم رضا كامل عن الأحكام، خاصةً على قيادات وزارة الداخلية التى كانت مسئولة عن تأمين المباراة وبين خوف من مستقبل القضية فى ظل انتظار جلسات النقض القادمة.
ورغم تباين المشاكل والمواقف بين أسر الشهداء فإنهم جميعاً اتفقوا على أن الدولة لا تستمع لهم ولا أحد يقف بجانبهم، مؤكدين أن عدم استمرارهم خلف حقوقهم سيضيعها فى بلد لم تيد يعترف بالحقوق، وتنكس به الوعود فضلاً عن تميز مسئوليه بـ«النسيان السريع».
«نروح لمين؟» تساؤل بدأت به والدة الشهيد محمد جمال حديثها عن الأزمة التى يعيشها أهالى الشهداء، مؤكدة أن الجميع يتهرب من مسئولياته، بدايةً من رئيس الجمهورية الذى رفض مقابلتهم، كما رفض الاستماع إليهم وإلى طلباتهم، ومروراً بوزير الرياضة الذى لا يرد عليهم تليفونياً، وانتهاء بالنادى الأهلى الذى لا يقف بجانبهم ويتركهم يواجهون مشاكلهم بمفردهم.
وتروى والدة الشهيد: «إحنا مش بنشحت ولا بنطلب غير حقنا، مبقناش عارفين احنا تبع مين، نروح الوزارة يقولوا لنا انتو تبع التأمينات، نروح التأمينات يقولوا لنا مفيش ميزاينة»، وأكملت: «المفروض أن ولادنا شهداء ثورة، يعنى الدولة هى المسئولة عن كل حاجة، لكن أعتقد أن القرار ده جاء للتهدئة، يعنى كلام وخلاص ومفيش تنفيذ».
وأكدت والدة الشهيد محمد على أن النادى الأهلى سواء إدارة أولاعبون تناسى أهالى الشهداء، متابعة: «حتى اللعيبة بطلوا يسألوا علينا»، وطالبت والدة الشهيد بضرورة إقامة نصب تذكارى للشهداء داخل استاد القاهرة كأقل تخليد لذكراهم وإطلاق أسمائهم على الشوارع المحيطة بمنازلهم، واختتمت: «البلد دى مش هينصلح حالها غير لما كل أم تعرف تجيب حق ابنها صح».
وتقول «مها» زوجة يوسف حمادة «الشهيد البطل» الذى راح ضحية الشهامة بعد إنقاذه للمئات وسقوط باب الممر عليه أثناء محاولة فتحه خلال المجزرة: إنها لا تملك مصدراً ثابتاً للدخل بعد رفض وزارة الداخلية التى كان يعمل بها زوجها طلب تعيينها بدلاً منه، خاصةً بعد انجابها لـ«جنى» بعد عدة أشهر من وفاة زوجها. وأكملت: «مش بنتكلم على الماديات بس، حتى معنوياً محدش بيساعدنا أو بيقف جنبنا»، متسائلة: «هل لو كان لاعب واحد مات كان هيبقى ده حالنا؟»، ووجهت «مها» لوماً للإعلام، مؤكدة أن كل أسرة لم تحصل على أكثر من مائة ألف جنيه من تبرعات النادى الأهلى وعائد مباراة مصر وقطر الودية، متابعة: «الإعلام مصور للرأى العام إننا أخدنا ملايين»، كما بعثت والدة «جنى» برسالة إلى الدولة تطالب خلالها المسئولين بالسفر لأداء العمرة هى وباقى الأسر التى لم تقُم بها، وقالت: «أنا كنت حامل وقت ما الأسر طلعوا عمرة، وكمان فى أسر كتير نفسها تطلع والدولة طلعت 50 فرد فقط»، كما طالبت زوجة يوسف بتخليد ذكرى زوجها، مختتمة: «يوسف ده بطل وأنا نفسى يتعمل له تخليد لتكريمه بعد ما ضحى بحياته علشان غيره يعيش».
من جانبها، أشادت والدة الشهيد أنس محيى الدين بدور «الألتراس» فى القضية منذ وقوع المجزرة، حيث أكدت: «الولاد دول رجالة بجد، ومفيش غيرهم بيقف جنبنا، ولولاهم الحق عمره ما كان هيرجع». وأشارت والدة «أنس» إلى أنه رغم عدم رضاهم الكامل عن الأحكام فإنهم رضوا بحكم الله وأنهم على يقين بأن الحق الكامل سيأتى فى الآخرة، وتابعت: «نفسى بس ولادنا يتكرموا كأسماء وذكراهم تخلد بطريقة تليق بيهم علشان الناس تفضل فاكراهم» بإطلاق أسمائهم على الشوارع المختلفة.
وفى هذا السياق، تواصلت «الوطن» مع الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، الذى وعد بإطلاق أسماء شهداء «مجزرة بورسعيد» على بعض شوارع المحافظة تخليداً لذكراهم، مؤكداً أن المحافظة فى انتظار خطاب رسمى من وزارة الرياضة من أجل حصر أسماء ومقر إقامة الشهداء من أجل إطلاق أسمائهم على بعض الشوارع القريبة من سكنهم، واعداً بأن يكون ذلك فى أقرب وقت ممكن.
كما أكد اللواء سيف الإسلام عبدالبارى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن المحافظة بدأت فى حصر أسماء الشهداء استعداداً لإطلاقها على بعض شوارع القاهرة.