السيناريست كرم النجار ناعيا "الساحر": "وداعا يا عمو هيما"
محمود عبد العزيز
لم يكن محمود عبد العزيز مجرد فنان كبير فقط، فهو أيضا الابن البار والحافظ لجميل معاونيه الذين ساندوه في بداية مشواره الفني، إنه الساحر الذي نسج بغيابه عن عالمنا خيوط الحزن على قلوب محبيه، فكانت من أبرز الشخصيات المؤثرة في حياته السيناريست كرم النجار، الذي كان بمثابة الأب والصاحب الذي دله على طريقه الفني وساعده على تحقيق حلمه.
وقال النجار عن "الساحر": "أقنعته بأن يسافر إلى القاهرة عقب الانتهاء من دراسته الجامعية، لإيجاد فرصة فنية جيدة، فاستجاب على الفور لتلك الدعوة، وجاء إلى القاهرة واستقبلته في بيتي مع الكاتب وحيد حامد إلا أن والده واجَّه ذلك الأمر بالرفض في البداية، لأنه يرفض دخول ابنه ذلك المجال، حتى استجاب في النهاية".
وأضاف النجار، لـ"الوطن": "محمود بمثابة ابني الذي لم ألده، فهو كان زميل أخي رضا النجار، وكانت بداية مشواره الفني معي، فلقد كتبت له مسلسل (لقيطة) لعام 1977، من قصة الكاتب محمد عبدالحليم عبدالله وإخراج إبراهيم الشقنقيري، وبطولة زيزي البدراوي، عماد حمدي، زوزو نبيل، زهرة العلا، وتكررت التجربة مرة أخرى منذ حوالي 3 سنوات بعمل إذاعي تم طرحه على إذاعة البرنامج العام".
وعن ذكرياته التي تجمعهم سويا قال: "منذ معرفتي به، وتجمع بيننا كثير من الذكريات، فعندما كنا نتقابل، كان يجسد شخصية عمو هيما، فهي شخصية اخترعها (الغول) لتكون سبب الدعابة والفرح بيننا، فضلا عن أنه كان يتحدث ليسأل عني باستمرار في المناسبات والأعياد، فهو خير من حفظ الجميل".
وأوضح: "أكثر شيء كان يحبه هو المرح، ففي حياته الشخصية لا يتوقف عن الضحك والتقليد، فمنذ كان طالبا جامعيا، كان باستمرار يقلد أساتذته في الجامعة، فتركبية الدعابة لديه طبيعية، ويظهر ذلك عندما ننظر لأي عمل فني له حتى وإن كان جديا لا بد للجمهور أن يبتسم".
وعن استقبال خبر وفاته كشف "النجار": "كنت أعلم جيدا بخطورة حالة الساحر، فلقد أجريت معه مقابلة شخصية أثناء تصويره مسلسل (رأس الغول) في رمضان الماضي، وذلك عندما علمت بسفره إلى باريس لتلقي العلاج في أول مرة، وكانت آخر محادثاتي معه هاتفيا منذ شهر، وآخر جملة قالها لي متخافش يا عم كرم".
وتابع: "مرضي منعني من حضور الجنازة، وذلك بسبب أنني أجريت عملية أمس، وكنت أطمئن على حالته الصحية من زوجته الإعلامية بوسي شلبي، فمعرفتي بها جيدة، وأتمنى من الله أن يصبر أولاده، فلقد فقدوا جبلا وليس مجرد أب، فالساحر محمود عبد العزيز كان له قوته وحمايته، وربنا يعوضهم وقلبي معهم، فهو كان كل شيء في حياتهم ربنا يرحم الجميع.. وداعا يا عمو هيما".