أوباما يبدأ في اليونان جولة لطمأنة محاوريه بعد صدمة ترامب
أوباما
وصل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم، إلى أثينا المحطة الأولى من آخر جولة رسمية له قبل أن يغادر البيت الابيض، لمحاولة طمأنة محادثيه القلقين بعد الفوز المفاجئ للجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
والرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة كان يتوقع على الأرجح، طابعا مختلفا لجولته الوداعية لأوروبا بعدما أمضى ثماني سنوات في السلطة.
لكن دونالد ترامب، سيكون ماثلا في أذهان الجميع، ومعه سلسلة تساؤلات حول توجه الولايات المتحدة في عهده بشأن عدد من الملفات الدولية الكبرى من الإتفاق حول المناخ إلى الإتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وخلال مؤتمر صحافي، سعى أوباما إلى الطمأنة مشددا على أن إلغاء أو أضعاف هذه النصوص ليس بالأمر السهل.
وبعد اليونان، سيتوجه أوباما إلى ألمانيا للقاء المستشارة أنجيلا ميركل. وخلال هذا التوقف في برلين، سيلتقي أيضا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وكذلك رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي.
ويفترض أن تختتم جولة أوباما في نهاية الأسبوع في البيرو، حيث سيشارك في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ الذي ينوي أن يلتقي خلاله الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وفي يوم محمل بالرموز، سيزور أوباما، غدا، موقع الأكروبول ثم سيلقي خطابا حول تحديات العولمة سيكون لها في مهد الديموقراطية، وقع خاصا مع صعود الحركات الشعبوية على ضفتي الأطلسي.
وستكون قضيتا الدين اليوناني، الخانق ومأساة المهاجرين في صلب زيارة باراك أوباما إلى اليونان حيث يعقد بعيد وصوله إلى أثينا حيث نشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن، مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الحكومة ألكسيس تسيبراس.
وقال الناطق باسم الحكومة اليونانية، "إنها زيارة رمزية واستثنائية تدل على الاعتراف بالجهود اليونانية لتسوية مسألة الدين واستقرار المنطقة".
أما وزير المالية اليوناني أقليدس تساكالاتوس فيرى أن انتخاب ترامب يعزز موقف اليونان في المفاوضات مع دائنيها.
وقال لصحيفة "تاغيتسايتونغ" الألمانية "نعيش في عالم في حالة غموض. هذا يفترض أن يساعد اليونان لأن على الإتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو البرهنة على أنهم قادرون على حل مشاكلهم بانفسهم".
وتواجه اليونان التي تخضع لإجراءات تقشفية قاسية، صعوبة في الخروج من الإنكماش على الرغم من تحسن قطاعها المالي.
وقال أوباما في مقابلة مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية إن "الناس يحتاجون إلى الأمل" ووعد بالاستمرار في دعوة دائني اليونان إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة وخصوصا تخفيف عبء الدين، لتتمكن من العودة إلى نمو اقتصادي متين".
ويؤيد صندوق النقد الدولي، موقف الإدارة الاميركية، لكن الملف يصطدم بتعنت ألمانيا، ويبدو أن تحقيق تقدم في الأمد القريب مستبعد.
ويريد الرئيس الاميركي التركيز على "تعاطف وكرم" الشعب اليوناني حيال اللاجئين والمهاجرين.
وقد دعته منظمة العفو الدولية، إلى الاستفادة من هذه الزيارة "لتسليط الضوء على الشروط المروعة التي يعيش فيها عشرات الآلاف من المهاجرين العالقين في اليونان"، وكذلك لمطالبة الدول الغنية بتحمل مسؤولياتها.
ومنع تنظيم تظاهرات أعلنت عنها النقابات وأحزاب اليسار المتطرف في وسط أثينا. وأغلقت حوالى ثلاثين مدرسة "لأسباب أمنية".
وتندرج هذه الاجراءات في أجواء أمنية متوترة في الأيام الأخيرة في أثينا بعد هجوم صغير استهدف الخميس الماضي، سفارة فرنسا ونفذه مجهولان على دراجة نارية صغيرة. وقد أدى إلى أصابة شرطي بجروح طفيفة.
وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "المنظمة الثورية للدفاع عن النفس" الهجوم، مؤكدة أنها أرادت استهداف مصالح دولة تقف "في الصف الأول للحرب الرأسمالية".
وأشارت المنظمة في نص التبني، إلى أن أسباب الهجوم تشمل خصوصا مقتل أحد أنصار البيئة ريمي فريس (21 عاما) اثناء تدخل قوات الامن لتفريق تظاهرة في فرنسا، وإخلاء مخيم المهاجرين في كاليه (شمال فرنسا)، ومواصلة اعتقال جورج ابراهيم عبد الله وهو لبناني يمضي منذ عام 1987 عقوبة بالسجن في فرنسا بعد إدانته بأعمال "إرهابية".