أعضاء «التدريس»: قرارات «الشيحى» تضرب بالقانون عرض الحائط
إحدى الطالبات تدلى بصوتها فى الانتخابات الجامعية «صورة أرشيفية»
أثارت تصريحات الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى، حول إجراءات انتخابات الاتحادات الطلابية على لائحة 2007، وليس اللائحة الحالية التى شارك الطلاب فى وضعها، وتهربه من إعلان موعد الانتخابات، تساؤلات واستياء العديد من أعضاء هيئة التدريس، وقالت الدكتورة ليلى سويف، عضو حركة 9 مارس بجامعة القاهرة، إن تصريحات الوزير حول إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية على لائحة 2007، كلام فارغ ليس له معنى، مشيرة إلى أن هذه اللائحة مضى عليها أكثر من 9 سنوات، إلى جانب أنه تم الحكم بعدم دستوريتها مرات عديدة، الأمر الذى يهدد ببطلان الانتخابات.
ورأى الدكتور يحيى القزاز، عضو هيئة تدريس بجامعة حلوان، أن تصريحات وزير التعليم العالى بالعمل بلائحة 2007، يعكس الطريقة التى تدار بها الجامعات الآن من قبَل الجهات الأمنية والرقابية.
«كامل»: الهدف من كثرة التغييرات فى اللوائح إقصاء أى صوت معارض.. و«السنوسى»: تدخل الجهات الأمنية يثير الفتنة.. وأتوقع ظهور التيارات السياسية
وأضاف «القزاز»، لـ«الوطن»، أن أساتذة الجامعات وكذلك الطلاب لا يملكون من أمرهم شيئاً، خاصة فيما يتعلق بقرارات الدولة ولوائحها، لافتاً إلى أنه فى حال تطبيق تلك اللائحة ستصبح الجامعات معتقلاً مفتوحاً يحجّم الفكر والإبداع، قائلاً ليس جديداً على «الشيحى» استخدام لائحة تكبت حرية الطلاب لأنه يعلم جيداً الدور الذى لعبته الحركة الطلابية على مدار السنوات الماضية.
فيما قال الدكتور محمد كمال، المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس، إن وزير التعليم العالى قرر العمل بلائحة ٢٠٠٧، حتى لا يتم انتخاب رئيس اتحاد طلاب مصر، الذى كان يجمع اتحادات الجامعات فى كيان واحد، مشيراً إلى أنه يهدف من ذلك لتفكيك الطلاب وتحجيم دور الاتحاد لعدم اتخاذ قرارات موحدة، إلى جانب فرض السيطرة الإدارية على الطلاب.
وأضاف «كمال»، لـ«الوطن»، أن وزير التعليم العالى يضرب بالقانون عرض الحائط، لافتاً إلى أن من حق الطلاب إبداء اعتراضهم على إجراء الانتخابات على هذه اللائحة واتخاذ الإجراءات التصعيدية اللازمة.
من جانبه، قال الدكتور خالد سمير، عضو هيئة تدريس بطب عين شمس، إن قرارات وزير التعليم العالى ترجع بالجامعات للوراء آلاف الخطوات، مشيراً إلى أن الوزارة على علم بعيوب لائحة ٢٠٠٧ التى تعتمد بشكل أساسى على إرسال القوائم للجهات الأمنية، ومن ثم اختيار التابعين لهم، وسيتم تنقية الجداول من أى طالب له نشاط حقيقى وسيتم السماح للطلاب المدفوعين لانتخابات اتحادات طلابية لا تمثل توجهات الطلاب.
وتابع: الاتحادات الطلابية فى مصر «زينة» تظهر فى الاحتفالات فقط، ونحن فى حاجة إلى حياة سياسية حقيقية ومقننة، والإجراءات التى تتبعها إدارات الجامعات تميت الكفاءات.
«القزاز»: لائحة 2007 تجعل الجامعات معتقلاً مفتوحاً.. ومصدر بـ«التعليم العالى»: الانتخابات فى موعدها ولا نية لإلغائها.. والوزارة لم ترسل للجامعات خطابات رسمية حتى الآن
فيما قال الدكتور وائل بهجت، أستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة الإسكندرية، إن قرارات التعليم العالى بعيدة تماماً عن ممارسة الديمقراطية ومخالفة صريحة للقوانين، مشيراً إلى أن تلك القرارات والتحرى عن الطلاب المرشحين أمنياً تفقد الطلاب الثقة فى أنفسهم، مناشداً الدكتور أشرف الشيحى ضرورة إعطاء مساحة للطلاب للتعبير عن آرائهم وممارسة الحرية فى إطار ضوابط.
واقترح «بهجت» تعديل المناهج وإعطاء الفرص الحقيقية للطلاب بممارسة مختلف الأنشطة بالجامعات، مشيراً إلى أن الطلاب الملتزمين بحضور المحاضرات ليس لديهم وقت لممارسة أى نشاط بالجامعة، مندداً بقرارات الوزير المتعنتة ضد أنشطة الطلاب.
من جانبه، قال الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن انتخابات الاتحادات الطلابية لا تختلف عن أى مشهد سياسى داخل مصر، لافتاً إلى أنه من المفترض خلق نوع من التوازن داخل الجامعات بين التيارات السياسية، إلا أن السياسة المتبعة من قبل ثورة 25 يناير، تعمل على اختيار طلاب تتماشى أفكارهم مع التيار العام للدولة، ومع المشهد السياسى حتى لا تكون هناك معارضة.
