الفصائل المعارضة تصعّد هجومها في حلب: حرب الشوارع مستمرة
صورة أرشيفية
صعّدت فصائل المعارضة السورية، اليوم، هجومها الذي بدأته قبل أسبوع على الأحياء الغربية في حلب، وأطلقت عشرات القذائف التي قتل جراءها 12 مدنيا، وذلك عشية هدنة من 10 ساعات أعلنتها موسكو من جانب واحد.
على جانب آخر، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من واشنطن، أنها ستقود معركة طرد الإرهابيين من الرقة في سوريا، من دون مشاركة تركيا.
وتدور منذ 28 أكتوبر الماضي، اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة بينها مجموعات إرهابية "جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وحركة أحرار الشام".
وتراجعت حدة المعارك خلال الأيام الماضية، لتتصاعد مجددا صباح اليوم، مع إطلاق الفصائل "مرحلة جديدة" من الهجوم الهادف إلى فك حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من 3 أشهر على الأحياء الشرقية.
وقال أبوحمزة، أحد المقاتلين، عند الأطراف الغربية لمدينة حلب لوكالة "فرانس برس": "بدأت المرحلة الثانية من فك الحصار عن حلب بالتمهيد المدفعي الثقيل".
وأظهر شريط فيديو لـ"فرانس برس" عند أطراف الأحياء الغربية أعمدة الدخان تتصاعد في مناطق الاشتباكات، وسط أصوات انفجارات وصيحات المقاتلين "الله أكبر".
وظهر في الشريط مقاتلون يقفون قرب دراجات نارية في حقل زيتون يتفقون على سير العملية. ثم ينطلقون على متن دراجاتهم النارية، على طريق أشعلت الفصائل على أطرافها الإطارات لحجب رؤية الطائرات الحربية.
وكانت الفصائل استطاعت بعد ساعات على إطلاق هجومها، قبل أسبوع من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد، من دون أن تحقق بعدها أي تقدم يذكر.
وكالعادة، مهدت الفصائل المعارضة لهجومها الجديد بإطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية، ما أسفر عن سقوط "12 شهيدا وأكثر من 200 جريح"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
كما نقل التلفزيون الرسمي إصابة 8 أشخاص بالاختناق، نتيجة إطلاق التنظيمات الإرهابية غازات سامة غرب المدينة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جانبه، بارتفاع عدد القتلى لـ15 مدنيا، بينهم 4 أطفال، وكان أفاد في وقت سابق عن 14 قتيلا.
ومنذ بدء هجومها، أطلقت الفصائل مئات القذائف والصواريخ على الأحياء الغربية، ما أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 69 مدنيا، وفق حصيلة للمرصد السوري.
- "حرب شوارع" -
وتدور المعارك الأكثر عنفا، اليوم، عند أطراف حي حلب الجديدة حيث فتحت الفصائل جبهة جديدة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ"فرانس برس": "فجرت الفصائل 3 سيارات مفخخة عند أطراف الأحياء الغربية في محاولة للتقدم مجددا".
وذكر عضو المكتب السياسي في حركة "نورالدين زنكي"، المشاركة في الهجوم ياسر اليوسف لـ"فرانس برس"، إن "الهجوم بدأ بمفخختين على تجمعات وميليشيات الأسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة". وأضاف: "حرب الشوارع مستمرة ومستعرة".
ويسعى مقاتلو المعارضة إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنهم من فتح طريق للمناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف حلب الغربي.
وتأتي التطورات العسكرية الأخيرة، عشية هدنة أعلن عنها الجيش الروسي من جانب واحد في حلب لمدة 10 ساعات، تبدأ وفق الجيش السوري عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7.00 بتوقيت جرينتش).
وكانت روسيا أعلنت الشهر الماضي أيضا، عن هدنة إنسانية من طرف واحد استمرت 3 أيام، وانتهت في 22 أكتوبر، من دون أن تحقق هدفها بإجلاء جرحى أو مدنيين ومقاتلين راغبين بالخروج من الأحياء الشرقية.
وعلق الجيش الروسي منذ تلك الهدنة غاراته على الأحياء الشرقية للمدينة، ولا تتركز حاليا سوى على مناطق الاشتباكات في غرب حلب.
- تحرير الرقة -
وبعيدا عن جبهة حلب، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وأبرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، أنها ستقود عملية استعادة مدينة الرقة.
وقال المتحدث باسم هذه القوات طلال سلو، في مؤتمر صحفي في مدينة الحسكة: "سنشهد حملة بقيادة قوات سوريا الديمقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم (داعش) الإرهابي، إلا أن الوقت لم يحدد بعد".
وأكد سلو ردا على سؤال لوكالة "فرانس برس"، بشأن مشاركة تركيا في العملية: "تم حسم الموضوع مع التحالف بشكل نهائي، لا مشاركة لتركيا".
وأعلنت أنقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة "إرهابية"، مرارا، نيتها المشاركة في عملية تحرير الرقة دون مشاركة الأكراد.
ومنذ تشكيلها قبل نحو عام، نجحت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي في طرد تنظيم "داعش" الإرهابي، من مناطق عدة في سوريا.
وكانت الرقة أولى المدن الكبرى التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، وتعد الوجهة الأساسية للمقاتلين الاجانب الذين ينضمون الى صفوف التنظيم بعد عبورهم الحدود من تركيا.
ومنذ بدء الهجوم على الموصل حيث معقل تنظيم الدولة الاسلامية الاكبر في العراق، أعلن مسؤولون في التحالف الدولي ان الوجهة المقبلة للحرب على الجهاديين ستكون الرقة.