وأضاف «كامل»، لـ«الوطن»، أن هناك سيطرة أمنية قوية على الجامعات، مشيراً إلى أنه فى حال وجود تيارات تميل إلى الحديث فى الوضع العام فى الدولة، فاللوائح والقوانين الجامعية تقيدها.
وأشار إلى أن المشهد العام فى الجامعات، المتمثل فى كثرة التغييرات فى اللوائح، وقرارات وزير التعليم العالى بإقصاء لائحة وإجراء الانتخابات على لائحة أخرى، يشير إلى رغبتهم فى السيطرة على الوضع، وإقصاء أى صوت معارض، لافتاً إلى أن ذلك يعد نوعاً من أنواع السيطرة التى تنوى الجامعات اتباعها فى إحكام السيطرة الأمنية.
وأكد الدكتور عبدالله سرور، المتحدث باسم نقابة علماء مصر، أنه يجب إعطاء الطلاب الفرصة كاملة لممارسة الأنشطة الطلابية داخل الجامعة على أكمل وجه دون قيود، وذلك حتى لا يقعوا فريسة لجهات أخرى تستغل حماستهم الشبابية بدعوى الدفاع عن الحرية والديمقراطية، مشيراً إلى أنه من الواجب توجيه الطلاب وإعطاؤهم الفرصة الحقيقية فى حرية التعبير بدلاً من الحجر عليهم.
وأضاف «سرور» أنه من الوارد تمسك الوزارة بلائحة بعينها، خاصة لو كان الفرق بين اللائحتين طفيفاً، مطالباً بوضع وتطبيق لائحة مكونة من أربع مواد تعطى الحرية الكاملة للطلاب فى التفكير والتعبير وممارسة الأنشطة دون أدنى تدخل أو حجب.
وشدد «سرور»، لـ«الوطن»، على ضرورة وجود رئيس اتحاد لطلاب مصر، متسائلاً عن سر تخوف الوزير ورفضه لوجوده على الرغم من أن فترة تولى اتحاد طلاب مصر تنتهى بمجرد انتهاء مدة الاتحاد؟! موجهاً رسالة لـ«الشيحى» بضرورة احتواء هؤلاء الطلاب واتخاذهم عوناً له بدلاً من إقصائهم والحرص على وجود ممثل عام لصوت الطلاب.
وأشار إلى أنه من المتوقع ظهور تيارات سياسية جديدة داخل الجامعات، إلا أنها ستكون ضعيفة لا جدوى لها، مثل الأحزاب الموجودة على الساحة، لافتاً إلى أنها عبارة عن كراسى ومناصب وغرف معلق عليها لافتات.
وأضاف أن الوزارة ليس من حقها الخوف من طلاب القوى السياسية بالجامعات لأن حالهم السياسى داخل الجامعة كخارجه لا يثمن ولا يغنى.
وقال الدكتور ياقوت السنوسى، المنسق العام للقوى الوطنية بالجامعات، إنه من المفترض الاستماع إلى آراء الطلاب حول اختيار اللائحة التى ستُجرى عليها انتخاباتهم، مشيراً إلى أن الحديث عن أن لائحة 2007 تتطلب تدخلاً أمنياً لإجراء الطلاب انتخاباتهم كلام من شأنه إثارة الجدل وزج الجهات الأمنية فى الصراع مع الطلاب.
وأضاف «ياقوت» أن هدف الاتحاد الرئيسى يتمثل فى ممارسة الطلاب للأنشطة الجامعية المختلفة «العلمية والثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية وغيرها»، لصقل شخصية الطالب، وإعطائه الفرصة كاملة لتعلم العمل القيادى وكيفية ممارسة العمل الحزبى الذى تتم ممارسته بشكل خاطئ وبالتالى استبعاده من قبَل الإدارة الجامعية.
وعلق «السنوسى» حول إلغاء منصب رئيس اتحاد طلاب مصر قائلاً: «لا يجب تفكيك اتحاد طلاب مصر لأنه الرابط بين جموع الاتحادات الطلابية بالجامعات».
وتوقع أن التيارات السياسية التى ستظهر بالجامعات وبالتزامن مع إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية ستكون وسطية، مستبعداً ظهور تيارات دينية متشددة والتى كان من شأنها نشر التشدد والعنف والبعد عن مناهج الدين الوسطية، مشيراً إلى أن الطلاب أصبح لديهم وعى بمخاطر هذه الجماعات.
فى المقابل، أكد مصدر مسئول بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى أن إجراء الانتخابات الطلابية ستُعقد فى موعدها المحدد فى الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الحالى طبقاً للائحة الطلابية، موضحاً أنه بالفعل لم ترسل الوزارة حتى الوقت الحالى أى خطابات رسمية للجامعات بشأن الاستعدادات النهائية للانتخابات الطلابية.
وقال المصدر لـ«الوطن» إنه من المفترض أن ترسل وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، خلال الأسبوع المقبل، خطابات رسمية لمختلف جامعات الجمهورية، وذلك بشأن الاستعدادات النهائية للانتخابات، مستبعداً إلغاء الانتخابات الطلابية بقرار من الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، مؤكداً أن الوزير شدد على نزاهة الانتخابات وعدم استخدام ساحات الجامعة للهتافات السياسية والحزبية، بالإضافة إلى منع أى لافتات سياسية خلال سير العملية الانتخابية.